28-مايو-2020

تُعتبر الإذاعة الثقافية مكسبًا للمثقف التونسي (جيتي)

مقال رأي

 

أثارت دعوة المحامي سمير بن عمر إلى إقالة مديرة الاذاعة الثقافية أو لمعاقبة من تسبب في تمرير مقطع تأوهات جنسية دون قصد ببرنامج "دار الحبايب" استياءً في صفوف المثقفين الذين تجندوا إلى كتابة تدوينات عبر صفحاتهم لدعم المنشط ناظم الهاني والإذاعة الثقافية التي تعتبر مكسبًا للمثقف التونسي الذي يعجز على أن يجد مكانًا يليق به في وسائل الإعلام الأخرى وبالسهولة التي توفرها هذه الإذاعة.

وتحتضن الإذاعة الثقافية جميع أبناء الحقل الثقافي وتساهم في التعريف بتجاربهم خاصة وأنها من الإذاعات القلائل التي تقدم برامج ترتقي بالمشهد الثقافي التونسي وبالذوق العام في ظل الرداءة المنتشرة بالمشهد الإعلامي الموازي للإعلام الوطني الذي يغلب عليه التهريج والرداءة.

إن المثقف التونسي أدرى بنشاط المؤسسات الثقافية ويعلم جيدًا طبيعة العمل الإذاعي ومفاجآته

إن المثقف التونسي أدرى بنشاط المؤسسات الثقافية ويعلم جيدًا طبيعة العمل الإذاعي ومفاجآته، ويتفهم أن الخطأ يمكن أن يحدث خاصة مع تطور التقنيات واعتماد البرامج أحيانًا على أغاني مباشرة من موقع يوتيوب، ويمكن أن تحدث لخبطة ويقع بث ما لا يتوقعه أحد. فلم التهويل والدعوة إلى العقاب؟ بل إن استخدام كلمة العقاب في حد ذاته يعتبر في غير محله، فلسنا في محاكمة ولا أمام قاض ولا في مدرسة.

وإن وجد الخطأ المهني، فلا يستوجب سوى الاعتذار من المنشط عن التقني، فلا دخل للمنشط ولا لمديرة الاذاعة بما حدث. وهذا لا يعني أننا ندعو إلى عقاب التقني وإنما هو فقط تحديد للمسؤوليات. التأوهات الجنسية مرت وربما لم ينتبه لها الكثير، ولكن هناك من يريد أن يضخم المواضيع وفقا لأهوائه ويحل محل الضمير الجمعي والمشرع ومحل الله كلما وجد فرصة للهدم لا للبناء.

اقرأ/ي أيضًا: في انتظار "سرحان"

هذه الإذاعة للمثقف التونسي وللشعب المهتم ببرامجها النوعية، والمثقف هو الأكثر حرصًا على قيم ومبادئ الشعب بل هو المنظر والمؤسس لكل معاني الجمال والذوق السليم. ومسألة العقاب ليست شأنًا عامًا وإنما هناك تراتيب إدارية لن تغفل مديرة الإذاعة الثقافية عن تطبيقها في حالة وجود خطأ مع العلم أن ما وقع لا يرقى إلى مستوى يستحق العقاب ولا الإقالة، فقط لا بد من القول لمن يحاول أن يدس أنفه في كل شأن: ارفعوا ايديكم القذرة على الثقافة والمؤسسات الإعلامية الوطنية ولن نقبل بوصاية السياسيين الذين التفوا على مكاسب الثورة وحولوها إلى متاع خاص وأثروا على حساب الشعب البسيط بعد أن سرقوا أحلامه وتاجروا بكل قضاياه.

ودون تفاصيل ولا إسهاب عنهم، نكتفي بالقول إن العاملين في الإذاعة الثقافية هم من المثقفين النزهاء ومن الداعمين للمشهد الثقافي عامة بكل ما لديهم من جهد وإمكانات بسيطة مقارنة بالإعلام الخاص، ولم يتخل أحد منهم على واجبه الإعلامي في أقسى الظروف.

مسألة العقاب ليست شأنًا عامًا وإنما هناك تراتيب إدارية لن تغفل مديرة الإذاعة الثقافية عن تطبيقها في حالة وجود خطأ

ناظم الهاني نفسه قام بمبادرات لتوزيع الإعانات والكمامات في الظروف الأخيرة للحجر الصحي ولم نسمع من الذي أثار المشكلة عبر صفحته بفيسبوك لا جعجعة ولا طحينًا، بل هو أول من اختفى منذ بداية أزمة كورونا منتظرًا عودة الأمور إلى نصابها ليواصل أدواره على مسرح الساحة السياسية التي تضمن له تلميعًا لصورته المهنية والشهرة وطبعًا المزيد من القضايا بوصفه كمحامي.

 

تنويه: هذا المقال لا يعبّر عن رأي الموقع بل يعبّر عن رأي صاحبه فقط.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل أتاك حديث البكتيريا السياسية في تونس؟

واجب اليقظة لحماية الديمقراطية التونسية