30-أكتوبر-2018

الغنوشي شبّه اغتيال خاشقجي بالزلزال الذي حدث بعد استشهاد محمد البوعزيزي (وكالة الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

قالت وزارة الخارجية التونسية في بلاغ لها الإثنين 29 أكتوبر/تشرين الأول 2018 إن ثوابت السياسة الخارجية التونسية ترتكز على الحفاظ على السيادة الوطنية وخدمة المصالح العليا للبلاد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والنأي بتونس عن سياسة المحاور والاصطفاف.

وأكدت الوزارة ما أسمتها عراقة العلاقات بالمملكة العربية السعودية وتميزها وحرص تونس على تطويرها خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين، مشيرة أن رئيس الجمهورية هو المسؤول حصريًا على ضبط السياسة الخارجية للبلاد التونسية التي تتولى وزارة الشؤون الخارجية تنفيذها ومتابعتها.

وزارة الخارجية التونسية: من ثوابت السياسة الخارجية التونسية عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والنأي بتونس عن سياسة المحاور والاصطفاف

ويأتي هذا البلاغ ردًا على كلمة لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ألقاها يوم السبت المنقضي في افتتاح الندوة السنوية لإطارات حزبه، اعتبر فيها أن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي "أيقظ الضمير الإنساني من السبات رافضًا منطق المصالح الزائفة بين الدول. وشبّه رئيس حركة النهضة السياق العربي الحالي بالوضع الذي أفرزه إحراق محمد البوعزيزي نفسه وذلك نتيجة "الزلزال" الذي أحدثه اغتيال خاشقجي، وفق تعبيره.

وهي الكلمة التي استنكرها أيضًا الديوان السياسي لحركة نداء تونس الذي اعتبر أن رئيس حركة النهضة تدخل في العلاقات الديبلوماسية لتونس "بما يمس من المصلحة الوطنيّة ويرهن البلاد ويقحمها في سياسة المحاور التي تمثّل انقلابًا على العرف الدبلوماسي لدولة الاستقلال".

وقد أصدر مكتب الإعلام والاتصال بحركة النهضة يوم الإثنين أيضًا بلاغًا إعلاميًا للرد على "البيان المفاجئ" لنداء تونس، أكدت فيه أن رئيسها راشد الغنوشي ملتزم بالسياسة الرسمية للدولة بقيادة رئيس الجمهورية، وأن الحركة حريصة "على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون مع الشقيقة المملكة العربية السعودية وتقديرها الكبير لما حظيت به تونس من دعم متواصل من طرف شقيقتها السعودية، وكذا حريصة على أمن وسلامة المملكة ورفضها لمحاولة المس بأمنها".

حركة النهضة: بيان نداء تونس مفاجئ ورئيس الحركة ملتزم بالسياسة الرسمية للدولة بقيادة رئيس الجمهورية ونحن نرفض محاولة المس بأمن المملكة

يُذكر أن وزارة الخارجية ذكّرت في بلاغها الأخير بموقفها من قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وذلك حينما أدان وزير الخارجية جريمة مقتل الصحفي وأكد حرص تونس على معرفة الملابسات التي حفت بها، مع دعوته إلى عدم استغلال هذه الحادثة لاستهداف استقرار المملكة وأمنها. كما عبر خميس الجهيناوي عن ثقة تونس في أن تكشف الأبحاث التي أذن بها خادم الحرمين الشريفين الحقيقة كاملة حول ظروف هذه الحادثة وحيثياتها.

وهو الموقف الذي أدانه رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي، الذي قال يوم الأحد الماضي على قناة "الجزيرة مباشر"، إنه لو كان رئيسًا للجمهورية لأدان عملية الاغتيال "بكل قوة"، رافضًا التنازل عن المبادئ مقابل المصالح، ومؤكدًا أن الدولة يجب أن تعطي المثال في الالتزام بالقيم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المرزوقي ينتقد تعامل الحكومة التونسية مع قضية جمال خاشقجي

الغنوشي: اغتيال خاشقجي أحدث سياقًا عربيًا يشبه ما أفرزه إحراق البوعزيزي لنفسه