الترا تونس - فريق التحرير
أعلنت الرئاسة التونسية، الأربعاء 29 سبتمبر/ أيلول 2021، أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد قد كلّف، في ذات اليوم، نجلاء بودن رمضان "بتشكيل حكومة، على أن يتم ذلك في أقرب الآجال". وتكون بذلك بودن أول امرأة تتولّى هذا المنصب في تاريخ تونس.
وورد في البيان الرئاسي أن هذا التكليف يأتي "عملاً بأحكام الأمر الرئاسي عـدد 117 لسنة 2021 المؤرخ في 22 سبتمبر/ أيلول 2021 المتعلق بتدابير استثنائية وخاصة على الفصل 16 منه".
رئيس منظمة أنا يقظ: نجلاء بودن هي مرشحة السيدة الأولى لرئاسة الحكومة، هذا التعيين "يأتي رغم معارضة محيط الرئيس"، ستكون مشيشي جديد.. والرئيس لم يتعلم من التجارب السابقة، وهي كذلك محل تحقيق
وإثر الكشف عن اسم المكلفة بتشكيل الحكومة، كتب رئيس منظمة أنا يقظ المختصة في مكافحة الفساد وتدعيم الحوكمة الرشيدة والشفافية أشرف العوادي أن نجلاء بودن "هي مرشحة السيدة الأولى لرئاسة الحكومة (يقصد زوجة الرئيس سعيّد)"، وفقه، ويضيف أن هذا التعيين "يأتي رغم معارضة محيط الرئيس"، مشددًا "ستكون مشيشي جديد.. مؤسف أن التعيين تم وفق الصداقة.. والرئيس لم يتعلم من التجارب السابقة، وهي كذلك محل تحقيق.. خسارة".
وأشار في تدوينة أخرى، على صفحته الرسمية بموقع التواصل فيسبوك، إلى ما قال إنه "مشروع كانت مسؤولة عنه المكلفة بتشكيل الحكومة وتتعلق به شبهات"، وفق تقديره.
أما أستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك فدوّن على صفحته "سعيّد يوغل في الانقلاب والسطو على السلطة ومباشرتها بنفسه. حكومة غير شرعية وغير قانونية ومجرّد أداة أخرى من أدوات الانقلاب"، وفق تعبيره.
أستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك: "سعيّد يوغل في الانقلاب والسطو على السلطة ومباشرتها بنفسه. حكومة غير شرعية وغير قانونية"
من جانب آخر، كتب النائب بالبرلمان والقيادي المستقيل مؤخرًا من حركة النهضة سمير ديلو "تعيين رئيسة للحكومة (هي الجامعيّة نجلاء بودن) لأوّل مرّة في تاريخ تونس قرار يستوجب الإشادة، فهل هي لحظة تاريخيّة فعلاً..!؟".
واستدرك، في ذات التدوينة على صفحته في فيسبوك، "للأسف تتزامن رمزيّة تعيين امرأة في هذا المنصب "الرّفيع" مع تعليق الدستور وتفرّد رئيس الجمهوريّة بصلاحيّات فرعونيّة..!".
ديلو: "للأسف تتزامن رمزيّة تعيين امرأة في هذا المنصب "الرّفيع" مع تعليق الدستور وتفرّد رئيس الجمهوريّة بصلاحيّات فرعونيّة..!"
ووجه خطابه للمكلفة بتشكيل الحكومة "أمامك تحديات كبرى: ستترأسين حكومة بلد يعيش اقتصادها صعوبات كبيرة وماليتها العمومية في وضع لا يخفى على أحد، شارعها منقسم، والوضع الصحي - رغم التّحسّن الملحوظ - لا يزال هشّاً..، وسيكون عليك أن تجيبي عن سؤال قد يطرحه نظراؤك في الحكومات الصديقة والشقيقة - أو مسؤولو المؤسسات المانحة - حول أدائك وفريقك اليمين دون نيل الثقة من مؤسّسة تشريعيّة منتخبة..!؟".
