الترا تونس - فريق التحرير
في حركة رمزية، تمّت إثر عقدهم أمسية فنية تحت شعار "أحرق كتبي قبل أن أحرق نفسي"، مساء الأربعاء 19 أفريل/ نيسان 2023، عمد عدد من الشعراء التونسيين، إلى نشر صورهم وهم يهمّون بإحراق إصداراتهم من المجموعات الشعرية.
عمد عدد من الشعراء في تونس إلى نشر صورهم وهم يهمّون بإحراق إصداراتهم من المجموعات الشعرية احتجاجًا على "الفساد المالي والإداري بوزارة الثقافة"
واحتضن مقهى "تحت السور"، هذا اللقاء، الذي كان مشفوعًا بعدة تدوينات مساندة ومستنكرة من إقدام هؤلاء الشعراء على هذا الصنيع، ما دفع الشاعر صابر العبسي إلى أن يردّ في بيان وجهه إلى الرأي العام، أنّه أقدم على هذا الفعل رفقة زملائه، إيمانًا منهم بضرورة محاربة الفساد والإفساد لأجل وطن لا يحكمه المنحرفون بالسلطة".
وتابع العبسي بقوله إن "الفساد المالي والإداري لا يسقط بالتقادم ولا يمكن لأي عاقل متتبع للشأن العام أن يقطع لسانه ويبتلعه إزاء المشهد الثقافي الذي يدير دواليبه ممن لا علاقة لهم بالسياق"، وضرب مثالًا وزيرة الشؤون الثقافية التي قال إنها "مورطة في شبهات فساد وإهدار للمال العام من خلال عقود إسداء خدمات بمبالغ جزافية لمقربين إليها ومحسوبين عليها وقد رفعت ضدها قضايا في هذا الغرض.." على حد تعبيره.
الشاعر صابر العبسي: نملك كافة ملفات الفساد بوزارة الثقافة، ونسخ من الشكايات المرفوعة ضد المسؤولين، فمتى تتحرك النيابة العمومية؟
وأضاف الشاعر أنّ الوزيرة "لا تتوانى مطلقًا عن محاكمة المبدعين والتنكيل بهم بغاية تكميم الأفواه بالنيل من كرامتهم تنكيلًا وتشفيًا يستبطنه رئيس ديوانها المعروف أيضًا بتورطه في إهدار المال العام وقد رفعت ضده قضية في هذا الغرض"، مؤكدًا أن كل "هذه التجاوزات والإخلالات والممارسات اللامسؤولة والمنحرفة بالسلطة كانت بإيعاز الكاتب العام للجامعة العامة للثقافة وهو شريك رسمي فاعل في تصفية الأصوات الحرة التي لا تهادن ماكينة القبح للمفسدين" وفقه.
وأكد صابر العبسي امتلاكهم العقود المشار إليها المذكورة آنفًا بالإضافة إلى نسخ من الشكايات المرفوعة ضدهم، فضلًا عن تحوّزهم على كافة الملفات لفساد سلطة الإشراف، على حد تعبيره، متسائلًا: "فمتى تتحرك النيابة العمومية؟ ومتى العدالة تأخذ مجراها؟".
وعن أولويات هؤلاء الشعراء، قال العبسي إنهم يدعون أولًا إلى إجباريّة الثقافة، وبعث بنك للفنون والإبداع يُعنى وفْق الشّروط العلْميّة والفنّية في كافّة الاختصاصاتِ بدعْم المبدعين والمثقفين ويسهرُ على تحفيزهم ورعايتهم، والإلغاء لكلّ صناديق الدعم الفنّي الّتي تَخْضع للموالاة والمحسوبية" وفق تصوّره.
الشاعر صابر العبسي: أدعو إلى إلغاء كلّ صناديق الدعم الفنّي الّتي تَخْضع للموالاة والمحسوبية
ودعا العبسي إلى "فتح تحقيق كامل وشامل للتدقيق في ملفات الفساد والإفساد من عقود وإحالتها على وزارة العدل، مع فتح تحقيق شامل حول وضعية المواقع الأثرية وما تتعرّض له منذ عقدٍ من سلب ونهب وعبث وإعادة الاعتبار للبحث العلمي التونسي للتنقيب على الآثار والتعريف بها محليًا ودوليًا".
وأضاف الشاعر أنّه يطالب بالتعجيل في "تأسيسِ مجْلسٍ أعلى للثقافة والتربية والعمل على إلزامية الفعْل الثقافي بكافة المؤسّسات العمومية، مع تشبيب الإدارة الثقافية والعمل بجدّية على ضرورة إحالة البيروقراطيين الكبار على التقاعد المبكر".
