21-ديسمبر-2021

4 بواخر محملة بالحبوب المستوردة تمكث منذ مدة في سواحل صفاقس دون دخول الميناء بسبب صعوبات مالية (صورة توضيحية/ فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أفاد المدير الجهوي لديوان الحبوب في صفاقس رضوان قمار أن مصالح إدارة ديوان الحبوب شرعت، الثلاثاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2021، في الإجراءات المستوجبة لتفريغ شحنات اثنتين من البواخر الأربعة المحملة بالحبوب المستوردة والماكثة منذ مدة في عرض سواحل صفاقس دون الدخول إلى الميناء التجاري بالجهة بسبب صعوبات مالية حالت دون الخلاص الفوري لمستحقاتها لحساب المزوّدين.

وأكد قمار، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أن فريقًا يتكوّن من خبير ومصالح الأطراف المعنية على غرار الصحة والتجارة والديوانة التونسية توجّه الثلاثاء إلى الباخرتين المذكورتين وأخذ عيّنات من حمولتها للقيام بالتحاليل المستوجبة "استعجالًا للإجراءات واختصارًا للآجال"، وفقه.

وأوضح أنه "يجري في العادة أخذ العيّنات من الشحنات المستورة قصد تحليلها والوقوف على سلامتها ومطابقتها للمواصفات كشرط للقيام بعملية التفريغ عند رسو البواخر ودخولها لرصيف الميناء غير أنه تم استباق هذه العملية "ربحًا للوقت"، حسب روايته.

مدير ديوان الحبوب بصفاقس: هناك مساعٍ حثيثة جارية مع مصالح رئاسة الحكومة التي قدّمت "تطمينات" وفتح اعتمادات لخلاص الباخرتين المتبقيتين المحملتين بشحنتين تقدران بـ7 آلاف طن من القمح الصلب و18 ألف طن من القمح اللين

وكشف أن "حمولة هاتين الباخرتين اللتين دخلتا إلى المياه المكشوفة عرض سواحل الجهة منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الفارط في شحنات من الشعير والقمح الصلب تقدّر كل منهما بـ27 ألف طن"، متوقعًا أن "تكون التحاليل جاهزة الأربعاء على أن يشرع في عملية التفريغ الخميس على أقصى تقدير".

كما لفت إلى أن هناك مساعيًا حثيثة جارية مع مصالح رئاسة الحكومة التي قدّمت "تطمينات لحلحلة المشكل" وفتح اعتمادات لخلاص الباخرتين المتبقيتين المحمّلتين بشحنتين تقدران بـ7 آلاف طن من القمح الصلب و18 ألف طن من القمح اللين في الأيام القليلة القادمة، علمًا وأنهما دخلتا إلى المنطقة المكشوفة في عرض سواحل الجهة خلال الشهر الجاري.

مدير ديوان الحبوب بصفاقس: يجب طمأنة المواطنين والتأكيد أن التأخير الحاصل في عملية خلاص مستحقات الحبوب المستوردة والناجم عن الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها الدولة لم يؤثر على عمليات التزود والتزويد في السوق 

 وشدد المدير الجهوي لديوان الحبوب في هذا الصدد على "ضرورة طمأنة المواطنين والتأكيد أن التأخير الحاصل في عملية خلاص مستحقات الحبوب المستوردة والناجم عن الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها الدولة لم يؤثر على عمليات التزود والتزويد في السوق بالحبوب التي تسير بشكل سلس بفضل المخزون الاحتياطي الذي يقدر بأكثر من أربعة أشهر كاملة"، حسب تصريحه.

وأشار إلى أنه "لا ينبغي تخويف المواطنين حتى لا تحصل لهفة في اقتناء وتخزين المواد الأساسية تنجر عنه وضعيات مضاربة واحتكار واختلال في العرض والطلب"، وفق تصوره.

يذكر أن وكالة الأنباء التونسية كانت قد أكدت، الاثنين 20 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن 4 بواخر أجنبية محمّلة بالقمح والشعير والفرينة المستوردة موجودة في عرض البحر دون التمكّن من الدخول إلى ميناء صفاقس التجاري وتفريغ شحناتها بسبب عدم قدرة ديوان الحبوب على خلاص هذه المواد الأساسية المستوردة وهو ما ينجر عنه خطايا تأخير بالعملة الصعبة لكل يوم تأخير عن كل باخرة.

كان كاتب عام نقابة ديوان الحبوب قد أفاد أن 4 بواخر أجنبية محمّلة بالحبوب المستوردة موجودة في عرض البحر دون التمكّن من الدخول إلى ميناء صفاقس وتفريغ شحناتها بسبب عدم القدرة على خلاصها

وقال كاتب عام النقابة الأساسية لديوان الحبوب، عادل مرزوق في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية) الاثنين إن بقاء هذه البواخر بالمنطقة المكشوفة في مستوى عرض سواحل قرقنة يعود على التوالي إلى تواريخ 23 نوفمبر/تشرين الثاني و25 نوفمبر/تشرين الثاني الفارط و16 و18 ديسمبر/كانون الأول الجاري وهو ما يزيد في تفاقم الصعوبات المالية للديوان ويهدّد بتقلّص المخزون الاحتياطي من الحبوب بشكل تدريجي، وفق تقديره.

وأشار في هذا الصدد إلى أن الخسائر التي تكبّدها الديوان بعد تفريغ شحنة آخر باخرة استيراد قمح ليّن خرجت يوم الجمعة الماضي من ميناء صفاقس قرابة مائة ألف دينار كخطايا تأخير علمًا وأن خطايا اليوم الواحد لمثل هذه البواخر تتراوح بين 10 و20 ألف دينار، بحسب عادل مرزوق.

ووصف هذا النقابي الوضع بغير المسبوق وبالمنذر بالخراب ليس فقط بالنسبة لديوان الحبوب كمؤسسة وطنية ولكن بالنسبة للدولة والمواطن منبّهًا من أن الظاهرة مستفحلة ومنتشرة في عديد الموانئ التجارية بكل من تونس (حلق الوادي) وقابس وبنزرت.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بسبب عدم القدرة على الدفع: بقاء 4 بواخر حبوب مستوردة في عرض البحر بميناء صفاقس

من بينها الحليب والزيت والحبوب: أزمات غذائية "قاعدية" تلوح في أفق تونس