الترا تونس - فريق التحرير
يُحيي تونسيون وأجانب على حدّ السواء، من المسيحيين أو حتى بمشاركة ديانات أخرى، كل يوم 15 أوت/ أغسطس من كل سنة، تقليدًا يسمّى "خرجة المادونا" (سيّدتي)، بمدينة حلق الوادي، في إشارة إلى السيدة مريم العذراء، وهو التقليد الذي يدعو للتسامح والتعايش بين الأديان.
انطلاقًا من كنيسة "سانت أغوستان"، مرورًا بأزقة مدينة حلق الوادي، يجوب المحتفلون كل يوم 15 أوت من كل سنة، بتمثال مريم العذراء، في طقس يدعو للتعايش بين الأديان
انطلاقًا من كنيسة "سانت أغوستان"، مرورًا بأزقة "سيسيليا الصغرى" أو صقليّة الصغيرة، وهي الكُنية التي تُطلق على مدينة حلق الوادي، يحمل المحتفلون بهذا الطقس، مجسّمًا يرمز للسيدة مريم، يجوبون به المدينة وصولًا إلى ساحة قصر بلدية حلق الوادي، وقد كان المحتفلون في أعوام سابقة يحملون هذا التمثال ليغوص في البحر، إعلانًا بانتهاء فصل الصيف.
وتعدّ مدينة حلق الوادي في تونس أحد رموز التسامح، نظرًا لأنها كانت نقطة تعايش لأتباع ديانات مختلفة منذ زمن بعيد، وفق صفحة البلدية التي دأبت على الاحتفاء بهذا الطقس.
المحامي عادل كعنيش، دوّن من جهته، أنّ "الاحتفاء بخروج المادونا كان يحصل قبل الاستقلال في عدة مدن بحرية أخرى كصفاقس وسوسة وطبرقة ولكن الأهم بطبيعة الحال هي حلق الوادي"، وفقه.
تراجعت الأهمية الدينية لهذا التقليد، وأصبح الاحتفال به يكتسي صبغة ثقافية، وأصبح يُحتفل به كعلامة لخروج الصيف وبداية فصل الخريف
وتحدّث المحامي عن أنّ أصل هذا الحدث له جذور دينية، إذ "كانت تنظم خرجات بالقدس ويقع إنشاد غناء ديني من طرف المسيحيين لكن تراجعت الأهمية الدينية لهذه الخرجات وأصبح الاحتفال يكتسي صبغة ثقافية أكثر من الصبغة الدينية فحافظت عليه بعض المجموعات في إيطاليا وإسبانيا والبرتغال".
وتواصل بالتالي هذا الاحتفال في حلق الوادي وهو تقليد جاء به لتونس إيطاليو تراباني، وأصبح يُحتفل به كعلامة لخروج الصيف وبداية فصل الخريف، ووقع إحياؤه من جديد فى حلق الوادي سنة 2017 وأصبحت تنظم كل يوم 15 أوت/ أغسطس خرجة من كنيسة حلق الوادي، بعد أن بدأ تنظيم هذا الاحتفال في عام 1910، وانقطاعه منذ عام 1964، ليعود مجددًا في 2017.
