20-فبراير-2023
فاجعة جرجيس

جمعية البحار تقرر تعليق الاعتصام يوم الثلاثاء 21 فيفري 2022 إثر الوقفة المزمع تنظيمها يومها (حسن مراد/DeFodi Images)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أعلنت جمعية البحار التنموية بجرجيس، الاثنين 20 فيفري/شباط 2023، أنها قررت "تعليق الاعتصام يوم الثلاثاء 21 فيفري/شباط الجاري إثر الوقفة المزمع تنظيمها يومها بعد العصر بما يتيح للعائلات متابعة حياتهم"، مؤكدة تمسكها بـ"القضاء لاستكمال مسار المحاسبة"،  فيما يعرف بـ"فاجعة جرجيس" المتعلقة بغرق قارب للهجرة غير النظامية منذ سبتمبر/أيلول 2022 وفقدان جثث المفقودين

جمعية البحار بجرجيس: الإعفاءات التي وقعت تمثل اعترافًا بالمسؤولية وإقرارًا  بالجريمة وتصحيحًا للمغالطات التي تمّ ترويجها في البداية ونطالب باستكمال مسار المحاسبة

واعتبرت الجمعية، في بلاغ لها، أن "الإعفاءات التي وقعت تمثل اعترافًا بالمسؤولية وإقرارًا  بالجريمة وتصحيحًا للمغالطات التي تمّ ترويجها في البداية"، مطالبة باستكمال مسار المحاسبة، ومتعهدة بمتابعة الملف القضائي.

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت، في  1 فيفري/شباط 2023، أنه تقرر على إثر زيارة الرئيس التونسي قيس سعيّد للإدارة العامة للحرس الوطني بالعوينة، إعفاء المدير العام لحرس الحدود، وعدد من الإطارات الأمنية بجرجيس.

وكان سعيّد قد قال خلال زيارة أجراها، في 31 جانفي/يناير المنقضي إلى مقر ثكنة الحرس الوطني بالعوينة، في تعليق له على فاجعة جرجيس، إن "عديد القرائن المتظافرة التي تكاد ترتقي إلى مرتبة الأدلة تشير إلى أنّ فاجعة جرجيس كانت مقصودة"، مذكرًا بأنه "عاهد أهل جرجيس بمعرفة الحقائق كاملة، بيد أنّ الوقت مرّ والإجراءات طالت، ولم تبرز الحقيقة، رغم أنّ جملة من القرائن تشير إلى أنّها كانت عبارة عن عملية إغراق وعملية اغتيال"، على حد قوله.

 

 

وأكدت جمعية البحار، في ذات الصدد، وقوفها إلى جانب عائلات فاجعة جرجيس من أجل حقهم وحق أبناء جرجيس في معرفة الحقيقة بما فيها مصير بقية المفقودين والمحاسبة، معبرة عن استعدادها لخوض كل أشكال النضالات كلما دعت الضرورة، بما فيها اعتبار يوم 21 من كل شهر موعدًا للقاء دوري يحدد شكل التحرك لاحقًا، وفق ما جاء في نص البلاغ.

جمعية البحار بجرجيس تعبر عن استعدادها لخوض كل أشكال النضالات كلما دعت الضرورة بما فيها اعتبار يوم 21 من كل شهر موعدًا للقاء دوري يحدد شكل التحرك لاحقًا

كما أعلنت عزمها خوض كل التحركات المشروعة مع عودة الجالية التونسية من متساكني جرجيس بالخارج بداية من شهر جوان/يونيو إذا لم يقع أيّ تقدم في ملف فاجعة جرجيس 18/18، حسب تأكيدها.

وذكّرت جمعية البحار، في نص البيان ذاته، بأنه قد "مرّت 5 أشهر على فاجعة جرجيس، شهدت خلالها المدينة حراكًا شعبيًا شمل مسيرات وإضرابًا عامًا ووقفات احتجاجية واعتصامات من أجل الحقيقة والعدالة لمفقودي مركب الهجرة غير النظامية الذي فقد أثره في 21 سبتمبر/أيلول 2022، وذلك دفاعًا عن حق العائلات والمواطنين في الحقيقة والعدالة ومعرفة مصير أبنائهم ومحاسبة كل من تورط في ارتكاب هذه الجريمة"، وفق نص البيان. 

كما ذكّرت بأن المدينة شهدت عاشت طيلة تلك الفترة "على وقع تضامن اجتماعي شعبي انخرط فيه أبناء جرجيس بالداخل والخارج، بعد رفض مسؤولي الدولة على المستوى المحلي والجهوي الاستجابة لمطلب العائلات والمتساكنين في البحث عن المفقودين".

 

يشار إلى أن جرجيس شهدت طيلة الأشهر الخمسة الماضية سلسلة من التحركات الاحتجاجية، إثر فقدان 18 من أبنائهم بعد غرق قارب للهجرة غير النظامية منذ 21 سبتمبر/أيلول 2022 والتفطن لدفن جثامين عدد منهم في مقبرة "الغرباء" دون إجراء تحاليل جينية لها. وقد شملت التحركات الاحتجاجية المنتظمة مسيرات واعتصامات وإضرابًا عامًا بكامل المدينة، وغيرها من التحركات المطالبة بكشف الحقيقة.