06-سبتمبر-2021

التقى الوفد الأمريكي كلًّا من سيدة الونيسي وسميرة الشواشي ومروان فلفال وحاتم المليكي

الترا تونس - فريق التحرير

 

التقى الوفد من مجلس الشيوخ الأمريكي الذي ضمّ السيناتورChris Murphy والسيناتور Jon Ossoff، خلال الزيارة التي أداها إلى تونس يومي 4 و5 سبتمبر/أيلول 2021، أعضاءً من مجلس نواب الشعب التونسي، وهم كلّ من النائب عن حركة النهضة سيدة الونيسي والنائب عن حزب قلب تونس سميرة الشواشي والنائب عن حركة تحيا تونس مروان فلفال والنائب المستقل حاتم المليكي، علمًا وأن كلًّا من حركة الشعب والحزب الدستوري الحر كانا قد أفادا بأنهما تلقيا دعوة للقاء الوفد ورفضاها، وفقهما.

وقالت سيدة الونيسي، في تغريدات نشرتها على حسابها الرسمية على تويتر، إنها قد أتيحت لها الفرصة، خلال اللقاء، لإعادة التأكيد أن ما حدث في 25 جويلية/يوليو هو توقف لمسار الانتقال الديمقراطي، وأنه تأويل شخصي وغير صحيح للدستور من قبل رئيس الجمهورية، مضمّنة هاشتاغ "ما زال انقلابًا".

الونيسي (النهضة): أتيحت لي الفرصة خلال اللقاء لإعادة التأكيد أن ما حدث في 25 جويلية هو توقف لمسار الانتقال الديمقراطي، وتأويل شخصي وغير صحيح للدستور من قبل رئيس الجمهورية

وأضافت النائب عن حركة النهضة أن التأييد الشعبي لـ "الاجراءات الاستثنائية" يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالصورة السيئة للبرلمان غير القادر على تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب بكفاءة، وفق توصيفها، مضيفة أن الأزمة الاقتصادية والصحية العميقة كانت الدوافع الرئيسية وراء عدم رضا الشعب التونسي.

 

 

ولفتت، في ذات الصدد، إلى أنها أكدت أنه "لمعالجة إخفاقات الديمقراطية، هناك حاجة لمزيد من الديمقراطية والتعددية والمشاركة، وليس العودة إلى الاستبداد"، معتبرة أن "الحريات العامة ، والحقوق الأساسية ، واستقلال العدالة ، وحرية الصحافة ، والحق في التنقل، والفصل بين السلطات، وسيادة القانون، جميعها على المحك، لاسيما في ظل غياب قوى مضادة حقيقية خلال الأحداث الأخيرة"، حسب تقديرها.

 

 

واستطردت الونيسي أن "السياسة الخارجية التقدمية للشركاء الرئيسيين لتونس تعني دعم مصالح المواطنين والقدرة على الاستماع إلى الأصوات التعددية"، معقّبة: "لا أحد منا هنا يطلب أو يتوقع أن "تتدخل" الولايات المتحدة في تونس. الحفاظ على العلاقات بين تونس والولايات المتحدة أمر أساسي بالنسبة لنا، باعتباره يندرج في إطار تنمية دبلوماسية تونس مع جيرانها وشركائها، إذ ليست لها مصلحة في العزلة أو الإقصاء"، وفق ما جاء في تغريداتها.

 

 

ومن جهته، قال النائب عن حركة تحيا تونس مروان فلفال، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل فيسبوك: "عديدون من خيروا أن لا يحضروا لقاء الوفد الأمريكي وانسحبوا.. بالنسبة لي، حضوري في لقاء البارحة، له سبب واحد وهو إيصال الحقيقة الكاملة للوفد الزائر وعدم ترك المجال للرأي الواحد لحركة النهضة وأتباعها خاصة بعد مقاطعة جل الأطراف من الصف الديمقراطي"، وفق تعبيره.

وتابع: كنت قد طلبت من الوفد منذ البداية إجابة واضحة حول سؤال"هل جاؤوا لمساندة النهضة ودعمها" كما روج بعضهم أم أن مجيئهم هنا كأصدقاء لتونس ولشعبها كان لدعم الديمقراطية؟ الإجابة كانت بالنفي وأكدوا أنهم هنا لدعم الديمقراطية التونسية دون أي انحياز لأي طرف سياسي، حسب ما ورد في تدوينته.

فلفال (تحيا تونس): أكدت خلال اللقاء أن ماحدث يوم 25 جويلية كان انتصارًا للإرادة الشعبية وأنه لا مجال للعودة إلى الوراء

وأشار مروان فلفال إلى أنه أكد في تدخله أمام الوفد أن "ماحدث يوم 25 جويلية كان انتصارًا للإرادة الشعبية التي ضاقت بالأزمة الصحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية الخانقة وأنه لا مجال للعودة إلى الوراء"، مردفًا: "لا فائدة من المزايدات الفارغة، نحن لا نقبل دروسًا في الوطنية من أحد، وأعتبر أن استقبال الوفد من طرف رئيس الجمهورية أنهى الجدل حول هذه الزيارة"، حسب رأيه.

