الترا تونس - فريق التحرير
أثارت حادثة الاعتداء على مؤذن بجامع الحرابة بمدينة قصور الساف من ولاية المهدية بواسطة سكين على مستوى الظهر، مساء الاثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، استياء واسعًا وردود أفعال عديدة على منصات التواصل الاجتماعي تدين تكرر أحداث العنف التي تشهدها تونس مؤخرًا.
وقد أفادت الجامعة العامة للشؤون الدينية التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، مساء الثلاثاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن "المؤذن تعرّض لاعتداء على طعنة أولى على مستوى الكتف وطعنة ثانية على مستوى الظهر بواسطة سكين مما تسبب له بخطر كبير على حياته وهو الآن في حالة حرجة"، وفقها.
جامعة الشؤون الدينية تستنكر "الاعتداء الفاحش على المؤذن" وتعبّر عن "استيائها الشديد لهذا السلوك المتكرر والهمجي تجاه منظوريها"
واستنكرت الجامعة، في بيان نشرته الصفحة الرسمية لاتحاد الشغل على موقع التواصل فيسبوك، ما وصفته بـ"الاعتداء الفاحش" على المؤذن، معبرة عن "استيائها الشديد لهذا السلوك المتكرر والهمجي تجاه منظوريها"، وفقها.
وأهابت، في هذا الصدد، بـ"السلط محليًا، جهويًا ووطنيًا التدخل العاجل قصد وضع حد لمثل هذه الجرائم والاعتداءات"، داعية كافة أبناء القطاع للاستعداد "من أجل خوض أعتى المعارك والنضالات دفاعًا عن وجودهم وكرامتهم"، حسب ما ورد في نص البيان.
غفران الحسايني: "سكين في ظهر مؤذن.. عمل إجرامي آخر يكشف حجم العنف الذي يعصف بالمجتمع وقد أصبحنا يوميًا نسمع جرائم الطعن بالسكاكين والسواطير لم يسلم منها لا الأستاذ ولا حتى مؤذن ذاهب إلى المسجد لرفع الأذان"
وفي تعليقه على الحادثة، دوّن الباحث الجامعي في الحضارة والفكر الإسلامي غفران الحسايني، مساء الثلاثاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 على صفحته بموقع التواصل فيسبوك: "سكين في ظهر مؤذن مازال رأسها في جسده وهو الآن تحت عملية جراحية دقيقة لاستئصال رأس السكين من عموده الفقري.. عمل إجرامي آخر يكشف حجم العنف الذي يعصف بالمجتمع وقد أصبحنا يوميًا نسمع جرائم الطعن بالسكاكين والسواطير لم يسلم منها لا الأستاذ ولا حتى مؤذن ذاهب إلى المسجد لرفع الأذان".
وكتب الناشط ياسين الخذيري، على صفحته بفيسبوك: "المؤذن الشيخ عماد الحرابي يتعرض للاعتداء الآثم بسكين حاد ينغرس في نخاعه الشوكي بالعمود الفقري لظهره.. حسبنا الله ونعم الوكيل".
ودونت الطبيبة والناشطة أسماء الببة، على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك: "بعد طعن أستاذ في معهد، طعن مؤذن في جامع!"، متابعة: "يجب وضع مرسوم لتجريم الاعتداء على المؤذنين"، وفق تقديرها.
وحمّلت الناشطة ياسمين بن حسين مسؤولية حادثة الاعتداء على المؤذن بالمهدية إلى ما وصفته بـ"خطاب الفتنة" للرئيس التونسي قيس سعيّد، ودوّنت: "المواطنون الصالحون بدؤوا يتصدون للمخمورين.. أحسنت سي قيس راعي الفتنه الأول في البلاد.. واصلوا على هذا المنوال فها نحن نتدحرج في الهاوية"، وفق تعبيرها.
وفي الأثناء، أعلنت وزارة الشؤون الدينية أن وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي عاد صحبة السيدة رجاء الطرابلسي والية سوسة مساء الثلاثاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، المؤذّن بمسجد التقوى بالحرابة بمعتمدية قصور الساف من ولاية المهدية المعتدى عليه وهو بصدد دخول الجامع لرفع الأذان".
وجاء في بلاغ للوزارة نشرته مساء الثلاثاء أن "الفريق الطبي أكد للوزير أنّ العمليّة الجراحيّة لا تزال جارية حتى اللحظة (آنذاك) لاستئصال رأس السكّين الذي بقي داخل العمود الفقري"، وإلى حد اللحظة ليس هناك أي معطى رسميّ حول مدى تقدم العملية.
وكان الشائبي قد صرح، الثلاثاء 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بأن "الحالة الصحية للإطار الديني (مؤذن) الذي تمّ الاعتداء عليه مساء الاثنين قبيل صلاة المغرب، بواسطة سكّين على مستوى الظهر حرجة"، مستبعدًا أن تكون الجريمة ذات صبغة إرهابية.
ورجّح، في تصريح إعلامي على هامش ندوة وطنية نظمتها الوزارة الثلاثاء ونقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أن "يكون مرتكب الجريمة إنسانًا غير متوازن نفسيًا لانزعاجه من صوت الأذان والقرآن، وفق اعترافاته"، مستنكرًا انتشار مظاهر العنف، والاعتداء على مؤذّن أمام معلم ديني بعد الاعتداء قبل أسبوع على أستاذ في الحرم المدرسي"، وفق تعبيره.
اقرأ/ي أيضًا:
الشائبي: المؤذن المعتدى عليه في وضع حرج ومن المستبعد أن تكون الحادثة إرهابية
طُرد بعد رميه أستاذه بملابس داخلية.. فيديو لتلميذ يثير الجدل على السوشال ميديا
الاعتداء على أستاذ بسكين وساطور يخلّف استياءً واسعًا على مواقع التواصل