22-أكتوبر-2023
فلسطين

رمزي عودة: توقعات استمرار هذه الحرب لأكثر من عام هي مجرّد ادّعاءات إسرائيلية لضرب نفسية المقاومة (أشرف عمرة/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

نظم مركز الدراسات الاستراتيجية حول المغرب العربي، محاضرة للدكتور رمزي عودة مدير وحدة الأبحاث والدراسات في معهد فلسطين للأمن القومي بعنوان: "مخطط إفراغ غزة من سكانها ومواقف دول جوار فلسطين"، بتاريخ السبت 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أين تحدّث عودة عن أبرز مؤشرات مخطط تهجير سكان غزة والسيناريوهات المحتملة القادمة.

رمزي عودة: مؤشرات مخطط إفراغ غزة من سكانها عديدة من بينها، المنشورات الإسرائيلية التي وُزعت على كل البيوت وتطالب الفلسطينيين بالرحيل إلى جنوب غزة

  • مؤشرات تدلّ على مخطط تهجير سكان غزة

أشار رمزي عودة في هذا الإطار، إلى أنّ المؤشرات على ذلك عديدة، من بينها، المنشورات الإسرائيلية التي وُزعت على كل البيوت وتطالب الفلسطينيين بالرحيل إلى جنوب غزة، فضلًا عن الوزير الإسرائيلي الذي يغري الفلسطينيين بالمأكل والمشرب والبيوت الآمنة في سيناء بعد ترحيلهم إليها بشكل مؤقت كما يدّعون حتى تنتهي الحرب، رغم أنهم لا يتحدثون عن حرب مؤقتة، بل حرب طويلة.

رمزي عودة: بلغ عدد المُهجّرين اليوم من مدنهم وقراهم، أكثر من مليون و350 ألف فلسطيني وهي خطوة عملية لتنفيذ مخطّط إفراغ غزة من سكانها

وقال عودة إنّ الرفض المصري والأردني والفلسطيني الصارم لعملية التهجير، هو مؤشر آخر ينضاف للمؤشرات السابقة، باعتبار أنّ هذا الرفض يشي بأنّه طُلب من هذه البلدان ذلك، لافتًا إلى أنّ مصر اعتبرت أنّ عملية التهجير تهديد لأمنها القومي وتصفية للقضية الفلسطينية.

  • هل توجد خطوات عملية لتنفيذ مخطط تهجير سكان غزة؟

أقرّ مدير وحدة الأبحاث والدراسات في معهد فلسطين للأمن القومي، بوجود خطوات عملية لتنفيذ مخطط تهجير سكان غزة، إذ هُجّر أكثر من مليون و100 ألف فلسطيني من شمال غزّة، كما هُجّر أكثر من 360 ألف فلسطيني من وسط وشرق غزّة، أي تقريبًا بلغ عدد المُهجّرين اليوم من مدنهم وقراهم، إلى أكثر من مليون و350 ألف فلسطيني. 

رمزي عودة: لا أعتقد أنه بإمكان أي دولة أن تمحو فصيلًا مثل المقاومة الفلسطينية من على ظهر الوجود كما يدعي الاحتلال، لأن المسألة ليست عسكرية أو إدارية بل هي متعلقة بوجود شعب

وتحدّث عودة عن أنّ التهجير في القانون الدولي ليس فقط مجرّمًا حين يكون من دولة إلى دولة أخرى، بل حتى التهجير من البيت إلى بيت آخر في المدينة نفسها، مؤكدًا على أنه وفقًا للقانون الدولي، فإنّ هؤلاء الفلسطينيين هم نازحون ومهجّرون، وفق وكالة الغوث التي أحصت مليون وربع نازح فلسطيني ولا يوجد ما يكفيهم من المأوى والمأكل والمشرب

  • ما هو السيناريو الأكثر احتمالًا للتنفيذ؟

يوضّح رمزي عودة أنّ الإعلام الإسرائيلي العسكري يقول إنّ الجيش يريد محو حماس من الوجود وتغيير خارطة الشرق، وقال: "لا ندري إن كان بإمكان أي دولة أن تمحو فصيلًا مثل المقاومة الفلسطينية من على ظهر الوجود، إذ لا أعتقد ذلك لأن المسألة ليست عسكرية أو إدارية بل هي متعلقة بوجود شعب، فلا يمكن محو فكر هذا الفصيل، أو محو 2.5 مليون فلسطيني يعيش في قطاع غزة بحجة محو حماس عن الوجود" وفق قوله.

رمزي عودة: عدوان كيان الاحتلال على مستشفيات الشمال يشير بشكل واضح جدًا إلى أنّ الاجتياح البري للشمال قريب جدًا

وتوقّع أستاذ العلوم السياسية، أنّه يمكن أن تكون الإجراءات الإسرائيلية مرحلية، مشددًا على أنّ الهجوم البري المتوقع يتحدث عن خلق حزام أمني على مسافة 32 كلم أي على مسافة طول شريط غزة، مذّكرًا بأنّ القطاع المحاصر يمثّل أضيق مجال جغرافي يتسع لأكثر كثافة سكانية في العالم.

