07-أكتوبر-2022
الهجرة غير النظامية Massimo Di Nonno Getty

بالبحث عن حلول لظاهرة الهجرة غير النظامية وعدم الاقتصار على المقاربة الأمنيّة (Massimo Di Nonno/Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

عبرت جبهة الخلاص الوطني، الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن استغرابها ممّا اعتبرته تعاطيًا "سلبيًا" من السلطات التونسية تجاه "الفاجعة الكبرى" التي ألمّت بمدينة جرجيس بفقد مجموعة من شبابها الذين خرجوا في عملية هجرة غير نظامية منذ أكثر من أسبوعين وانقطع الاتصال بهم.

جبهة الخلاص تندد بـ"بطء" تفاعل السلطات مع نداءات الاستغاثة لعائلات المفقودين في عملية هجرة غير نظامية

ونددت الجبهة، في بيان لها، بـ"بطء تفاعل السلطات مع نداءات الاستغاثة وعدم مسارعتها بإعلان الحداد بعد هذه الفاجعة الكبرى"، حسب ما ورد في نص البيان.

كما طالبت، في ذات السياق، بالبحث عن حلول لظاهرة الهجرة غير النظامية وعدم الاقتصار على المقاربة الأمنيّة والرضوخ التام لاشتراطات دول الضفة الشمالية للمتوسط، وفق ما جاء في البيان ذاته.

يذكر أن عددًا من متساكني جرجيس كانوا قد خرجوا في عملية هجرة غير نظامية منذ أكثر من أسبوعين وانقطع الاتصال بهم، كما لم يتم العثور سوى على جثة واحدة منذ يومين يشتبه في أن تكون لأحد المفقودين رغم أن نتيجة التحليل الجيني لم تحضر بعد، وفق ما نقلته وكالة الأنباء التونسية (الوكالة الرسمية).

وقد غادرت، صباح الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2022، عدة مراكب صيد من ميناء الصيد البحري في جرجيس، بدعوة من جمعية البحار التنموية بالجهة، في عملية تمشيط عاضدتهم فيها عديد المراكب الترفيهية والزوارق النفاثة.

وبيّن عدد من بحارة جرجيس أنهم قاموا بعملية أولى في الأيام الأولى من فقدان المركب، وعاودوا هذه المرة بعد تلقيهم أنباء عن وجود المفقودين في ليبيا، مشيراً إلى أن البحارة كانوا يعتزمون القيام بعملية تمشيط واسعة حتى لامبيدوزا الايطالية.

جدير بالإشارة أن عمليات الهجرة غير النظامية من السواحل التونسية ما انفكت تتزايد، وتتخذ أشكالًا جديدة، وبرزت في الآونة الأخيرة ظاهرة هجرة عائلات بأكملها تتضمن أطفالًا ونساء، وحتى من هم من أصحاب الشهائد العليا.

ووفق آخر إحصائيات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فإن عدد التونسيين الواصلين إلى السواحل الإيطالية عبر الهجرة غير النظامية، بلغ 3730 شخصًا في ظرف أقل من شهر، من 15 أوت/ أغسطس إلى 8 سبتمبر/ أيلول 2022.

وقال الناطق باسم المنتدى رمضان بن عمر، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، إن "مشروع الهجرة لم يعد يعتمد على العوامل الاجتماعية والاقتصادية فقط، بل تعدى الوضع العام بالبلاد "،وخاصة الوضع السياسي المتأزم وغياب رؤية وخارطة طريق واضحة تؤسس لبوادر انفراج ممكنة، وهو ما رسخ في أذهان البعض حالة عدم اليقين في المستقبل والإحباط" حسب تقديره.