18-أبريل-2024
سعيد ميلوني الرئاسة التونسية

الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي: الاتفاقيات التي تم إبرامها بين تونس وإيطاليا تمثّل نوعًا من الابتزاز (الرئاسة التونسية)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثارت الزيارة الأخيرة لرئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني إلى تونس يوم الأربعاء 17 أفريل/نيسان 2024، جدلاً واسعًا، واحتجًاجًا مجتمعيًا، مقابل استقبال رسمي، أسفر عن توقيع 3 اتفاقيات بين تونس وإيطاليا.

الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي: تونس لم تستفد شيئًا من زيارة ميلوني، والواقع يتناقض مع الخطاب الرسمي الذي يقول إن "تونس ليست حارسًا للحدود الأوروبية"

وتعليقًا على هذه الزيارة ومخرجاتها، قال الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي، الخميس 18 أفريل/ نيسان 2024، إن تونس لم تستفد شيئًا من هذه الزيارة، وإن الواقع يتناقض مع الخطاب الرسمي الذي يقول إن "تونس ليست حارسًا للحدود الأوروبية" في علاقة بتواجد عدد كبير من المهاجرين في تونس.

وقال العبيدي في تصريح لإذاعة "جوهرة" (محلية) إن عنوان زيارة رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني إلى تونس يتمثل في توظيف تونس في حملة انتخابية للقمة الأوروبية المنتظرة خلال شهر جوان/ يونيو 2024، مضيفًا أن ميلوني تمثل أقصى اليمين الأوروبي وتحاول إبراز مساعيها لحماية الحدود الأوروبية.

وقال إن "الاتفاقيات التي تم إبرامها مع تونس تمثّل نوعًا من الابتزاز" حسب تعبيره، وأشار إلى اتفاق سابق بين تونس وإيطاليا يسمح باستقبال إيطاليا 4 آلاف مهاجر تونسي سنويًا، إضافةً إلى خطوط التمويل التي توفرها إيطاليا لفائدة تونس، معتبرًا أن هذه الاتفاقات بين البلدين في مجال التمويل والهجرة ليست بجديدة.

الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي: الاتفاقيات التي تم إبرامها بين تونس وإيطاليا تمثّل نوعًا من الابتزاز وعنوان زيارة ميلوني إلى تونس هو توظيف تونس في حملة انتخابية للقمة الأوروبية

ويشار إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وقعا، الأربعاء 17 أفريل/نيسان 2024 على 3 اتفاقيات بين تونس وإيطاليا، تشمل اتفاقًا بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة الجمهورية الإيطالية لدعم الميزانية العامة للدولة التونسية، واتفاقيةً مالية بين البنك المركزي التونسي ومؤسسة الودائع والقروض الإيطالية بخصوص دعم وتمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة، ومذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الجامعة والبحث الإيطالية للتعاون في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، وفق ما ورد في بلاغ لرئاسة الجمهورية التونسية.

وبخصوص الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية "نوفا" أنه "تم التوقيع على اتفاق بشأن الدعم المباشر لميزانية الدولة التونسية، والذي ينص على توفير 50 ​​مليون يورو لدعم كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، وتوفير خط ائتمان بقيمة 55 مليون يورو للشركات التونسية الصغرى والمتوسطة، فضلًا عن مذكرة تفاهم بين وزارة الجامعات والبحث الإيطالية ونظيرتها التونسية ستوفر إطار التعاون في هذا المجال بين البلدين".

سبق التوقيع على اتفاق بشأن الدعم المباشر لميزانية الدولة التونسية، والذي ينص على توفير 50 ​​مليون يورو لدعم كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، وتوفير خط ائتمان بقيمة 55 مليون يورو للشركات التونسية الصغرى والمتوسطة

وجاء في بلاغ الرئاسة أنّ الرئيس التونسي قيس سعيّد جدد تأكيد "موقف تونس الثابت الرافض لأن تكون بلادنا مستقرًا أو معبرًا للمهاجرين غير النظاميين" وأنه "لا يمكن لها كأي دولة تقوم على القانون أن تقبل بأوضاع غير قانونية على أراضيها"،  وفي المقابل، قالت جورجيا ميلوني، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية "نوفا": "نحن نعلم أنّ تونس لا يمكن أن تصبح استقبال للمهاجرين المهاجرين. ونحن بحاجة إلى تعزيز التعاون في هذا الشأن ونريد تشريك المنظمات الدولية والعمل على عمليات إعادة الترحيل إلى البلدان الأم".

ويذكر أنّ رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني أدت، الأربعاء 17 أفريل/نيسان 2024، زيارتها الرابعة إلى تونس في ظرف أقل من عام واحد، وتزامنًا مع هذه الزيارة نظمت مجموعة من المنظمات والنشطاء بالمجتمع المدني التونسي وقفة احتجاجية أمام سفارة إيطاليا بتونس، للتنديد بما يتعرّض له المهاجرون التونسيون في إيطاليا من حجز ومعاملات غير إنسانية وموت مستراب في مراكز الاحتجاز، وللمطالبة بـ"إيقاف عمليات الطرد الجماعي للمهاجرين التونسيين من إيطاليا والكف عن الضغط على تونس لتتحوّل إلى شرطي يحرس السواحل الإيطالية"، حسب ما ورد في بلاغ مشترك لعدد من المنظمات.