الترا تونس - فريق التحرير
أكّد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل والمتحدث الرسمي باسمه سامي الطاهري، الأربعاء 13 سبتمبر/أيلول 2023، أنّ السلطة في تونس تعاقب اتحاد الشغل الذي هو في قطيعة معها، كما يرفض أن يقع توظيفه من قبل أطراف سياسية.
- "السلطة تعاقب اتحاد الشغل"
وقال سامي الطاهري، في مداخلة له على إذاعة "موزاييك" (محلية)، إن "السلطة تعاقب اتحاد الشغل على مواقفه من الدستور والانتخابات والقانون الانتخابي والتجاوزات والانتهاكات وتجفيف منابع المنظمات والجمعيات وضرب الأحزاب"، حسب تصوره.
سامي الطاهري: السلطة تعاقب اتحاد الشغل على مواقفه من الدستور والانتخابات والقانون الانتخابي والتجاوزات والانتهاكات وتجفيف منابع المنظمات والجمعيات وضرب الأحزاب
وأضاف، في ذات الصدد، أنّ هناك عملية ممنهجة ضد الاتحاد وضرب لصورته وسمعته حتى يفقد الشعب ثقته فيه"، معتبرًا أنّ "السلطة أوقفت وأعدمت كل علاقة مع اتحاد الشغل، لأنّها مؤمنة أن وجودها يكون بإعدام الآخرين"، على حد تعبيره.
واستطرد أمين عام اتحاد الشغل: "هذا المسار بني على فكرة إيديولوجية أساسها إلغاء الآخرين، سواءً المنظمات أو الأحزاب".
وتابع قائلًا: "لا أحد بإمكانه نزع الدور الوطني عن اتحاد الشغل"، معقبًا: نحن، كمنظمة، موجودون قبل الرئيس قيس سعيّد وأثناء وجوده وسنبقى موجودين بعده"، حسب قوله.
سامي الطاهري: "لا أحد بإمكانه نزع الدور الوطني عن اتحاد الشغل.. نحن، كمنظمة، موجودون قبل الرئيس وأثناء وجوده وسنبقى موجودين بعده"
- "اتحاد الشغل مستهدف"
وأشار الطاهري إلى إنّ اتحاد الشغل مستهدف منذ إبدائه رأيه في المرسوم عدد 117 الصادر في 22 سبتمبر/أيلول 2021 والذي اعتبر أنّه يتجه نحو خلق كلّ شروط إرساء النظام الانفرادي والاستبدادي".
وتابع أنّ "الاستهداف تواصل وظلّ مستمرًا، بالتوازي مع الصراع مع الحكومة في علاقة بالمفاوضات والاستحقاقات الاجتماعية والإضراب العام الذي نُفذ في 16 جوان/يونيو 2022، وإصدار المنشورين 20 و21 للتضييق على الحوار الاجتماعي، ثم الاعتقالات التي طالت نقابيين، مع رفض أي تواصل أو اتصال مع الطرف النقابي".
سامي الطاهري: اتحاد الشغل مستهدف منذ تعبيره عن رأيه الرافض للمرسوم عدد 117 بقوله إنه يتجه نحو خلق كلّ شروط إرساء النظام الانفرادي والاستبدادي وهو لا يزال إلى اليوم مستهدفًا بسبب مواقفه
- "لا يمكن لأحد توظيف اتحاد الشغل"
وعلى صعيد آخر، علّق الطاهري على الانتقادات التي تطال اتحاد الشغل بخصوص ما اعتبره سياسيون "صمتًا" منه تجاه ما يحصل في تونس من أزمة مركبة، قائلًا: "نحن نعمل بحكمة وحنكة وهدوء ولا ندفع الأمور إلى أقصاها".
وتابع: هناك أطراف تتساءل "لماذا اتحاد الشغل توارى وخاف ولا يتحرك" لأنها تريد أن يقوم الاتحاد بدورها، معقبًا: "هذه الأطراف تمثل جزءًا من المعارضة، أساسًا جبهة الخلاص الوطني"، على حد قوله.
وعقّب في هذا الصدد: "اتحاد الشغل لا يعمل لصالح أيّ طرف، هذه رسالة نوجهها للجميع"، مستطردًا: "السلطة نعارضها بطريقتنا وآلياتنا. وصحيح أننا لا نقبل تدمير المعارضة لكننا أيضًا لا نقبل أن تقوم بتوظيف الاتحاد"، وفق تعبيره.
سامي الطاهري: هناك جزء من المعارضة، أساسًا جبهة الخلاص، يريد أن يلعب اتحاد الشغل دوره.. فليعلم الجميع أن الاتحاد لا يعمل لصالح أي طرف ولا يمكن توظيفه
يذكر أنّ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي كان قد أثار، السبت 9 سبتمبر/أيلول 2023، الجدل بتصريح قال فيه إنّ "السكوت في بعض الأحيان نضال".
وقال نور الدين الطبوبي، في كلمة أدلى بها خلال افتتاح أشغال المؤتمر 18 للجامعة العامة للنقل، "تركنا لكم المنابر الإعلامية لتعبروا كما تريدون، والسكوت في بعض الأحيان نضال"، دون أن يوضّح من المقصودون بخطابه، لكنه على ما يبدو يلمّح إلى منتقدي اتحاد الشغل في الفترة الأخيرة إزاء ما اعتبروه "صمتًا" حيال التطورات السياسية في البلاد وموجة الإيقافات وانتهاكات حقوق الإنسان.
كما انتقد الطبوبي "أطرافًا سياسية" (لم يسمّها) قال إنها تريد "إعطاء دروس لاتحاد الشغل"، معلقًا: "تكلموا في شؤونكم وفضوّا مشاكلكم الخاصة، فليست لكم أي علاقة باتحاد الشغل حتى تتكلموا عنه"، وفق تعبيره.
يشار إلى أنّ عديد الانتقادات توجّه مؤخرًا إلى الاتحاد العام التونسي للشغل على خلفية ما اعتبره سياسيون "صمتًا" من جهته أمام ما يحصل بالبلاد من أزمة مركّبة على كل المستويات.