31-يوليو-2023
نجيب الشابي

نجيب الشابي: البطش لا يزال قائمًا، وللأسف، إلى اليوم، لا أحد يعرف لماذا هؤلاء السياسيون في السجن

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد رئيس جبهة الخلاص الوطني، ائتلاف معارض في تونس، أحمد نجيب الشابي، الاثنين 31 جويلية/ يوليو 2023، أنّ المساجين السياسيين يعيشون ظروفًا صعبة وغير مسبوقة داخل سجنهم، من "اختناق وضيق تنفس من شدّة الحرّ، فضلًا عن انقطاع الماء عنهم، وتعطّل أجهزة التبريد وتعفن الأكل.." وفق وصفه. 

نجيب الشابي: اختناق وضيق تنفس من شدّة الحرّ، فضلًا عن انقطاع الماء عن المساجين السياسين، وتعطّل أجهزة التبريد وتعفن الأكل

وتابع أحمد نجيب الشابي خلال ندوة صحفية: "لا شيء يبرّر العودة لما كنا عليه عقودًا إلى الوراء، فالوضع لا يختلف عما كنا عليه في الماضي إلا في التعذيب الجسدي أثناء التحقيق، عدا ذلك، البطش لا يزال قائمًا، وللأسف، إلى اليوم، لا أحد يعرف لماذا هؤلاء السياسيون في السجن" وفقه.

وقال رئيس جبهة الخلاص إنّ القيادي بحركة النهضة "الموقوف على ذمة القضية الغامضة (أنستالينغو)، السيد الفرجاني، ذنبه الثابت أنه من القيادات التاريخية لحركة النهضة، إذ هذه قضية واضح فيها طابع الاستهداف السياسي، والسعي إلى استئصال النهضة والزجّ بقياداتها في السجن"، مؤكدًا أنّ قرار ختم البحث لا يزال لم ينشر بعد في هذه القضية، لكن يبدو أنه اتُّخذ"، وفق تصريحه.

نجيب الشابي: لا شيء يبرّر العودة لما كنا عليه عقودًا إلى الوراء، فالوضع لا يختلف عما كنا عليه في الماضي إلا في التعذيب الجسدي أثناء التحقيق، عدا ذلك، البطش لا يزال قائمًا

وأضاف الشابي: "هذا لا يؤسس للاستقرار، خاصة أننا أمام أقوى أزمة مالية واجتماعية عرفتها تونس دون أدنى أفق للحل"، لافتًا إلى "مكابرة وعجز قيس سعيّد عن إدراك عجز الميزانية والمديونية التي بلغت درجة مهولة، ما دفعنا إلى إنهاك النظام البنكي المحلي"، قائلًا: "هذا وضع محكوم عليه بالانهيار والانقشاع، فقضية المعتقلين السياسيين أضعفت سعيّد، لأنها هي قضية كل الديمقراطيين في العالم".

وقال نجيب الشابي: "من الصعب جدًا أن تأتي مناورات رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني بأي نتيجة إلا إذا قبل قيس سعيّد بتحويل تونس حارسًا للحدود الأوروبية وأن يكون متعاونًا في إرجاع المهاجرين غير النظاميين التونسيين ومن إفريقيا جنوب الصحراء، ووضعهم في محتشدات مقابل قبوله بنيل الفتات" وفق تعبيره.

تطرّق ديلو إلى الحرج الذي يشعر به الموقوفون السياسيون لدى الحديث عن ظروف إقامتهم بالسجن، قائلًا: "هي بالأساس قضية سياسية، وهم لا يريدون أن يُتحدث عنهم كضحايا سوء معاملة، لأنّهم ضحية استهداف سياسي"

عضو هيئة الدفاع عن الموقوفين السياسيين، المحامي سمير ديلو، أوضح من جانبه بخصوص الهدف من عقد هذه الندوات الصحفية، أنها تأتي "من باب الاضطرار، لأنّ الأصل أن يكون الترافع حول هذه القضايا في المحاكم، لكن كلما كان الظرف عاديًا، كان تعاملنا عاديًا، أما الآن فنحن في ظروف استثنائية، وأصبح القضاء أداة للحكم، وتحول إلى سلاح في يد من يملك السلطة".

وتطرّق ديلو إلى الحرج الذي يشعر به الموقوفون السياسيون لدى الحديث عن ظروف إقامتهم بالسجن، قائلًا: "هي بالأساس قضية سياسية، وهم لا يريدون أن يُتحدث عنهم كضحايا سوء معاملة، لأنّهم ضحية استهداف سياسي" وفقه.

سمير ديلو: "الحرارة شديدة للغاية في السجن، ما سبّب لجوهر بن مبارك بوادر ذبحة صدرية، فضلًا عن أنّ السيد الفرجاني يعاني من ظروف إقامة غير مقبولة، دفعته للمقارنة والتأكيد أنه في سجن بن علي لم تكن الظروف بهذا السوء"

وعن بعض هذه الأوضاع داخل السجن، قال ديلو: "الحرارة شديدة للغاية في السجن، ما سبّب لجوهر بن مبارك بوادر ذبحة صدرية، فضلًا عن أنّ السيد الفرجاني يعاني من ظروف إقامة غير مقبولة، دفعته للمقارنة والتأكيد على أنه في سجن بن علي لم تكن الظروف بهذا السوء، إذ أنهم محرومون حتّى مما يتمتع به سجين الحق العام كالزيارة العائلية، باعتبار أنّ كلمة السجّان أقوى وأنفذ من كلمة القاضي" على حد تعبير المحامي.

وكانت السلطات في تونس قد انطلقت في 11 فيفري/ شباط الماضي في موجة اعتقالات استهدفت بدرجة أولى معارضين للرئيس قيس سعيّد. ومن الموقوفين، سياسيون وصحفيون ونشطاء وقضاة ورجال أعمال، وتوجه لهم تهم مختلفة من أبرزها "التآمر ضد أمن الدولة".

وقد أثارت موجة الاعتقالات والمداهمات تنديدًا واسعًا وانتقادات داخليًا وخارجيًا، لإخلالات في الإجراءات ولما أكده محامون من غياب للأدلة، فيما تلتزم النيابة العمومية والسلطات القضائية الصمت حيال هذه القضايا.