الترا تونس - فريق التحرير
كشف المحامي والعميد الأسبق للمحامين في تونس، عبد الرزاق الكيلاني، الخميس 7 سبتمبر/أيلول 2023، أنّه تم رفع شكايتين ضد وزير الداخلية السابق توفيق شرف الدين أمام القضاء الفرنسي.
عبد الرزاق الكيلاني: تقديم شكايتين أمام القضاء الفرنسي ضد وزير الداخلية السابق توفيق شرف الدين من أجل التعذيب في حقّ كلّ من نور الدين البحيري والبشير العكرمي
وأوضح الكيلاني، في مداخلة له على إذاعة "ديوان" (محلية)، أنّ الشكاية الأولى باسم القيادي بحركة النهضة والوزير الأسبق نور الدين البحيري والشكاية الثانية باسم القاضي المعفى البشير العكرمي اللذيْن يقبعان بالسجن، وتتعلق الشكايتان ضد توفيق شرف الدين بالتعذيب، وفقه.
- الشكاية المتعلقة بنور الدين البحيري
وقال المحامي عبد الرزاق الكيلاني إنّ شكاية نور الدين البحيري تتعلق بملفّين، الأول يخصّ ما يُعرف بقضية "منزل جميل"، حين وقع اختطافه من أمام منزله من أطراف مجهولين وتعنيفه وحمله عنمة إلى منطقة "منزل جميل" بولاية بنزرت حيثُ وُضع في مكان مجهول وأسيئت معاملته هناك، وتعكرت حالته الصحية ما استوجب نقله لمستشفى بنزرت أين قبع من 2 جانفي/يناير إلى 7 مارس/آذار 2023، وبعد ذلك رفعت عنه قرار الإقامة الجبرية دون أن تُوجّه إليه أيّ تهمة.
الكيلاني: الشكاية المرفوعة ضد توفيق شرف الدين باسم نور الدين البحيري تتعلق بملفين الأول بخصوص ظروف وضعه قيد "الإقامة الجبرية" والثاني بخصوص القضية الموقوف على أساسها حاليًا
أما الملف الثاني المرتبط بنور الدين البحيري فيتعلق بالقضية الموقوف على أساسها حاليًا، وفق عبد الرزاق الكيلاني الذي ذكّر بأنّ منوّبه أحيل على أساس تدوينة نُسبت إليه علمًا وأنه لم يثبت إلى الآن أنها تعود إليه هو، مستطردًا القول: وحتى إن صحّ ذلك، لا يمكن أن نحيل الناس بهذه الطريقة البشعة جدًا من مداهمة للمنزل وتعنيفٍ له ولعائلته وتعريضه لكسر على مستوى الكتف، على حد قوله.
- الشكاية المتعلقة بالبشير العكرمي
أما بخصوص الشكاية المرتبطة بوكيل الجمهورية الأسبق بالمحكمة الابتدائية بتونس والقاضي المعفى بأمر رئاسي البشير العكرمي، قال المحامي إنّ موكّله أوقف بعد الهجوم على منزله وتفتيشه وحجز أغراضٍ له دون الاستظهار بأيّ بطاقة.
الكيلاني: الشكاية المرفوعة ضد توفيق شرف الدين باسم البشير العكرمي تتعلق بسوء معاملته سواء لدى إيقافه أو خلال إيداعه بمستشفى الأمراض العقلية ثم بالسجن
وتابع قائلًا: "بعد 4 أيام من إيقافه في ظروف قاسية جدًا، تم نقله إلى مستشفى الأمراض النفسية والعقلية الرازي رغم تأكيد عائلته على سلامته، وتطويق المستشفى والقسم الذي يعالج به بعشرات من رجال الأمن، ثم تم إيقافه من جديد وتعرض لسوء المعاملة"، معقبًا القول: "على هذا الأساس وقع تكليفنا كمحامين بتقديم شكاية للقضاء الفرنسي من أجل التعذيب".
- ما سبب التوجه للقضاء الفرنسي؟
وعن سبب التوجه للقضاء الفرنسي في الشكايتين المذكورتين، أوضح عبد الرزاق الكيلاني أن "جريمة التعذيب تندرج في إطار الاختصاص الكوني، ونصت عليها معاهدة جنيف المؤرخة في 10 جانفي/يناير 1984"، مشيرًا إلى أنّ القضاء الفرنسي قطع خطوة في أنه إذا كان المتهم بالتعذيب فوق الأراضي الفرنسية فإن المحاكم الفرنسية تكون مختصة.
الكيلاني: تم التوجه للقضاء الفرنسي لأنّه يعتبر أنّ المحاكم الفرنسية تكون مختصّة في قضايا التعذيب إذا ما كان الشخص المتهم بالتعذيب فوق الأراضي الفرنسية
وتابع قائلًا إن "عائلتي البحيري والعكرمي بأنّ وزير الداخلية السابق توفيق شرف الدين الذي كان رئيس الأعوان الذين قاموا بالتعذيب وبأوامر منه، على الأراضي الفرنسية، فبادرنا بتقديم الشكايتين"، مستدركًا أنّ "الأخبار تقول إنّ توفيق شرف الدين عاد من فرنسا إلى تونس ليلة تقديم الشكايات"، مشيرًا إلى أنّ التتبعات ستتواصل على كل حال، على حد قوله.
