25-أبريل-2023
معرض تونس الدولي للكتاب

قصر المعارض بالكرم أين تنعقد الدورة 37 للمعرض انطلاقًا من 28 أفريل 2023

الترا تونس - فريق التحرير

 

نشرت إدارة معرض تونس الدولي للكتاب، الثلاثاء 25 أفريل/ نيسان 2023، قائمة العارضين وأرقام الأجنحة لمختلف دور النشر والمكتبات التي ستكون حاضرة في هذه التظاهرة الثقافية التي ينتظرها القرّاء بشوق سنويًا. وهي القائمة التي خلّفت استياء واسعًا لدى معظمهم بسبب غياب أهم دور النشر العربية الكبرى عن هذه الدورة.

الدورة 37 لمعرض تونس الدولي للكتاب، التي تضمّ 279 عارضًا يمثّلون 22 دولة، تعرّضت قبل أيام من انطلاقها إلى الكثير من النقد بسبب غياب أبرز دور النشر العربية عنها

الدورة 37 التي تضمّ 279 عارضًا يمثّلون 22 دولة، تعرّضت قبل انطلاقها يوم 28 أفريل/ نيسان 2023 (تمتد إلى 7 ماي/ أيار 2023 بقصر المعارض بالكرم) إلى الكثير من النقد، إذ اعتبر بعض القرّاء أنّ "غياب أبرز دور النّشر العربية وأهمها، يتواصل كالعادة. وعدّد الناشط في الشأن الثقافي هيثم العويشي أبرز هذه الدور، مثل: "دار الساقي، دار المتوسط، صفحة 7، دار أثر، منشورات ابييدي، دار الشروق المصرية، الآن ناشرون موزعون، هاشيت أنطوان اللبنانية، دار الآداب، دار المدى، دار تكوين، دار التنوير...) وفقه.

وتابع العويشي وفق ما نشره على حسابه على فيسبوك، أنّ هذه الدور الغائبة هي "التي تطبع وتنشر وتوزّع أغلب الأعمال المقروءة، المطلوبة والناجحة"، وأنّ غيابها يطرح أكثر من سؤال، فهل اعتماد بعضهم على وكلاء أو متعاونين في تونس كاف خاصة من ناحية الأسعار وتوفر العناوين؟" وفق تساؤله.

 

 

الناشرة سونيا بن باهي، تصرّح لـ"الترا تونس" فتقول إنّ أسعار الأجنحة في هذا المعرض باهظة، دون أن تتوفر بالمقابل أدنى الخدمات ومقومات العيش الكريم، مستنكرة النقص الفادح في عمال النظافة وفضاءات الأكل والشرب أو حتى الحمامات، معتبرة أيضًا أنّ "الشراء يعدّ ضعيفًا مقارنة بدول أخرى لأنّ عدد القرّاء ضئيل، وعددهم يتناقص باعتبار تدهور المقدرة الشرائية للتونسي، مستبعدة أن يكون قد وقع توفير تسهيلات في التأشيرات لهذه الدور، مضيفة أنّ إحدى دور النشر اشتكت لها في الدورة الفارطة أنّ إدارة المعرض طالبتها بدفع معلوم نقل الكتب رغم أنّها لو توفر هذه الخدمة من الأساس.

ناشرة لـ"الترا تونس": أسعار الأجنحة في معرض تونس الدولي للكتاب باهظة، دون أن تتوفر بالمقابل أدنى الخدمات ومقومات العيش الكريم

وقد تفاعلت القارئة هيلان الماجري مع الأمر من جهتها، ووصفت هذا المعرض بأنه معرض المكتبات لا معرض دور النشر، وقالت: "بعد إلغاء دورة السنة الماضية كان على وزارة تحترم نفسها وأن تدفع لنجاح الدورة هذه وتسهل على دور النشر مجيئهم، لكني متأكدة أن القائمين على وزارة الثقافة رغم ضعف الميزانية الموجهة لها، كانت يمكن أن تؤثث معرضًا جيدًا ولو بميزانية صغيرة أو شبه معدومة"، مستشهدة بمعرض بيروتالذي أقيم في هذه الدولة التي يخيّم عليها شبح الإفلاس منذ سنوات.

