11-يوليو-2020

هل التحقوا بمطلب رئيسة الدستوري الحر عبير موسي؟

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

كشف المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة، السبت 11 جويلية/ يوليو 2020، في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك، أن كلًا من الكتلة الوطنية، والديمقراطية (التي تجمع نواب التيار الديمقراطي وحركة الشعب)، وكتلة تحيا تونس وكتلة الإصلاح الوطني يتجهون نحو إصدار بيان للإعلان عن شروعهم في إجراءات سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي.

وأضاف بوعجيلة "حسابيًا اللعبة متقاربة، لا تظهر نتائجها إلا في آخر وقت وسياسيًا هو منعرج حاسم مفتوح على كل السيناريوهات".

رئيس الكتلة الديمقراطية: رئيس البرلمان يتحمّل مسؤولية كبيرة فيما يحدث من خلال إدارته الكارثية للمجلس. هو يتصرّف كرئيس لحركة النهضة (وحلفائها) داخل المجلس وليس كرئيس للبرلمان

يُذكر أن كتلة الحزب الدستوري الحر تلتقي مع كتل الديمقراطية والوطنية والإصلاح وتحيا تونس في هذا التوجه، وكانت رئيس الكتلة عبير موسي أول من دعا إلى سحب الثقة من رئيس البرلمان. في المقابل يُعارض هذا التوجه كتل حركة النهضة وائتلاف الكرامة وقلب تونس.

ويُعتبر هذا التوجه تطورًا مهمًا في المشهد السياسي التونسي، إن ثبت ولم يتم التراجع بخصوصه، وقد تكون له انعكاسات مهمة في حال إمضاء 73 نائبًا على لائحة لسحب الثقة من الغنوشي، وتمر حينها اللائحة على الجلسة العامة للتصويت عليها.

وقد أشارت عدة أصوات من حركة النهضة إلى أن هذا التوجه من الكتل المذكورة يأتي كرد فعل وفي إطار الضغط والمناورة نظرًا لتلويح النهضة بمغادرة حكومة الفخفاخ وإسقاطها في حال ثبوت شبهة تضارب المصالح في حقه.

اقرأ/ي أيضًا: "إلياس الفخفاخ أمام شبهة تضارب مصالح".. القصة الكاملة

وكان رئيس الكتلة الديمقراطية في مجلس نواب الشعب هشام العجبوني، قد دوّن على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في ساعة متأخرة من ليل الجمعة 10 جويلية/ يوليو 2020، أننا "وصلنا إلى درجة غير مسبوقة من العبث بمصلحة البلاد وإلى درجة غير مسبوقة من الرداءة ومن ترذيل المشهد البرلماني والسياسي!"، وفق تعبيره.

وأضاف العجبوني، في ذات التدوينة، "رئيس البرلمان يتحمّل مسؤولية كبيرة فيما يحدث من خلال إدارته الكارثية للمجلس. هو يتصرّف كرئيس لحركة النهضة (وحلفائها) داخل المجلس وليس كرئيس للبرلمان على نفس المسافة من كل الكتل والنواب، وأصبح يشرّع (عبر رئيس ديوانه ومستشاريه) لخرق النظام الداخلي بطريقة فاضحة وممنهجة. وهذا لا يمكن أن يتواصل، لا يمكن!". 

في ذات السياق، اعتبر رئيس كتلة الإصلاح في البرلمان، حسونة الناصفي، أن ما حدث أمس الجمعة بمجلس نواب الشعب "تجاوزات خطيرة" بلغت حد "التدخّل في الشأن الأمني، والاعتداء الصارخ على حرمة المجلس ونوابه وأمنه".

واتهم الناصفي في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، السبت 11 جويلية/ يوليو 2020، رئاسة البرلمان بدعم ومساعدة وتوفير الغطاء الرسمي لما حصل، وأضاف هو مؤشّر آخر ورسالة مضمونة الوصول تقيم الدليل أن الخطر بلغ منتهاه ولن يستثني منا أحدًا".

وختم الناصفي بالقول "ما أتعهّد وألتزم به أن الساعات القادمة ستحمل معها منعرجًا حاسمًا تسقط فيه الأقنعة وتنكشف معه النوايا وليتحمّل كلّ مسؤوليته أمام الله والوطن".

