23-يناير-2024
وفاة شابّيْن من أصل 4 تسلّلوا إلى حاوية تبريد بباخرة لمحاولة الهجرة غير النظامية

المدير الجهوي للحماية المدنية بتونس: تسلّلوا إلى باخرة أجنبية معدة للركاب ولحمل بعض الحاويات (صورة توضيحية/ getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد المدير الجهوي للحماية المدنية بتونس منير الريابي، الثلاثاء 23 جانفي/ يناير 2024، أنّ الحماية المدنية تلقّت مكالمة نجدة مفادها أنّ باخرة على متنها 4 مصابين، عادت إلى ميناء حلق الوادي بعد مغادرتها، بعد التفطن إلى وجود 4 شبان على متنها كانوا يحاولون الهجرة غير النظامية.

المدير الجهوي للحماية المدنية بتونس: باخرة أجنبية عادت إلى ميناء حلق الوادي بعد خروجها لتفطن الطاقم إلى وجود 4 شبان داخل حاوية تبريد

وتابع الريابي في تصريحه لإذاعة "الجوهرة أف أم" (محلية) أنّ أعمار هؤلاء الشباب تتراوح بين 16 و17 سنة، وقد تسلّلوا إلى الباخرة الأجنبية المعدة للركاب ولحمل بعض الحاويات، في محاولة لمغادرة تراب الجمهورية خلسة، عبر حاوية تبريد، مؤكدًا وفاة شابّين منهم وتحسّن حالة الشابين الآخرين في المستشفى.

وأضاف المدير الجهوي للحماية المدنية بتونس: "هذه الباخرة كانت متّجهة إلى أحد البلدان الأوروبية، وحين تلقينا الاتصال لعودتها، لم نكن نعلم بنوع الإصابات، وبعد أن تحولت وحداتنا على عين المكان، اتضح أن هناك 4 شبان كانوا موجودين بإحدى الحاويات المعدّة لنقل غلال مبرّدة، كانوا قد تسلّلوا إلى الحاويات قبل أن يتم شحنها في الباخرة"، وفق وصفه.

المدير الجهوي للحماية المدنية بتونس: الحالة الصحية للشبان كانت متدهورة نظرًا لأنهم قضّوا أكثر من 7 ساعات داخل حاوية التبريد مما تسبب في تجمّد بعض أعضائهم

وأشار المتحدث إلى أنّ طاقم الباخرة تفطّن بعد نصف ساعة من الخروج من الميناء باتجاه بلد أوروبي إلى هؤلاء الشبان، قبل أن تتم العودة إلى ميناء حلق الوادي لتتدخل الوحدات، وقال إنّ "حالتهم الصحية كانت متدهورة نظرًا لأنهم قضّوا أكثر من 7 ساعات داخل حاوية التبريد مما تسبب في تجمّد بعض أعضائهم".

وشدّد المدير الجهوي للحماية المدنية بتونس على أنّ هؤلاء الشبان تلقوا الإسعافات الأولية اللازمة ثم تمّ نقلهم إلى المستشفى، وكانوا جميعًا على قيد الحياة، لكن تم فيما بعد إعلامنا بوفاة شابين منهم، مؤكدًا أنها ظاهرة تتكرّر بشكل يومي تقريبًا.

المدير الجهوي للحماية المدنية بتونس: هؤلاء الشبان كانوا جميعًا على قيد الحياة بعد تلقيهم الإسعافات الأولية لكن تم فيما بعد إعلامنا بوفاة شابين منهم بالمستشفى

يشار إلى أنّ هذه الحوادث تتكرّر في تونس بشكل لافت، وسط محاولات من قبل السلطات لمنعها وإحباطها، خاصة وأنّ تونس تتعرض لضغوط قوية من إيطاليا والاتحاد الأوروبي، لوقف تدفق المهاجرين.

وما انفكّ الاتحاد الأوروبي يبحث سبل الحدّ من تدفقات الهجرة غير النظامية إلى الدول الأوروبية، وخاصة عبر السواحل الإيطالية، ويعمل على تعزيز الترحيل القسري للمهاجرين غير النظاميين الموجودين هناك. 

يذكر أنّه تم في 16 جويلية/يوليو 2023، توقيع "مذكرة تفاهم" بين تونس والاتحاد الأوروبي حول "شراكة استراتيجية وشاملة"، وتهم بالأساس ملف الهجرة غير النظامية. وقد قام بتوقيعها الرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وقد طالت مذكرة التفاهم عديد الانتقادات على الصعيد الحقوقي في تونس، واعتبر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنّ هذه المذكرة "خطيرة وتكرس دور الحارس والسجان"، وفق توصيفه.