07-مارس-2022

"على الرغم من أن إدارة المدرسة أبدت في بداية الموسم الدراسي استعدادها وقدرتها على الإحاطة به" وفق والدته (صورة توضيحية/ Getty)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

ضجت منصات التواصل الاجتماعي، الاثنين 7 مارس/آذار 2022، إثر تداول نشطاء خبرًا مفاده إقدام مدرسة إعدادية خاصة على"طرد" تلميذ (11 سنة) في الثلاثي الثاني من السنة الدراسية الحالية، لأنه يعاني من "اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه"، على الرغم من أن إدارة المدرسة أبدت في بداية الموسم الدراسي استعدادها وقدرتها على الإحاطة به والتعامل معه، وذلك وفق ما ورد في رواية والدة التلميذ.

وقالت والدة التلميذ حمزة المرسّم بالمستوى السابع أساسي، رابعة الربعي، في تصريح لـ"الترا تونس"، إن "ابنها موهوب ولديه فرط في الحركة ويتابع وضعيته مختصون نفسيون منذ كان في الفصل الأول من التعليم الابتدائي، ويقوم بأنشطة رياضية لتساعده على خلق توازنه"، متابعة أنه "بوصوله إلى المرحلة الإعدادية، سعت إلى ترسيمه بمؤسسة خاصة من أجل أن تتم الإحاطة جيدًا بوضعيته، لاسيما وأن عدد التلاميذ في المؤسسات التربوية الخاصة أقل من المؤسسات العمومية".

رابعة الربعي (والدة التلميذ) لـ"الترا تونس": قدمت كل التقارير الطبية لإدارة المدرسة وأحطتها علمًا بوضعيته لدى ترسيمه وأبدت المدرسة تجاوبًا واستعدادًا لقبوله والإحاطة به، لكن ما راعنا إلا أن تم طرده في الثلاثي الثاني من السنة الدراسية الجارية

وتابعت أنها "قدمت الملف الطبي لإدارة المدرسة الإعدادية لدى ترسيم ابنها بداية السنة الدراسية وأحاطتها علمًا بوضعية ابنها بالتدقيق"، مؤكدة أن "إدارة المؤسسة أبدت تفهمًا وتجاوبًا واستعدادًا لقبول ترسيم الطفل والإحاطة به"، ومشيرة إلى أنها "ظلت تقدم التقارير الطبية لابنها في كلّ شهر إثر كلّ حصة له مع طبيبه النفسي، لإدارة المدرسة الإعدادية ليظلوا على متابعة ودراية بوضعيته".

اقرأ/ي أيضًا: حينما ننتصر إرادة التحدي.. قصة شاب يعاني "الديسلكسيا" يجتاز الباكالوريا بنجاح

وأوضحت والدة الطفل حمزة أن "التقارير تتضمن كل التفاصيل المتعلقة بابنها والتعليمات التي على الإطار التعليمي التعامل بها معه على غرار المكان الذي يجلس فيه، والأغراض التي يضعها على الطاولة، والوقت الذي يجب أن يغادر فيه القسم..."، مستدركة القول: "لكن للأسف ما راعني إلا أن أكتشف صدفة أن ابني محروم من الدرس، فبمجرد دخوله القسم أي حركة تبدر منه يتم إقصاؤه والإبقاء عليه في مكتب الإدارة في عديد المناسبات"، وفقها. 

الربعي لـ"الترا تونس": عِوَض أن يتلقى ابني تأطيرًا وإحاطة خاصة تتماشى مع وضعيته، يجد نفسه منبوذًا ومطرودًا من مؤسسته التربوية

وتابعت محدثة "الترا تونس" أنه "باعتراضها على ما يحصل مع ابنها حمزة، أصبح يتعرض إلى "هرسلة نفسية ومضايقات متواصلة من صاحبة المؤسسة التي أقدمت مرة على إلقاء وثائقه أرضًا وهددته في أكثر من مناسبة بالطرد"، مستطردة أن "إدارة المدرسة اتصلت الاثنين 7 مارس/آذار بوالد حمزة ودعته إلى أخذ ملف ابنها المدرسين في قرار منها برفته من المؤسسة". 

