27-فبراير-2024
فوزية المحظاوي باعثة مشروع سماد ذباب الجندي الأسود

فوزية المحظاوي شابة تونسية اختارت بعث مشروع تربية ذباب الجندي الأسود

 

تخرجت من المعهد العالي للملتيميديا بقابس سنة 2013 كتقني سامٍ في الإعلامية الصناعية وتكنولوجيا الاتصال. عملت في مجال السياحة، وبعد جائحة كورونا وما خلفته من أزمة اقتصادية وجدت الشابة فوزية المحظاوي نفسها عاطلة عن العمل  فقررت أن تنشئ مشروعها وبدأت البحث عن "الفكرة".

"لطالما راودتني فكرة إنشاء مشروع خاص بي، ولأنني منذ طفولتي أحب الحشرات ولا أخاف منها، فقد أردت أن أبحث عن فكرة مفيدة للبيئة وتؤسس للاستدامة وتراعي مستقبل تونس والكرة الأرضية ككل" تقول الشابة التونسية فوزية المحظاوي أصيلة بني خداش من ولاية مدنين.

فوزية المحظاوي شابة تونسية اختارت بعث مشروع تربية ذباب الجندي الأسود بعد أن تعمقت في دراسة بحوث حوله وتمكنت من اقتنائه وحرصت على توفير كل الظروف الملائمة له علمًا وأنه يستقر ويتكاثر في المناطق الاستوائية

وتضيف في حديثها لـ"الترا تونس": "قرأت واطلعت على البحوث والدراسات، وأعجبت جدًا بذباب "الجندي الأسود" الذي يستقر ويتكاثر في المناطق الاستوائية، وتعمقت في دراسته وقررت السعي للحصول على هذا "الجندي" الذي تمكنت من اقتنائه وحرصت على أن أوفّر له كل الظروف الملائمة للحياة من خلال  خلق مناخ وبيئة حاضنة له".

 

صورة
الشابة التونسية فوزية المحظاوي باعثة مشروع ذباب الجندي الأسود

 

وأكدت المحظاوي أنه "لم يكن من السهل توفير المناخ الاستوائي لهذه الحشرة وبقيت طيلة سنة كاملة أحاول وأجرب وأسعى، إلى أن نجحت في توفير المناخ المناسب وبدأت فعليًا في إنتاج السماد الطبيعي كأوّل منتج  في السوق المحلية مستخرج من جندي الذباب الأسود"، وفقها.

فوزية المحظاوي لـ"الترا تونس": لم يكن من السهل توفير المناخ الاستوائي لهذه الحشرة وبقيت طيلة سنة كاملة أحاول وأجرب وأسعى، إلى أن نجحت في توفير المناخ المناسب وبدأت فعليًا في إنتاج السماد الطبيعي

وأفادت محدثة "الترا تونس" بأنّ هذا السماد "مضاد للفطريات وللأعشاب الطفيلية وهو سماد غني وقادر على إعادة إحياء التربة الميتة، ولا يحتاج لكميات كبيرة من الماء، كما لا يحتاج إلى مبيدات ومواد كيميائية".

وتؤكد فوزية المحظاوي أنّ هذا النوع من السماد يعتبر الأفضل في العالم وهو صديق للبيئة ولصحة الإنسان، ويتم إنتاجه عبر دورة كاملة  تقوم على المحافظة على البيئة. فهي تقوم بجمع بقايا الخضر والغلال من السوق الأسبوعية بجهتها، ولا بدّ أن تتوفر في هذه المنتجات المتعفنة شروط من بينها ألّا تكون  قد وصلت إلى مرحلة التسمّم حتى يقتات منها جندي الذباب الأسود.