وتابع "الارتياح والفخر بأن تكون تونس سبّاقة دومًا كلّما تعلّق الأمر بالتمكين للمرأة وبتساوي الحظوظ يبقى مشوبًا بمرارة أن يكون رئيسة حكومة بلد يعيش انقلابًا على الشرعيّة الدستورية..! استناد تعيينك للأمر 117 يجعل منه مخالفًا للدّستور (المجنيّ عليه)، ومن حكومتك حكومة غير شرعيّة.. ورغم كلّ ذلك أرجو لك النجاح في خدمة التونسيّين".
أما الناشطة النسوية يسرى فراوس كتبت معلقة على تعيين بودن "لا تجعلوها حمالة حطب في عهد الأمر 117 واحتكار السلطات من قبل الواحد الأحد.. ولا تجعلوها حمالة حطب وتطالبوها بغير ما يطلب في مهمتها وتكيلوا لها فكل امرأة في أي مهمة تصير تحت مصفاة لا تنتهي بدءًا بالكفاءة وصولاً للهندام مثلما يضع مقاييسها المجتمع وكل امرأة إذا وليت قومًا جعل منها المجتمع والسلطة فجأة مقياسًا لكل النساء ونخلة لإخفاء الغاب..".
يسرى فراوس: "أن تكون امرأة فهذا يجعلها حمالة لقضايا النساء وعليها إذا كانت تفتقد للحس النسوي تعديل أوتارها منذ فكرت في قبول المنصب كأول امرأة تتولى رئاسة حكومة في تونس والمنطقة العربية إذ سيتعامل معها وطنيًا ودولياً على هذا الأساس"
وأضافت "أن تكون امرأة فهذا يجعلها حمالة لقضايا النساء وعليها إذا كانت تفتقد للحس النسوي تعديل أوتارها منذ فكرت في قبول المنصب كأول امرأة تتولى رئاسة حكومة في تونس والمنطقة العربية إذ سيتعامل معها وطنيًا ودولياً على هذا الأساس". وتابعت "بعضهن يكسبهن المنصب شوارب لأنه ثقافياً وتاريخيًا وسياسيًا ذكرت كل المناصب بل كل الفضاء العام وجعلت لتكريس الهيمنة للغالبين وأصحاب الامتيازات وهو ما عليها مجاهدة نفسها فيه.. أنا سعيدة واعتبر أن سعادتي تأتي من اختيار له رمزية هامة ولو أن المسار ليس الذي تمنيته".
ويقول الأستاذ الجامعي مهدي مبروك، في هذا السياق، "انقلاب يتلطف بمسحة جندرية. ذكاء تسويقي لا يخلو من اجتهاد".
من جانب آخر، دوّن الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي، تعليقًا على التعيين، "مرحبًا بنجلاء بودن كأول امرأة تكلف برئاسة حكومة تونسية مع كامل الصلاحيات الدستورية في انتظار تراجع رئيس الدولة عن الأمر الرئاسي الخارق للدستور عدد 117".
غازي الشواشي: "مرحبًا بنجلاء بودن كأول امرأة تكلف برئاسة حكومة تونسية مع كامل الصلاحيات الدستورية في انتظار تراجع رئيس الدولة عن الأمر الرئاسي الخارق للدستور عدد 117"
ووفق ما نشرته إذاعة موزاييك المحلية فإن نجلاء بودن رمضان من مواليد 1958، وهي أستاذة تعليم عالي في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس مختصة في علوم الجيولوجيا، وتشغل حاليًا خطّة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وقد تمّ تعيينها مديرة عامة مكلفة بالجودة بوزارة التعليم العالي سنة 2011. كما شغلت منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بالوزارة ذاتها، وكُلّفت بمهمة بديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن سنة 2015.
يُذكر أن سعيّد كان قد أقال، ليل الأحد 25 جويلية/ يوليو 2021 رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي وأعلن مجموعة من القرارات من بينها تعليق عمل البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وقرارات أخرى لا يزال العمل بجميعها متواصلًا للآن.
اقرأ/ي أيضًا:
من هي نجلاء بودن المكلفة بتشكيل الحكومة في تونس؟
الرئيس التونسي يكلف نجلاء بودن "بتشكيل حكومة في أقرب الآجال"