رئيس كتلة الإصلاح: ما أتعهّد وألتزم به أن الساعات القادمة ستحمل معها منعرجًا حاسمًا تسقط فيه الأقنعة وتنكشف معه النوايا 

أما الكتلة الوطنية فقد أصدرت بيانًا، في ساعة متأخرة من ليل الجمعة 10 جويلية/ يوليو الجاري، حمل إمضاء رئيس كتلتها حاتم المليكي، وجاء فيه تنديدها بشدة "بما قام به رئيس كتلة ائتلاف الكرامة تجاه أعوان الأمن الرئاسي في مجلس النواب والدعوة إلى عدم الزج بالمؤسسة الأمنية والعسكرية في الصراعات السياسية".

وكان مجلس نواب الشعب قد شهد، مساء الجمعة 10 جويلية/يوليو الجاري، حالة احتقان وتوتّر في الجلسة العامة وفي أروقة البرلمان بعد منع الأمن الرئاسي دخول مرافق لكتلة ائتلاف الكرامة قبل السماح له بالدخول في وقت لاحق.

وبدأت القصة بعد منع الأمن الرئاسي المشرف على الحماية الأمنية لمقر البرلمان دخول أحد مؤسسي ائتلاف الكرامة، حافظ البرهومي، لورود اسمه في قائمة الممنوعين من السفر المعروفة باسم "اس 17". وهو ما أثار احتجاج رئيس كتلة الائتلاف سيف الدين مخلوف أمام مدخل البرلمان، وخلال الجلسة العامة خاصة بعد مداخلة للنائب عن حركة الشعب سالم لبيض، اتهم خلالها مخلوف بالاعتداء وممارسة الهرسلة على أفراد الأمن الرئاسي. وأدت المشاحنات بين نواب حزبي ائتلاف الكرامة وحركة الشعب حول هذا الموضوع إلى تعليق مداولات الجلسة العامة.

وأوضح مخلوف، في تسجيل نشره على حسابه على فيسبوك، أن الأمن الرئاسي بيّن له في اجتماع رؤساء الكتل أنه سمح بدخول مرافق الكتلة بعد أن تبيّن له أنه سبق له دخول المجلس عدا عن سفره في مرات سابقة باعتباره يعمل مهندسًا في فرنسا. وقال إن البرهومي هو من ضحايا الاستبداد بتعرّضه للتعذيب قبل الثورة.

يعتصم نواب كتلة الحزب الدستوري الحر بمقر البرلمان منذ ليلة أمس وقد دعت رئيسة الكتلة النواب لتقديم عريضة سحب ثقة من رئيس البرلمان

وأشار إلى أن رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي رفضت هذا الأمر بتعلّة وجود خطر يهدّد حياتها في حال دخول هذا الشخص، وفق قولها، وهو ما أدى لاحتقان متهمّا إياها بالعمل على تعطيل العمل البرلماني وترذيل الثورة، ومؤكدًا أن كتلة ائتلاف الكرامة لن تتسامح مع تصرفاتها، وفق تعبيره. 

وإثر ذلك، اعتصم نواب كتلة الحزب الدستوري الحر بمقر البرلمان ليلاً. ودعت موسي في فيديو نشرته ليلاً على صفحة الحزب الدستوري الحر بموقع فيسبوك من مكان اعتصامها، النواب الذين ينتمون إلى القوى المدنية إلى تحمل مسؤولياتهم بتقديم عريضة سحب ثقة من رئيس البرلمان، وتجميع 73 صوتًا حتى تنطلق إجراءات سحب الثقة في أسرع الآجال وتكتمل قبل بداية العطلة البرلمانية، وفق تعبيرها.

يُذكر أن رئاسة مجلس نواب الشعب، كانت قد أصدرت بيانًا مساء الجمعة، دعت من خلاله رؤساء الكتل وكافة النواب لتغليب المصلحة الوطنية على التجاذبات الحزبيّة والدوافع الذاتية، وأكدت تعويلها على روح المسؤولية خلال هذا الظرف الدقيق من أجل الإيفاء بواجبات المؤسسة النيابية تجاه التونسيين.

ودعت النواب أيضًا إلى نبذ الخلافات والمشادات الكلاميّة وكلّ مظاهر العنف اللفظي والتحلّي بضبط النفس وتحكيم العقل والترفّع على مثل هذه السلوكات والالتزام بالحد الأدنى من الاحترام. وأكدت أنها تجدد ثقتها في أجهزة الأمن العمومي والأمن الرئاسي واعتبارها مؤتمنة على سلامة مقر مجلس نواب الشعب والنواب"، ودعت إلى النأي بالمؤسسة الأمنيّة عن كلّ التجاذبات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد منع مؤسس في "الكرامة" من الدخول.. احتقان في البرلمان مجددًا

فوضى واحتقان في البرلمان.. رئاسة مجلس نواب الشعب تعلّق

الأمن الرئاسي: "لا نرضى أن يتم زجنا في تجاذبات سياسية"