ويجب أن تكون كل المسافة الآنف ذكرها خالية من السكان وجرداء تنعدم فيها المرافق، وفق الإعلام الإسرائيلي. وأوضح في هذا الصدد أنّ النقطة الثانية من المخطط هي احتلال شمال غزة، وهي الأكثر احتمالًا لأنهم هجّروا أكثر من ثلثي السكان هناك، وأصبحت بالتالي منطقة شبه خالية، قائلًا إنّ عدوانهم على مستشفيات الشمال يشير بشكل واضح جدًا إلى أنّ الاجتياح البري للشمال قريب جدًا.

رمزي عودة: سيناريو وقف إطلاق النار مستبعد، لأنّ الإسرائيليين لا يتحدون عن أي حل سلمي حتى الآن

واعتبر أنّ إعادة انتشار قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق جنوب غزة وفصل الجنوب عن مناطق الشمال والشرق والغرب، سيمكّنهم من إعادة السيطرة على كل مناطق غزة وخلق مواطن آمنة لهم ومنع إطلاق الصواريخ عليهم.

واستبعد رمزي عودة سيناريو وقف إطلاق النار، لأنّ الإسرائيليين لا يتحدون عن أي حل سلمي حتى الآن، قائلًا إنّ هناك 2 سيناريوهات ممكنة بعد الاجتياح، يكمن الأول في الدعوة لوقف إطلاق النار وإعادة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وفقًا لاتفاق سلام يشبه صفقة القرن التي تتحدث عن وجود مساحة في غزة تقدر بـ 200 كلم مربع يتم استئجارها من الحكومة المصرية ويقوم أهل غزة بإنشاء بيوت ومصانع، وبالتالي من الممكن أن تأتي عملية التهجير بمنطق التسوية السلمية، وهذا أمر مطروح.

رمزي عودة: اجتياح شمال غزة، هو النقطة المفصلية، وبعد أن يحقّق الاحتلال ذلك هناك عدة سيناريوهات محتملة

أما السيناريو الثاني فهو أن تقوم قوات الاحتلال بمحاصرة المقاومة، وتلجأ إلى حل سلمي، عبر إخراجهم خارج دول الطوق، وقال: "من الممكن الذهاب في هذا السيناريو لكن بعد اجتياح شمال غزة، فهو النقطة المفصلية" وفق تعبيره.


 

الترا فلسطين


أما آخر سيناريو، فيتمثل وفق تقديره في إمكانية هو خلق سلطة مدنية، مختلف في مرجعيتها التي ربما تكون إقليمية أو أمنية أو روابط قرى، قائلًا إنّ الإسرائيليين أجادوا ذلك في الصفة الغربية، وفي كل الأحوال فإنّ هذا المخطط مأساوي هدفه الأساسي تصفية القضية، وفق قوله.

  • كيف يمكن مواجهة هذا المخطّط؟

يمكن مواجهة مخطّط إفراغ غزة من سكانها، وفق تقديره، عبر زيادة عامل الوقت واستمرار الصمود، قائلًا: "عامل الوقت مهم جدًا لإسرائيل التي لا تستطيع الدخول في حرب استنزاف طويلة، ليس من زاوية تحملها للتكاليف، لكن لأن الرأي العام الدولي سيضغط عليها، فإذا أرهقنا إسرائيل وزدنا عامل الوقت فهذا يعطينا مساحة أكبر لإضعاف قدرتها على إنجاز أهدافها".

رمزي عودة: عامل الوقت مهم جدًا لإسرائيل التي لا تستطيع الدخول في حرب استنزاف طويلة، لأن الرأي العام الدولي سيضغط عليها

وكذّب أستاذ العلوم السياسية، في هذا الصدد، الادعاءات الإسرائيلية التي تتوقع أن تستمر هذه الحرب لأكثر من عام، إذ يعمدون لترويج مثل هذه المزاعم لضرب نفسية المقاومة لا أكثر، وفق تفسيره.

كما لفت إلى أنه بالإمكان مواجهة هذا المخطط أيضًا، عبر توسيع دائرة الفعل الدولي والإقليمي المضاد للهجوم الإسرائيلي، معددًا المظاهرات العارمة المنددة بالهجوم الإسرائيلي في دول أوروربية وعربية عديدة، مستنكرًا في هذا الإطار منع عدة دول هذه الوقفات واعتقالها الكثيرين، قائلًا: "حتى الدعوات لإيقاف الحرب، يتم التعامل معها على أساس معاداة السامية".

 

 

يشار إلى أنّ وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد أعلنت الأحد 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 4651 شهيد منذ بداية حرب غزة 2023.

المتحدث باسم الوزارة، أشرف قدرة، قال في مؤتمر صحفي إن إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة بلغ 4651 شهيدًا، منهم 1873 طفلًا، و1023 امرأة، و187 مسنًا، إضافة إلى إصابة 14245 مواطن بجراح مختلفة.

وأوضح القدرة أن "40 % من الشهداء من الأطفال، و70 % من الضحايا من الأطفال والنساء والمسنين"، مؤكدًا تلقي وزارة الصحة الفلسطينية العديد من البلاغات عن مفقودين تحت الأنقاض، منهم قرابة 800 طفلًا: "تلقينا 1450 بلاغًا عن مفقودين لازالوا تحت الأنقاض منهم 800 طفل".