20-أبريل-2022
فيسبوك

مبروك كرشيد: وقع التحيّل على تونس في ملف السفينة الغارقة وسيقع التحيّل عليها مجدّدًا

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد النائب بالبرلمان المنحلّ، ورئيس حزب الراية الوطنية مبروك كرشيد، الأربعاء 20 أفريل/ نيسان 2022، أنّ تونس في حاجة إلى مبادرة إنقاذ وطني، "لكن هناك انطباع غير جيد يؤاخذ على مبادرة أحمد نجيب الشابي بتوجهه إلى النهضة في بداية الأمر، وهذه الخطوة ستطبع المبادرة بكثير من النفور من طرف كثير من القوى الوطنية" وفقه.

مبروك كرشيد: هناك انطباع غير جيد يؤاخذ على مبادرة أحمد نجيب الشابي بتوجهه إلى النهضة في بداية الأمر، فكيف تكون بداية آليات الإنقاذ بالانطلاق معها؟

وتابع كرشيد: "لا نملك خيارًا آخر غير التجميع، فالقوى الوطنية مشتتة ويمكن لنجيب الشابي أن يلعب دورًا في تجميعها، لكن مدخله يُناقش، إذ أعتبر أنّ 70% من المشاكل الواقعة بتونس في العشر سنوات الأخيرة، كانت وراءها حركة النهضة، فكيف تكون بداية آليات الإنقاذ بالانطلاق معها؟".

ولاحظ كرشيد أنّنا "ذاهبون لفترة أخرى مجهولة أيضًا بعد خروجنا من العشرية الأخيرة، وهي فترة مبنية على الفردية والمغالبة السياسية، فالحوار بالنسبة إلى قيس سعيّد هو دعوة من يرغب هو بدعوته، وفكرته عن الحوار ليست فكرتنا، ولا أحد قادر على تصور نتائج مشروعه، وكان يجب أن يتساءل عن سبب انسلاخ المناصرين والمساندين لفكرة 25 جويلية/ يوليو واحدًا بعد الآخر" وفق رأيه.

 مبروك كرشيد: ذاهبون لفترة أخرى مجهولة مبنية على الفردية والمغالبة السياسية، وكان يجب أن يتساءل سعيّد عن سبب انسلاخ المناصرين لفكرة 25 جويلية واحدًا بعد الآخر

وتابع كرشيد بخصوص حادثة غرق السفينة أكسيلو بخليج قابس: "يبدو أنّ تونس هي الحلقة الأضعف في المتوسط في تصنيف السفن البحرية المارقة، إذ يبدو أن السفينة ليست من غينيا الاستوائية كما يُقال، وأنها إيطالية، ولهذا أرسلت إيطاليا خافرة بحرية تنتمي ربما إلى الجيش الإيطالي، وهذه السفينة تتردّد منذ مدة على الشواطئ التونسية وتتعمد إخفاء نفسها عن الرادارات" وفق قوله.

وأضاف كرشيد: "حسابيًا، من غير الممكن أن تغادر السفينة أكسيلو الموانئ التونسية وتذهب لميناء دمياط المصري وتعود من جديد إلى تونس، وبالتالي فهي لم تذهب بعيدًا عن الشواطئ التونسية قبل عودتها وغرقها بقابس، وهذه سفينة تهريب متسكعة على الشواطئ التونسية الليبية، وأرجو ألا تكون موانئنا قد أصبحت ملاذًا آمنًا للسفن المارقة، وألّا تكون هذه السفينة تقدم النفط مقابل الأسلحة" على حد قوله. 

مبروك كرشيد: "يبدو أنّ تونس هي الحلقة الأضعف في المتوسط في تصنيف السفن البحرية المارقة، وأرجو ألا تكون موانئنا قد أصبحت ملاذًا آمنًا لها

وأشار كرشيد إلى أنّ وزير النقل التونسي قال إن السفينة قامت ببعض الإصلاحات في تونس قبل أن تغادرها، "وما كان عليه قول ذلك، لأنه بالإمكان أن يعتبر صاحب السفينة هذه الإصلاحات التي وقعت، إصلاحات مغشوشة، وألاحظ اعتباطية كبرى من الوزارات في تعاملها مع ملف السفينة الغارقة وتسرّعًا في البيانات، إذ لا يجب أن تظهر تونس بمظهر الدولة الضعيفة أو المساعدة للسفن المارقة" وفق تصوّره.

وتساءل مبروك كرشيد: "من هي الجهة التي ستؤمن التعويض بعد غرق السفينة، والحال أنّ وثيقة الشحن البحري، التي تحدد بوضوح نوع الشحنة ومكان انطلاقها وتسليمها، مفقودة؟ علمًا أنه ليس من المسموح لربان السفينة ألاّ تكون هذه الوثيقة بحوزته لحظة إنقاذه، ويبدو أن هناك تهاونًا في تجميع المعلومة ومركزتها على المستوى البحري، وقد وقع التحيّل على تونس وسيقع التحيّل مجدّدًا لأن هناك من المسؤولين من يقبلون بأن يقع التحيّل عليهم بافتقادهم إلى الحنكة اللازمة للتصرف في مثل هذه الأوضاع" حسب تقديره.



جدير بالذكر أنه قد تم الأحد 17 أفريل/نيسان 2022 الإعلان رسميًا عن غرق سفينة الشحن التجارية XELO في خليج قابس على بعد حوالي 7 كلم من سواحل مدينة قابس وهي محملة بحوالي 750 طن من المحروقات وانجر عن ذلك تخوف واسع من أخطار بيئية كارثية في حال تسربت المحروقات منها، فيما تؤكد مصالح وزارتي البيئة والنقل في تونس معالجتها الوضع لتجنب أي انعكاسات سلبية.

يذكر أن الرئاسة التونسية كانت أعلنت، الاثنين 18 أفريل/نيسان 2022، أن جيش البحر قد تولى، منذ عشية السبت 16 أفريل/نيسان 2022، قيادة الأعمال والتدابير التي يقتضي الوضع اتخاذها بعد غرق الباخرة "إيكسلو" في عرض خليج قابس.

وأضافت، في بيان لها، أن "فريقًا من رجال الغوص التابع لجيش البحر قد عاين وضع الباخرة المعنية وحدّد المواقع التي تقتضي التدخل السريع وقد تم كل ذلك بتنسيق مع سائر الجهات المعنية وخاصة منها وزارة البيئة ووزارة النقل إلى جانب السلطات الجهوية".