 

صورة
سماد ذباب الجندي الأسود

 

تقول في هذا السياق: "أنا أقوم بإطعام ذبابي وأخلّص الطبيعة من بقايا الغلال والخضر المتعفنة التي كانت تلوث وادي الجهة وأوفّر سمادًا هو الأغلى والأفضل في العالم"، معقبة: "أنا لا أفكّر في  الحاضر فقط، بل يشغلني مستقبل الكون والإنسانية ولا بدّ من أن ننخرط جميعنا من أجل إنقاذ كوكبنا وضمان حق الحياة للأجيال المقبلة".

فوزية المحظاوي لـ"الترا تونس": السماد الذي ينتجه ذباب الجندي الأسود يعتبر الأفضل في العالم وهو صديق للبيئة ولصحة الإنسان، ويتم إنتاجه عبر دورة كاملة  تقوم على المحافظة على البيئة

وتشدد فوزية المحظاوي في حديثها لـ"الترا تونس" على أنّ "فعالية هذا السماد وخصائصه المميزة تم إثباتها. وقد بدأت في بيع منتجها الذي تتراوح أسعاره بين 7 و10 دنانير للكلغ الواحد بحسب الكمية المطلوبة".

 

صورة
سماد ذباب الجندي الأبيض

 

وكشفت الشابة التونسية لـ"الترا تونس" عن "منتجيْن جديديْن في طور التحليل وهما: دقيق ذباب الجندي الأسود الذي يحتوي على 50 بالمائة من البروتينات وهو مفيد جدًا للأعلاف، ويمكّننا من الاستغناء عن الصوجا التي نوردها بالعملة الصعبة، وسعرها في ارتفاع متواصل، إلى جانب المحافظة على الثروة السمكية من خلال الاستغناء عن استعمال الأسماك في الأعلاف".

فوزية المحظاوي لـ"الترا تونس": دقيق ذباب الجندي الأسود يحتوي على 50 بالمائة من البروتينات وهو مفيد جدًا للأعلاف، ويمكّننا من الاستغناء عن الصوجا التي نوردها بالعملة الصعبة

كما يتم استعمال دقيق ذباب الجندي الأسود من قبل الرياضيين خاصة الذين يقومون بتمارين العضلات، إذ أنّه مفيد جدًا لصحتهم وللكتلة العضلية، ويجعلهم يتجنبون البروتينات الموردة من الخارج. كما أنّ هذا الدقيق يصلح كمقشر للوجه من أجل نضارته وصفاء البشرة، وفق المحظاوي. 

أما المنتج الثاني فهو زيت ذباب الجندي الأسود والذي يمكن أن يستعمل في مواد التجميل، وهو فعال لمعالجة آثار الحروق والجروح وفي كريمات الترطيب والعناية بالبشرة.

 

صورة
ذباب الجندي الأسود

 

فوزية المحظاوي صاحبة مشروع تمضي بثبات في إنشاء مشروعها الذي عولت فيه على نفسها ومواردها المالية الذاتية، وتجاوزت الصعوبات بإصرارها. وهي تشغّل عاملين وتطمح أن يكبر مشروعها وأن تحصل على دعم من الدولة، لأن هذا المشروع قادر، وفق تصورها، على تحقيق منافع عدة للبلاد والمساعدة في حل أزمة الأعلاف وتجنب توريد الصوجا والمحافظة على البيئة والمحيط وترشيد استغلال المياه وإنتاج خضر وغلال بجودة عالية ودون مواد كيميائية وبخصائص طبيعية تحمي صحة الإنسان، إلى جانب إنتاج دقيق هذه الحشرة وزيتها وما يمكن أن يقدمه من فوائد في تصنيع المواد التجميلية وفتح آفاق لأسواق عالمية، ناهيك عن توفير موارد شغل جديدة للعاطلين عن العمل والمساهمة في الدورة الاقتصادية.

في بني خداش بولاية مدنين، تجاهد فوزية المحظاوي رغم ضعف الإمكانيات وفي جرابها ذباب الجندي الأسود وإرادتها وطموحها في النجاح، وتطمح للحصول على دعم حتى يكبر الحلم الذي تحول لحقيقة.