وبدوره، وقال النائب المستقل حاتم المليكي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، إنّ اللقاء كان بمثابة تقييم لمرحلة ما بعد قرارات 25 جويلية/يوليو 2021، مفيدًا بأنّه أكّد لعضوي مجلس الشيوخ أنّ ما تم إقراره في ذلك اليوم كانت له أسباب موضوعيّة، نظرًا لما عاشته البلاد طيلة 10 سنوات من "ديمقراطيّة شكليّة وفاسدة"، فضلًا عن تردّي الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة، وفقه.

وأضاف أنه أشار، خلال اللقاء، إلى أنّ التحدي الأبرز اليوم يتمثل في وضع خارطة طريق واضحة، من أجل استعادة مؤسسات الدّولة وتنظيم انتخابات في أقرب الآجال.

كما أشار المليكي إلى أن عضوي الكونغرس الأمريكي أبرزا خلال اللقاء عمق علاقات الصّداقة القائمة بين البلدين، مؤكدين أنّ هذه الزّيارة لا تهدف إلى نصرة طرف على حساب طرف آخر، وأن ّ الولايات المتحدة متمسّكة بدعم الدّيمقراطية في تونس، حسب تصريحه.

المليكي (مستقل): أشرت في اللقاء إلى أن التحدي الأبرز اليوم يتمثل في وضع خارطة طريق واضحة من أجل استعادة مؤسسات الدّولة وتنظيم انتخابات في أقرب الآجال

يشار إلى أن وفد مجلس الشيوخ الأمريكي الذي ضمّ السيناتورChris Murphy والسيناتور Jon Ossoff قد التقى الرئيس التونسي قيس سعيّد مساء السبت 4 سبتمبر/أيلول 2021 بقصر قرطاج. 

وقال رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، في تغريدة على حسابه الرسمي بتويتر ليل السبت 4 سبتمبر/ أيلول 2021، إنه "حث الرئيس التونسي على العودة السريعة إلى المسار الديمقراطي وإنهاء الحالة الاستثنائية".

وأضاف ميرفي، في تغريدة ثانية، أنه "أوضح أن اهتمام الولايات المتحدة الوحيد هو حماية وتعزيز ديمقراطية واقتصاد سليمين للتونسيين"، مؤكدًا "نحن لا نفضل أي طرف على الآخر وليس لدينا أي مصلحة في دفع أجندة على أخرى. على التونسيين أن يقرروا".

وأكد، في تغريدة ثالثة، أن "الولايات المتحدة ستواصل دعم ديمقراطية تونسية تستجيب لاحتياجات الشعب التونسي وتحمي الحريات المدنية وحقوق الإنسان".

اقرأ/ي أيضًا:  واشنطن قلقة من غموض قيس سعيّد

من جانب آخر، كانت الرئاسة التونسية قد أصدرت بيانًا عن ذات اللقاء ورد فيه أن سعيّد أكد، خلال اللقاء، أن "التدابير الاستثنائية التي تم اتخاذها يوم 25 جويلية/ يوليو 2021 تندرج في إطار الاحترام التام للدستور.."، مشدّدًا على أنها "تعكس إرادة شعبية واسعة وتهدف إلى حماية الدولة التونسية من كلّ محاولات العبث بها"، وفق ذات البيان.

وأضافت الرئاسة التونسية أن "اللقاء مثل فرصة لتجديد الإعراب عن الحرص المشترك على مزيد تعميق روابط الصداقة التاريخية بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية، ومواصلة العمل سويًا من أجل مستقبل أفضل لعلاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين".

جدير بالذكر أن الرئيس التونسي كان قد أعلن في ساعة متأخرة من ليل الأحد 25 جويلية/ يوليو 2021، مجموعة من القرارات منها تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من منصبه وإعلانه أنه سيتولى مهام السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس حكومة يختاره بنفسه لمدة 30 يومًا.

كما أعلن سعيّد أنه سيتولى رئاسة النيابة العمومية، إضافة إلى قرارات أخرى تنظيمية وترتيبية صدرت لاحقًا من خلال أوامر رئاسية. وتم هذا الإعلان خلال ترؤسه اجتماعًا طارئًا للقيادات العسكرية والأمنية بقصر قرطاج.

وكان سعيّد قد أصدر، أمرًا رئاسيًا يقضي بالتمديد في التدابير الاستثنائية المتخذة بمقتضى الأمر الرئاسي عدد 80 لسنة 2021 المتعلق بتعليق اختصاصات مجلس نواب الشعب وبرفع الحصانة البرلمانية عن كل أعضائه، وذلك إلى غاية إشعار آخر، وفق بيان للرئاسة التونسية نُشر منتصف الليلة الفاصلة بين الاثنين 23 والثلاثاء 24 أوت/ أغسطس 2021، تزامنًا مع مرور شهر منذ إعلان سعيّد قراراته. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

السيناتور كريس ميرفي يحث الرئيس التونسي على إنهاء الحالة الاستثنائية

سعيّد لوفد الكونغرس: "التدابير الاستثنائية تندرج في إطار احترام الدستور"