ونددت رابعة الربعي بما حصل مع ابنها الذي "عوض أن يتلقى تأطيرًا وإحاطة خاصة تتماشى مع وضعيته، يجد نفسه منبوذًا ومطرودًا من مؤسسة تربوية"، وفقها، مؤكدة أنها لن تتنازل عن حق ابنها في التعليم. وأشارت إلى أنها تقدمت بشكاية إلى المندوبية الجهوية لحماية الطفولة بسوسة حيث تم التعهد بملف ابنها حمزة، ولافتة إلى أنها ستقوم أيضًا بالتشكي لدى مندوبية التربية.

وقد أثارت قصة الطفل حمزة جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وعبر نشطاء عن دعمهم وتضامنهم مع التلميذ الذي اعتبروا أنه قد تعرض لمظلمة، كما ذكروا بأن دور مؤسسات التربية الإحاطة بالتلاميذ وحمايتهم وإيجاد الحلول المناسبة لتأطيرهم لا العكس، خاصة فيما يتعلق بالحالات خاصة على غرار التلميذ الذي تعرض للطرد.

 

تحيين (الثلاثاء 8 مارس/آذار 2022 الساعة السادسة مساء):

 

في إطار حق الرد، تواصل مع "الترا تونس" أحد المسؤولين بإدارة المدرسة الإعدادية الخاصة، الثلاثاء 8 مارس/آذار 2022، مشيرًا إلى أن والدة الطفل حمزة تمارس "الابتزاز العاطفي" ونافيًا روايتها. وتابع أنها كانت قد هددت بالتسبب بفضيحة للمؤسسة التعليمية.

أحد المسؤولين بإدارة المدرسة الإعدادية الخاصة لـ"الترا تونس": "التلميذ لم يطرد بسبب فرط نشاطه بل لعدم احترامه وسوء سلوكه تجاه معلميه وزملائه والإطار الإداري للمدرسة الإعدادية"

وأوضح أن "التلميذ لم يطرد بسبب فرط نشاطه بل لعدم احترامه وسوء سلوكه تجاه معلميه وزملائه والإطار الإداري للمدرسة الإعدادية"، معتبرًا أن تصرفات الطفل الخاطئة تكررت وتسببت في اضطراب في محيطه المدرسي.."، وفقه.

وأكد أن والدة الطفل لم تقدم ملفًا طبيًا يوضح حالة فرط الحركة لدى ابنها واقتصرت على تقديم شهادة "بسيطة|" من طبيب نفساني للأطفال وبالتالي لم يعتبر ابنها مريضًا".

وأضاف أنه تم إعلام العائلة مسبقًا أن ابنها سيتم امتحاناته الأخيرة ويغادر المؤسسة، مؤكدًا أنه تمت مناقشة الأمر مع العائلة مسبقًا وتوضيح أن الطفل لا يبدي استعدادًا للتعاون.

أحد المسؤولين بإدارة المدرسة الإعدادية الخاصة: سبق أن استقبلنا أطفالًا من المصابين بفرط الحركة أو التوحد أو مسائل أخرى ولم تحصل لنا أي إشكالات ولا نمانع قبولهم

وشدد أن المدرسة الإعدادية محل النقاش سبق أن استقبلت أطفالًا من المصابين بفرط الحركة أو التوحد أو مسائل أخرى ولم تحصل لها أي إشكالات وهي لا تمانع قبولهم ضمن تلاميذها، بل تعامل التلاميذ على قدر المساواة".



 


 

اقرأ/ي أيضًا:

مرض التوحد في تونس.. مراكز خاصة مكلفة والعمومي لم يفتح أبوابه!

التأتأة.. ألفاظ عالقة تواجه السخرية