الترا تونس - فريق التحرير
ضجّت منصات التواصل الاجتماعي في تونس، الجمعة 28 أفريل/نيسان 2023، إثر إعلان دار الكتاب للنشر غلق جناحها "تعسفيًا" بمعرض تونس الدولي للكتاب في يوم انطلاقه، على خلفية عرض كتاب "فرنكنشتاين تونس" وسحب الكتاب
وكتاب "فرنكنشتاين تونس" هو للروائي والمدير السابق لـ"بيت تونس للرواية"، كمال الرياحي. وفي حديثه عن الكتاب سبق أن دوّن الكاتب على صفحته بفيسبوك: "هو ليس رواية إنه كتاب في السياسة وتدبر الواقع التونسي".
جدل واسع في تونس إثر إعلان دار الكتاب للنشر سحب كتاب "فرنكنشتاين تونس" الذي تعرضه وغلق جناحها "تعسفيًا" بمعرض تونس الدولي للكتاب في يوم انطلاقه
وجاء في غلاف الرواية نقدٌ لما اعتبره دور الشعب التونسي في "صناعة الدكتاتور" أو "صناعة وحش من خيباته"، وفق تعبيره. وفيما يلي النص الذي جاء في الغلاف:
"قبل أن يشقى فكتور فرانكنشتاين، في رواية ماري شيلي، وراء وحشه، كان يعيش قلقًا وحزنًا بسبب موت أمه، فانهمك في العمل على أبحاثه ليصنع الوحش. إن مشاعر اليتم الخلاقة هذه هي نفسها التي كان يتخبط فيها الشعب التونسي قبيل انتخاب سعيّد، فقد فشل هذا الشعب في العثور على حل لتيهه التاريخي بعد إسقاط دكتاتور كان يعتقد أنه المعرقل الوحيد أمام إدراكه السعادة، فما هلّل هذا الشعب يوما لحاكم إلا وانقلب عليه، فلا نفعه الحقوقي والمناضل ولا حتى السياسي المحنّك. فلم يكن أمام هذه الحشود من الجماهير ومن لم يقتنع بأحد سوى صناعة وحش من خيباتهم؛ شخص لا يعدهم بشيء لأنهم ملّوا الوعود الكاذبة. لم يكن أمامهم إلا صوت ذلك الأستاذ السوريالي الذي لا يضحك أبدًا لكي ينتقموا من الكل، من السيستم الذي ظل مستمراً رغم تغير الوجوه والقادة".
ودونت دار الكتاب للنشر: "في معرض الكتاب، يقع غلق جناحنا بدعوى حيازة كتاب غير مصرّح به مع العلم أن كل الناشرين يستقدمون الكتب الصادرة حديثًا من المطبعة خلال المعرض".
مدير دار الكتاب للنشر: "تفاجأنا بحجز كتاب "فرانكشتاين تونس" وإغلاق جناحنا تعسّفًا ودون الاستناد إلى أي قانون، فضلًا عن ممارسة هرسلة رهيبة جدًا علينا من قبل الأمن وإدارة المعرض"
وقال مدير دار الكتاب للنشر، الحبيب الزغبي، في مقطع فيديو نُشر على صفحة دار الكتاب على فيسبوك، "تفاجأنا بحجز كتاب "فرانكشتاين تونس" وإغلاق جناحنا تعسّفًا ودون الاستناد إلى أي قانون، فضلًا عن ممارسة هرسلة رهيبة جدًا علينا من قبل الأمن وإدارة المعرض"، وفق تأكيده.
وأضاف: تم التعلّل بأن الكتاب لم يكن ضمن القائمة الأولية لمعروضاتنا، مع العلم أن كل الناشرين التونسيين لديهم كتب في المطابع ويتزودون بها خلال المعرض لأنه ليس ممكنا أن يصدر الجميع كتبهم في نفس الوقت، بَيْد أننا في كل الحالات كنا قد استبقنا الأمر خشية هذا التصرف من السلطة وأرسلنا قائمة تكميلية لإدارة المعرض بتاريخ 25 أفريل/نيسان الجاري، تضم 5 عناوين من ضمنها هذا الكتاب، لكن ما راعنا إلا أن يتم التعسف علينا بسحب الكتاب وغلق جناحنا"، حسب تصريحه.
مدير دار الكتاب للنشر: تم اتخاذ قرار من قبل اتحاد الناشرين والجامعة العامة للنشر وغرفة الناشرين واتحاد نقابات المكتبيين بغلق كل أجنحة الناشرين التونسيين تضامنًا مع دار الكتاب للنشر
وأشار الحبيب الزغبي إلى أنه تم اتخاذ قرار من قبل اتحاد الناشرين والجامعة العامة للنشر وغرفة الناشرين واتحاد نقابات المكتبيين والموزعين، بغلق كل أجنحة الناشرين التونسيين، وذلك تضامنًا مع دار الكتاب للنشر.
وشدد مدير دار الكتاب على أن "معرض الكتاب هو ملك للناشرين وليس ملكًا لوزارة الثقافة، ولا يمكن أن يقع منع أي كتاب في تونس"، حسب رأيه.
وبالفعل نشرت دار الكتاب للنشر مقطع فيديو يوثّق قيام عدد من دور النشر التونسين بغلق أجنحتها بمعرض تونس الدولي للكتاب، في حركة تضامنية على خلفية ما حصل.
كما أثار سحب كتاب "فرانشتاين تونس" وغلق جناح دار الكتاب للنشر استياءً واسعًا على منصات السوشيال ميديا، وعبر عديد النشطاء عن تضامنهم مع الروائي كمال الرياحي صاحب الكتاب ومع دار الكتاب.
ندد نشطاء بما اعتبروه "صنصرة واعتداء على حرية النشر في تونس" ودونت نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أميرة محمد: "سلطة تخاف من الكتاب"
ونددوا بما اعتبروه "صنصرة واعتداء على حرية النشر في تونس". ودونت نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أميرة محمد على صفحتها بفيسبوك: "سلطة تخاف من الكتاب"، وفق تعبيرها.
فيما دوّن الناشط السياسي وعضو مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"، الأمين البوعزيزي: "لست ناقدًا أدبيًا لكني قارئ نهم، سأقتني الرواية وسأكتب عنها دفاعًا عن الحرية ورفضًا للفاشية والمحرقة الزاحفة"، حسب توصيفه.
- تحيين:
في المقابل، صرحت مديرة المعرض لإذاعة خاصة تونسية بأن الأمر ليس مصادرة بل هو تطبيق للقانون لأن صاحب الدار لم يقدم عنوان كتاب كمال الرياحي ضمن العناوين المرخص لها.
يشار إلى أن الدورة 37 لمعرض تونس الدولي للكتاب انطلقت الجمعة 28 أفريل/نيسان الجاري، لتتواصل غلى غاية يوم 7 ماي/أيار 2023 بقصر المعارض بالكرم، وتضمّ 279 عارضًا يمثّلون 22 دولة. وقد سبق أن تعرّضت إلى الكثير من النقد، إذ اعتبر بعض القرّاء أنّ "غياب أبرز دور النّشر العربية وأهمها، يتواصل كالعادة.
