11-يوليو-2023
كوكو بيتش بنزرت

تأكيدات على أنّ  بلاغ ولاية بنزرت الذي تداولته عديد الصفحات أثّر بشكل كبير على نسبة الإقبال على الشاطئ

الترا تونس - فريق التحرير

 

لم يتوقّف الجدل الذي يتصدّر الواجهة طيلة الأيام الأخيرة بخصوص شاطئ "كوكو" وما رافقه من انتقادات لما اعتبره نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي "انتهاكًا للملك العمومي البحري" من قبل خواص، تلاه نشر الصفحة الرسمية لولاية بنزرت بلاغًا أكدت من خلاله مبشارتها حملة للتصدي لظاهرة النشاط الفوضوي.

بلاغ الولاية، الصادر يوم السبت 8 جويلية/يوليو 2023، كان له تأثير كبير على نسبة إقبال المصطافين على الشاطئ المذكور، وفق ما أكده محمد عبور، وهو ابن لأحد ورثاء قطعة أرض بالشاطئ وضعها على كراء شخص يستغلها في المجال السياحي، على غرار كثيرين غيره بالمنطقة.

محمد عبور (ابن صاحب أرض على وضع الكراء لشخص يستغلها سياحيًا): جلّ الأراضي بشاطئ "كوكو" مملوكة لخواص ولا تعود للملك العمومي على خلاف ما تروّج له عديد الصفحات وباعثو المشاريع السياحية بالمنطقة يمارسون نشاطهم بتراخيص قانونية

وأكد عبور، في تصريح لـ"الترا تونس"، أن جلّ الأراضي بالشاطئ المذكور هي مملوكة لخواص ولا تعود للملك العمومي، على خلاف ما تروّج له عديد الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي، مشددًا على أنّ باعثي المشاريع السياحية بالمنطقة لم يقوموا بالاستيلاء على الأملاك العمومية بل إنّهم يمارسون نشاطهم بتراخيص قانونية.

وبخصوص الحملة التي أعلنت الولاية على مباشرتها بشاطئ "كوكو" وقيامها بإزالة مجموعات من الواقيات الشمسية والبيوت الخشبية، قال محدّث "الترا تونس" إنّ ذلك لم يشمل سوى مطعم وحيد، لأنّه باشر النشاط قبل أن يتحصّل على ترخيص قانوني لذلك، مستدركًا أنّه كان قد تقدم بمطلب للحصول على ترخيص ولا يزال قيد الانتظار، على حد قوله.

وأشار محمد عبّور إلى أن بقية المطاعم على شاطئ "كوكو" تواصل نشاطها ولم تشملها قرارات الهدم لأنّ وضعيتها قانونية، مستدركًا أنّ بلاغ الولاية الذي تداولته عديد الصفحات أثّر بشكل كبير على نسبة الإقبال على الشاطئ، معتبرًا أنّها حملة مقصودة وحققت الغاية منها، على حدّ تصوّره.

محمد عبور لـ"الترا تونس": قرار الهدم الذي أعلنت عنه ولاية بنزرت لم يشمل سوى مطعم وحيد، لأنّه باشر النشاط قبل أن يتحصّل على ترخيص قانوني بينما بقية المطاعم تواصل نشاطها ولم تشملها قرارات الإزالة لأنّ وضعيتها قانونية

وسلّط الشاب، في حديثه لـ"الترا تونس"، الضوء على ما تعانيه المنطقة من تهميش وإهمال من قبل السلطات التي لم توفّر بها الحد الأدنى من الخدمات والتنمية، لافتًا إلى أنه لا يوجد مستشفى ولا مصانع ولا مواطن شغل يقتات منها أبناء المنطقة، وعلى الرغم من ذلك يحاول الشباب هناك التعويل على ذواتهم ببعث مشاريع خاصة سياحية، خلال الموسم الصيفي حصريًا، ومع ذلك يتعرّضون لمثل هذه الحملات والمضايقات التي تضرب نشاطهم وتصيبه في مقتل.

وتابع قائلًا: "عوض تشجيع الشباب على بعث المشاريع الخاصة ودعمهم ومساندتهم، تقع عرقلتهم وتعطيل نشاطهم وتأجيج الحملات ضدهم"، متسائلًا عمّا يسعى إليه مثيرو مثل هذه الحملات الممنهجة، وفق تعبيره.

