15-أبريل-2020

معاناة مستمرة تفاقمت مع أزمة الكورونا (صورة توضيحية/جيتي)

 

مازال يعيش قرابة 800 مهاجر تونسي أوضاعًا صعبة في مركز مليلة لإيواء الأجانب في إسبانيا، وتتعمّق معاناتهم اليوم مع تفشي فيروس كورونا مع ظل استمرار احتجازهم مع مئات من المهاجرين الآخرين من جنسيات مختلفة في خيم بلاستيكية. ويأمل المهاجرون في تجاوب السلطات الإسبانية مع مطالبهم بالتسريع في النظر في ملفات لجوئهم والسماح لهم بحريّة التنقل.

مهاجر لــ"ألترا تونس": اكتظاظ ومعاملة سيئة

محمّد (33 سنة) أحد هؤلاء المهاجرين أكد لـ"الترا تونس" أنّهم يعيشون أوضاعًا صعبة جدًا بسبب ظروف الإقامة غير الآمنة من الناحية الصحية إلى جانب الاكتظاظ والمعاملة السيئة.

 محمّد (مهاجر محتجز في مليلة) لـ"الترا تونس": نعيش أوضاعًا صعبة جدًا بسبب ظروف الإقامة غير الآمنة من الناحية الصحية إلى جانب الاكتظاظ والمعاملة السيئة

وأوضح أن عدة مهاجرين أودعوا ملفات طلب لجوء منذ أكثر من سنة لكن دون تلقي أيّ ردود من السلطات الإسبانية التي يبدو أنّها مصرّة على تطبيق سياسية الترحيل القسري ضدّهم، وهو مخالف للمواثيق الدولية التي تعارض سياسات الترحيل القسري أو سياسة الاحتجاز، وفق قوله

وأشار محدثنا إلى وجود نساء وأطفال بالمركز بما لا يستوعب عددهم الكامل في ظل وجود ألفي مهاجر.

المنتدى التونسي على الخط

من جانبه، أوضح رمضان بن عمر المكلّف بملف الهجرة بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لـ"الترا تونس" أنّ المنتدى يتابع ملف هؤلاء المهاجرين منذ أكثر من سنة، وبات يتابعه اليوم أكثر بعد انتشار وباء كوفيد-19 لا سيما في ظل استمرار احتجاز المهاجرين في خيم غير آمنة.

 السلطات الأسبانية تصر على احتجاز المهاجرين التونسيين لفرض اتفاقية للتهجير القسري لهؤلاء المهاجرين بطريقة غير معلنة 

وبيّن أن المحتجزين يطالبون اليوم بنقلهم إلى مراكز أكثر أمانًا تستوعب عددهم الكبير مع توفير ظروف صحية تحمي كلّ المهاجرين إلى أن تمرّ أزمة الوباء وتُفتح الحدود بما يمنحهم فرصة لتسوية وضعياتهم.

ولكن يقدّر محدثنا أنّ هذا الملف ليس من ضمن أولويات السلطات الاسبانية اليوم في ظلّ انتشار الوباء في المنطقة.

وأضاف أنّ السلطات الأسبانية تصر على احتجاز المهاجرين التونسيين لفرض اتفاقية للتهجير القسري لهؤلاء المهاجرين بطريقة غير معلنة ولكنّها واضحة لدفع تونس إلى توقيع اتفاقية للتهجير القسري معها، وتعميم الاتفاق الذي وقعته مع المغرب، وهذا مخالف للمواثيق الدولية المتعلّقة بالهجرة، وفق تأكيده.

وأفاد أنّ المنتدى راسل عدّة جهات رسمية سواء في تونس أو أسبانيا للتدخل وحلّ الإشكال وتوفير ظروف إقامة ملائمة لهؤلاء على الأقل في الوقت الراهن.

احتجاج سابق أمام سفارة أسبانيا بتونس

يُذكر أن عددًا من نشطاء المجتمع المدني نظموا، بدعوة من المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في فيفري/شباط الماضي وقفة احتجاجية أمام مقر سفارة أسبانيا بتونس للتنديد باحتجاز السلطات الإسبانية لقرابة 800 مهاجر غير نظامي تونسي بمركز مليلة لإيواء الأجانب.

وكان قد توفي في مارس/آذار الماضي شاب تونس مقيم في إقليم برشلونة بإسبانيا بعد إصابته بفيروس كورونا، ويبلغ المتوفى من العمر 34 سنة وهو أب لثلاثة أطفال. وقد قام تونسيون يقيمون بإسبانيا بالتبرّع، لتوفير المستحقات المادية لدفنه وفق الطرق الإسلامية تفاديًا لحرق جثّته.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المهاجرون وطالبو اللجوء في تونس.. معاناة مضاعفة زمن الكورونا

حكيم بن حمودة: 158 ألف تونسي سيفقدون وظائفهم سنة 2020