15-مارس-2018

طفل يستعد لمغادرة مدرسته بتونس (صورة تقريبية/ Getty)

توفي أمس الثلاثاء طفل يبلغ من العمر 8 سنوات بمدرسة بوحلاب في معتمدية فرنانة التابعة لمحافظة جندوبة. الطفل أنور بوكحيلي فقد وعيه أثناء توزيع "اللمجة" وتمّ نقله إلى المستشفى المحلي بفرنانة إلا أن روحه أبت إلا أن تفارقه قبل وصوله للمستشفى. وتضاربت المعلومات المتداولة بخصوص أسباب وفاته بين من أوعزها للجوع والفقر وسوء التغذية ومن قال إن الطفل مصاب بفقر الدم.

خال الطفل أنور بوكحيلي (طلب عدم ذكر اسمه) أكد في تصريح لـ"الترا تونس" أن ابن شقيقته غير مصاب بمرض فقر الدم أو السكري، موضحًا أن "أنور فقد وعيه في المدرسة عندما كان ينتظر دوره للحصول على لمجة ومات على عين المكان قبل أن يصل للمستشفى لتلقي العلاج". وأضاف أن "العائلة تنتظر صدور تقرير الطب الشرعي الذي سيحدد الأسباب الحقيقية للوفاة".

اقرأ/ي أيضًا: الانتحار.. غول أطفال تونس

خال الطفل أنور بوكحيلي: ما يتمّ تداوله في علاقة بوفاة ابننا نتيجة الجوع والفقر لا أساس له من الصحة

وشدد محدثنا على أن ما يتمّ تداوله في علاقة بوفاة الطفل نتيجة الجوع والفقر لا أساس له من الصحة، مفيدًا أنه سيتمّ تتبّع كل من يروّج مثل هذه الأخبار الخاطئة قضائيًا، حسب تعبيره. وأضاف أنه "مهما كانت العائلة فقيرة فلن يموت ابنها نتيجة الجوع لأنه سيجد شيئًا ليأكله". واستبعد أن يكون بعد مكان المدرسة عن مسكن الطفل وغياب وسائل النقل من الأسباب المرجحة للوفاة.

تصريحات خال الطفل أنور بوكحيلي لـ"الترا تونس" تلتقي مع ما كشفه رئيس قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة منصف حمدون، الذي أكد أن "الجوع أو قلة التغذية لا يمكن أن تكون السبب على الأقل المباشر للوفاة". وأضاف حمدون في تصريح لإذاعة شمس أف أم أنه سيتم التثبت من إذا كان الطفل يشتكي من أمراض أخرى.

في المقابل، يؤكد كاتب عام نقابة التعليم الأساسي بفرنانة، المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل، فتحي الزغواني لـ"الترا تونس" أن "الفقر والجوع يقفان وراء وفاة الطفل أنور بوكحيلي". ويقول الزغواني إن "والدة الطفل أعلمته أن ابنها لم يتناول شيئًا في الصباح باستثناء قطعة خبز"، مشيرًا إلى أن "أنور بوكحيلي وصل إلى المستشفى شاحبًا ورجّح الإطار الطبي هناك أنه يعاني هبوطًا حادًا في الدم أو السكر". ويلفت الزغواني إلى أن أنور بوكحيلي ينتمي لعائلة مكونة من 9 أفراد تعاني الفقر في حين يعمل والده في محافظة نابل كعامل يومي لتوفير قوت أبنائه.

كاتب عام نقابة التعليم الأساسي بفرنانة: الفقر والجوع يقفان وراء وفاة الطفل أنور بوكحيلي

وأفاد محدثنا أن "المليارات من المليمات سُرقت من ديوان الخدمات المدرسية ومشاريع الإصلاح التربوي لم تر النور رغم أن الملايين صرُفت بشأنها في النزل"، وفق تعبيره.

وشدد على أن التلاميذ في "مدرسة بوحلاب" وغيرها من المدارس في المناطق الداخلية والريفية لا يتمتعون لا بأكل وتغذية سليمة ولا بوسائل نقل توصلهم مدارسهم، التي تبعد كيلومترات عن منازلهم، مبينًا أن "محافظة جندوبة بشكل عام تعاني 50 شغورًا في المدرسين علاوة على غياب أدوات ضرورية كالطباشير مثلًا". واختتم حديثه لـ"الترا تونس" بأن المدرّسين بالجهة سيتبرعون بيوم عمل لفائدة عائلة التلميذ كي يقيموا مراسم الدفن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

التوظيف السياسي للمدارس.. مجددًا في تونس

سل وقمل وأمراض أخرى في مدارس تونس 2016؟