 

 

 

الكاتب التونسي شفيق الطارقي، دوّن من جانبه: "نحمد الله أنّ المعرض الدوليّ للكتاب قد عاد بعد غيبة حسبنا أنه لن يعود بعدها، وبخصوص الغياب الملحوظ لدور نشر ذات صيت، فإنه يعزى إلى ما تمر به البلاد من أوضاع اقتصادية مزرية لها أثرها على جيب المواطن، فالناشر العربي لا يتحمس للمشاركة في معرض لن يجني منه معاليم تنقله وشحنه لكتبه، ويؤثر عدم المشاركة على العناء البدني والمالي في غير طائل" وفقه.

شفيق الطارقي (كاتب): الناشر العربي لا يتحمس للمشاركة في معرض لن يجني منه معاليم تنقله وشحنه لكتبه، ويؤثر عدم المشاركة على العناء البدني والمالي في غير طائل

وأضاف الطارقي: "لنكن واضحين مع انفسنا.. أنا مواطن تونسي مهتم بالأدب والفكر ويعنيني المعرض من جهات متعددة، ولكنني أعجز ما أكون عن توفير ثمن كتاب واحد من الكتب التي أرغب في امتلاكها والانتفاع بمادتها الإبداعية أو العلمية.. حسبي من الأمر أن أستطيع زيارة المعرض يومًا واحدًا لا غير، وقد صرت أكتفي بشراء قصص لابنتي والعودة فرحًا مسرورًا.. ما جدوى أن تجيء الدور وكتبها وأنا مفلس غير وجع القلب المضاعف؟ وعليه ابتهجوا ويكفينا جلدًا للذات.. اللهم إلا إذا كنتم من الأثرياء" وفق قوله.

 

 

وتنوعت في هذا السياق عديد التعليقات والتدوينات المستاءة من غياب أسماء دور نشر عربية عريقة عن هذا المعرض، الأمر الذي دفع بالبعض حتى إلى سحب منه لقب "الدولي"، واعتباره لا يرقى حتى إلى أن يكون "وطنيًا".

 

 

 

 

 

 

 

يشار إلى أنّ الموعد السنويّ مع فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب، الذي يُنتظم في دورته الـ37  تحت شعار "حلّق.. بأجنحة الكتاب"، يتجدّد من 28 أفريل/ نيسان إلى 7 ماي/ أيار 2023 بقصر المعارض بالكرم. 

وقدّمت هيئة التنظيم تفاصيل هذه الدورة خلال ندوة صحفية انعقدت مساء الثلاثاء 18 أفريل/ نيسان 2023 بمدينة الثقافة، وجاءت الدورة تحمل اسم المثقّف الراحل البشير بن سلامة، الوزير السابق ومؤسّس "معرض تونس الدولي للكتاب" تكريمًا واعترافًا بإسهاماته في خدمة الثقافة في تونس.

وكان عضو لجنة التنظيم المكلف بشؤون العارضين، مراد خليفة، قد أكد أنّ هذه الدورة تسجّل مشاركة 323 عارضًا من 22 بلدًا أي بزيادة أكثر من 100 عارض مقارنة بالدورة الفارطة، كما تضمّ قرابة 500 ألف عنوان، وقال: "بعض العارضين لا يلتزمون بقائمات الكتب التي أعلنوا عن عرضها، ولهذا سيقع تطبيق النظام الداخلي بصرامة" وفقه.

وتتراوح ميزانية هذه الدورة بين 1.5 و1.8 مليون دينار، وتعرف لجنة التنظيم رئاسة أول امرأة لها، وهي الأكاديمية زهية جويرو، التي أكدت على تنوّع أنشطة هذه الدورة، من جلسات حوارية مع ضيوف المعرض، ومجموعة من الأمسيات والندوات الشعرية، والفكرية في علاقة بـ"الكتابة في المنعرج الرقمي"، و"نقض الاستعمار، وتحرير المعرفة".. وغيرها.