الترا تونس - فريق التحرير
جدّت، صباح الثلاثاء 31 ماي/أيار 2022، حالة من "الفوضى" بمقرّ الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، على خلفية ما اعتبره أعضاء المنظمة الداعمين لعبد المجيد الزار "اقتحامًا" للمقر، بينما يقول أنصار نور الدين بن عياد إن ما تم هو "اجتماع عادي لتنصيب القيادة الجديدة للمنظمة".
ويتعلّق الأمر بتنصيب بن عياد رئيسًا لاتحاد الفلاحة وذلك إثر انعقاد جلسة لبعض أعضاء المجلس المركزي لاتحاد الفلاحة تم خلالها "سحب الثقة" من رئيسه عبد المجيد الزار وتعيين بن عياد خلفًا له.
حالة من "الفوضى" بمقرّ اتحاد الفلاحة، على خلفية ما اعتبره أعضاء المنظمة الداعمين لعبد المجيد الزار "اقتحامًا" للمقر، بينما يقول أنصار نور الدين بن عياد إن ما تم هو "اجتماع عادي لتنصيب القيادة الجديدة للمنظمة"
وعن الأحداث التي جدت صباح الثلاثاء، قال نائب رئيس اتحاد الفلاحين، خالد العراك (من مساندي الزار)، في تصريح لإذاعة "موزاييك أف أم": "تفاجأنا صباح اليوم بمقر المنظمة بتواجد أمني كثيف بشكل مرعب، وعند سؤالنا عن السبب رد الأمنيون بأنهم جاؤوا لتأمين عملية تنصيب القيادة الجديدة نظرًا لأنه هناك مشاكل في المنظمة، وفق روايتهم".
وتابع قائلًا: "مسألة التنصيب من المفروض أن يكون فيها سند قانوني، لكن هؤلاء جاؤوا بلا أي سند، ويعلمون أن ذهابهم إلى المحاكم لن ينصفهم لأنهم على خطأ"، على حد تقديره.
ويرى العراك أن "هذه المجموعة (في إشارة إلى بن عياد ومسانديه) اغتنمت عدم تواجد عبد المجيد الزار بمكتبه لأنه ذهب للقيام بفحوصات طبية، وعمدت إلى خلع الباب وقطع التيار الكهربائي، ومنعت أي أحد من دخول المكان الذي به مكتب الرئيس"، مستطردًا: "هؤلاء أرادوا إيصال صورة تنصيب الرئيس"، وفقه.
خالد العراك (من مساندي الزار): مجموعة من مساندي بن عياد اغتنمت عدم تواجد الزار بمكتبه، وعمدت إلى خلع الباب وقطع التيار الكهربائي، ومنعت أي أحد من دخول المكان الذي به مكتب الرئيس
واعتبر القيادي بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أن "هذه المسألة مخيفة وستدخلنا في نفق"، معقّبًا: "نعتبر أن حياتنا معرّضة للتهديد والخطر"، على حد ما جاء على لسانه.
في المقابل، أكد نور الدين بن عياد أنه "لم يتم اقتحام مقر المنظمة"، مصرحًا: "نحن في مكاتبنا وبصدد القيام بمهامنا، وقد اجتمعنا لإضفاء الشفافية والقانونية للجلسة (في إشارة إلى جلسة تنصيبه رئيسًا جديدًا للمنظمة) بحضور عدول تنفيذ"، حسب قوله.
وأضاف، في تصريح لإذاعة موزاييك: "كل ما في الأمر أنه في 26 ماي/أيار 2022، انعقد اجتماع للمكتب التنفيذي وما راعنا إلا أن دخلت علينا مجموعة من بينها بعض أعضاء المكتب التنفيذي الرافضين للتمشي الذي قمنا به، لذلك اتخذنا قرارنا واتصلنا بالأمن لتأمين المنظمة"، على حد قوله.
بن عياد: ما حدث ليس اقتحامًا لمقر المنظمة، وإنما نحن اجتمعنا لإضفاء الشفافية والقانونية للجلسة واتصلنا بالأمن من أجل تأمين المنظمة
وتابع: "نحن جئنا اليوم لمواصلة العمل بتوصيات المكتب التنفيذي وأخذ مسؤوليتنا في إعداد الملفات التي سنلتقي بشأنها مع أعضاء الحكومة، ودراسة مساهمتنا في الحوار الوطني"، حسب تصريحه.
وسبق أن شهد مقر الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، في 21 ماي/أيار 2022، "اقتحامًا وفوضى"، وذلك لـ"منع انعقاد اجتماع المجلس المركزي الذي دعا إليه عبد المجيد الزار بصفة استثنائية"، وفق ما أكده عضو المكتب التنفيذي للاتحاد قريش بلغيث، وهو أحد الموالين للزار.
ومساء اليوم ذاته، أصدر المجلس المركزي للمنظمة، بيانًا ، قرر فيه التقليص في الآجال الزمنية لتجديد الهياكل وعقد المؤتمر الوطني خلال شهر جانفي/ يناير 2023.
كما أعلن، في 26 ماي/أيار 2022، عقب صدور مرسوم رئاسي ينصّ على تكليف "نور الدين بن عياد بصفته رئيسًا للاتحاد التونسي للفلاحة أو من ينيبه" ليمثّل المنظمة فيما يعرف بـ"الهيئة الوطنية الاستشارية من أجل جمهورية جديدة" أن "نور الدين بن عياد تعمد انتحال صفة، وأعلن الشغور في رئاسة المنظمة وادعى زورًا وباطلًا أنه وقع الاختيار عليه بالإجماع ليرأسها معتديًا بذلك على المؤسسات الشرعية ومستخفًا بإرادة الفلاحين والبحارة، وبناء على ذلك تم تجميده استنادًا النظام الداخلي"، وفق ما ورد في نص البيان.
يذكر أنه قد أثير جدل مؤخرًا إثر انعقاد جلسة لبعض أعضاء المجلس المركزي لاتحاد الفلاحة تم خلالها "سحب الثقة" من رئيسه عبد المجيد الزار، فيما شدد هذا الأخير على أن الجلسة غير قانونية وغير شرعية وأن نتائجها لاغية، وبأن هناك محاولة لضرب المنظمة من الداخل من قبل الرئيس التونسي قيس سعيّد. بينما أصرّ نور الدين بن عياد على تأكيد أنه أضحى الرئيس الشرعي والقانوني للمنظمة، مشيرًا إلى أن الرئيس سعيّد هو من طلب منه "تطهير المنظمة في شخص رئيسها"، على حد قوله.