وكان الشاب محمد عبّور قد نشر، مساء الاثنين على حسابه الخاص بفيسبوك نسخة من عقد ملكية لقطعة أرض بالشاطئ المذكور باسم والده، مشيرًا إلى أنّ الأمر سيّان بالنسبة لعشرات القطع الرملية المتوارثة لعائلات مختلفة من المدينة أبًا عن جد، وذلك لتأكيد أن جزءًا هامًا من ملكية الأراضي بالشاطئ المذكور تعود للخواص.

محمد عبور لـ"الترا تونس": غار الملح تعاني من التهميش والإهمال وعلى الرغم من ذلك يحاول الشباب التعويل على ذواتهم ببعث مشاريع خاصة سياحية ومع ذلك يتعرّضون لحملات ممنهجة ومضايقات تضرب نشاطهم

ودوّن عبّور: "ما أنجزه أبناء المنطقة لأجيال، شاهد على الإمكانيات البشرية لأهالي غار الملح وقدرتهم المعرفية المتوارثة في استثمار الطبيعة وضمان ديمومتها، من فلاحة بيولوجية وصيد تقليدي حتى الخدمات الشاطئية هذا اليوم"، معقّبًا: "هذا الشباب المقموع والمهمش على مر تاريخ المدينة، الذي جعل من منطقة فلاحية بسيطة أجمل البقاع السياحية في الجمهورية بدون أي دعم من الدولة وبتمويل ذاتي بحت، في نموج اقتصادي وإيكولوجي فريد من نوعه".

وأردف: خدمة مطاعم كوكو عملية منظمة و دقيقة، تشمل "الباركينغ" المحمي والنقل ذهابًا إيابًا وفضاء الجلوس المهيّأ والأكل وغيره، وهي خدمة حسّاسة جدًا لارتباطها بحالة الطقس ومُكلفة جدّا لمن لا يعلم، بين رخصة الانتصاب والنشاط وتكلفة القارب وتكلفة تهيئة المطعم ومستحقاته"، وفق ما ورد في نصّ تدوينته.

 

 

كما نشر أحد المطاعم بالمنطقة ذاتها بلاغًا توضيحيًا جاء فيه: "نود أن نطمئنكم بأن الأخبار الأخيرة التي تتعلق بشواطئ كوكو بيتش لا تنطبق على منشأتنا في غار الملح، شاطئنا الخاص مُحفَظ وخالٍ من أي بناء غير قانوني وتلك الأخبار تشير بدلاً من ذلك إلى شاطئ آخر يقع بالقرب من أوتيك"، وفق روايته.

 

صورة

 

جدير بالذّكر أن ولاية بنزرت كانت قد أعلنت، السبت 8 جويلية/يوليو 2023، أنها باشرت حملة جهوية مشتركة للتصدي لظاهرة الانتصاب الفوضوي بشاطئ "كوكو بيتش"  بمعتمدية أوتيك.

وذكرت، في بلاغ لها على صفحتها الرسمية بفيسبوك، أن الحملة الجهوية المشتركة التي نفذتها المصالح الرقابية على طول الشريط الساحلي بشاطى "كوكو " بمعتمدية أوتيك إلى الإزالة الفورية لمجموعات هامة من الواقيات الشمسية بأنواعها الحديدية والقشية والخشبية والبيوت الخشبية وتوابعها التي "تم تركيزها من قبل أصحابها على الشاطئ بطريق فوضوية وفي تعدٍّ صارخ على القانون"، على حد رواية الولاية.

وقد أكد والي بنزرت سمير عبد اللاوي، وفق ما جاء في نص البلاغ، أن حملات المراقبة الميدانية لمختلف شواطئ الولاية ستتواصل إلى غاية نهاية الموسم الصيفي، وذلك في إطار التصدي لكل الخروقات.

وأكدت ولاية بنزرت، في ذات الصدد، أن الحملة الرقابية بشاطئ "كوكو بيتش"، وقبله  بشواطئ رفراف وسيدي سالم والصخور، تندرج في إطار "مقاومة كل أشكال التعدي على الملك العمومي بأنواعه ولاسيما الاستغلال المؤقت للشواطئ  دون وجه حق قانوني"، وفق ما جاء في نص البلاغ.