01-يوليو-2021

تسجيل أرقام قياسية لدرجات الحرارة في كل من توزر وقبلي (Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تشهد تونس هذه الأيام موجة حرّ شديدة من المنتظر أن تتواصل طيلة الأيام القادمة، وقد سجل المعهد الوطني للرصد الجوي رقمين قياسيين لدرجات الحرارة الأربعاء 30 جوان/يونيو 2021، إذ وصلت الحرارة في توزر 48.7 درجة لتتجاوز الرقم القياسي الذي تم تسجيله في 30 جوان/يونيو من سنة 1954 حين بلغت حينها 48.0 درجة في الظل. كما بلغت في قبلي 48.1 درجة لتتجاوز بالتالي الرقم القياسي السابق المسجّل الأسبوع الفارط والذي بلغ 47.8 درجة، وفق أكده المهندس بالمعهد الوطني للرصد الجوي محرز الغنوشي في تصريح لإذاعة "موزاييك أف أم".

وأوضح الخبير الدولي البيئي عادل الهنتاتي، في تصريح لـ"الترا تونس"، أن تسجيل أرقام مرتفعة لدرجات الحرارة لا يقتصر على تونس فحسب بل إنه يحدث في العالم أجمع، مشيرًا إلى أن كندا، على سبيل الذكر، سجلت مؤخرًا أرقامًا قياسية لدرجات الحرارة. 

عادل الهنتاتي (خبير دولي بيئي) لـ"الترا تونس": تسجيل أرقام مرتفعة لدرجات الحرارة مرتبط أساسًا بالتغيرات المناخية التي تسببت فيها بالأساس الأنشطة البشرية

واعتبر الهنتاتي أن ذلك مرتبط أساسًا بالتغيرات المناخية، موضحًا أن علامات التغيرات المناخية تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة بدرجات غير منطقية، وارتفاع مستوى البحر، وتغيّر توزيع الأمطار. 

ولفت الخبير الدولي إلى أن "الأنشطة البشرية من مصانع ووسائل نقل والمحركات والاستعمال المفرط لمنتجات النفط من محروقات وغاز، كل ذلك يساهم في الترفيع من نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون والميثان وغازات أخرى في الجو، على مستوى غلاف الانحباس الحراري"، مشيرًا إلى أن "ما حدث هو أن الغازات التي تنفثها الأنشطة البشرية من الأرض أصبح تركيزها مرتفعًا جدًا في منطقة الاحتباس الحراري، وخاصة غاز ثاني أوكسيد الكربون وهو أكثر الغازات خطورة، مما تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة في الأرض صيفًا بشكل كبير وانخفاضها في الشتاء أيضًا بشكل كبير جدًا، في نسق متضارب".

وأضاف الهنتاتي أن هذا التغير المتضاد والمتناقض في درجات الحرارة أثر على توزيع الأمطار، إذ نجد في نفس البلد أو المنطقة أيامًا تشهد أمطار شديدة جدًا وما بين 50 و60 % من الكم الوطني السنوي من الأمطار يقع تسجيله في فترة تتراوح بين ساعة وساعتين، بينما بقية أشهر السنة تكون في جفاف، مشيرًا إلى أن "هذا ما نعيشه في تونس، ويحدث تقريبًا في بلدان العالم أجمع"، على حد قوله.

الهنتاتي لـ"الترا تونس": ارتفاع درجات الحرارة وتغيير نمط توزيع الأمطار يساهمان في ذوبان الكتل الجليدية، مما يزيد من ارتفاع مستوى البحر. وذلك يؤثر بطريقة كبيرة جدًا على الحياة المعيشية للبشر خاصة في المناطق الساحلية المنخفضة

وتابع القول إن: "ارتفاع درجات الحرارة وتغيير نمط توزيع الأمطار يساهمان في ذوبان الكتل الجليدية في الجبال العالية وفي القطبين الشمالي والجنوبي، مما يزيد من ارتفاع مستوى البحر. وذلك يؤثر بطريقة كبيرة جدًا على الحياة المعيشية للبشر خاصة في المناطق الساحلية المنخفضة". 

وذكّر الخبير البيئي الدولي بأنه في السنة الفارطة عند فرض حجر صحي شامل في أغلب دول العالم بسبب جائحة كورونا، تقلصت الأنشطة البشرية التي تنفث نسبة عالية من الغازات لاحظنا أن الكثير من المناطق التي كانت مهددة مناخيًا، شهدت تراجعًا في نسبة التهديد، كما تحسنت الأوضاع المرتبطة بالمناخ على أكثر من صعيد سواء في علاقة بالكائنات الحيوانية أو النباتية، وفق ما أفادت به تقارير مختلف الهياكل البيئية الدولية. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

طقس الخميس: ارتفاع متواصل في درجات الحرارة مع ظهور الشهيلي

خبير بيئي لـ"ألترا تونس": التغيرات المناخية ستؤثر على حياة الأفراد والجماعات