20-ديسمبر-2023
الهلال الأحمر التونسي أنا يقظ تبرعات

منظمة "أنا يقظ" تقول إن هناك تجاوزات تتعلق بالهلال الأحمر التونسي في جمع تبرعات لفائدة فلسطين (صورة توضيحية/ حسن مراد/ Defodi images)

الترا تونس - فريق التحرير

 

طالبت منظمة "أنا يقظ" الهلال الأحمر التونسي بتطبيق القانون والكشف عن قيمة ومآل التبرعات المجمّعة لفائدة الهلال الأحمر الفلسطيني منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، معتبرة أنّ عدم نشر قيمة التبرعات للعموم يعدّ ضربًا لمبدأ الشفافية المنصوص عليه في المرسوم عدد 88 المتعلق بتنظيم الجمعيات.

مهاب القروي: تلقينا عددًا كبيرًا من التبليغات من مواطنين قالوا إنهم قدموا تبرعات للهلال الأحمر التونسي لكنهم لم يتحصلوا على وصولات في ذلك ما يحول دون تتبع هذه التبرعات والقيام بجرد لها

وقال عضو الهيئة التسييرية لمنظّمة "أنا يقظ" مهاب القروي، الأربعاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2023، إنّ المنظمة تلقت عددًا كبيرًا من التبليغات من مواطنين قالوا إنهم قدموا تبرعات للهلال الأحمر التونسي لكنهم لم يتحصلوا على وصولات في ذلك، معقبًا أنّ المنظمة تثبتت من ذلك وعاينت هذه الإخلالات، وفقه.

وأضاف قائلًا، في تصريح لإذاعة "ديوان" (محلية) إنّ "هناك أطراف تستغلّ الأزمات والكوارث للتمعّش منها أو الربح أو التحيّل أو السرقة، وغيرها من أوجه الفساد"، معقبًا: "لذلك دعونا الهلال الأحمر التونسي للكشف عن جملة التبرعات التي قام بتجميعها لفائدة الفلسطينيين خلال الفترة الأخيرة، خاصة وأن حجم التبرعات كبير حسب تقييمنا".

مهاب القروي: "هناك أطراف تستغلّ الأزمات والكوارث للتمعّش منها أو الربح أو التحيّل أو السرقة، وغيرها من أوجه الفساد"

وتابع القروي: ما دفعنا لتوجيه طلبنا للهلال الأحمر التونسي هو العديد الكبير من التبليغات التي تلقيناها من مواطنين بخصوص وجود مراكز تجميع للتبرعات تابعة للهلال الأحمر التونسي تتحصل على التبرعات دون تقديم وصولات مقابلها، ما يعني عدم وجود تتبع لهذه التبرعات، وهكذا لا يمكن للمراكز أن تحدد حجم التبرعات التي جمعتها وأن تقوم بجرد لها"، حسب تصوره.

 

  • شبهات "فساد" مرتبطة بالهلال الأحمر التونسي؟

كما أشار القروي إلى أنّ هناك سببًا آخر دفع منظمة "أنا يقظ" للمطالبة بالكشف عن قيمة التبرعات، وهو أنّ هناك شبهات فساد وسوء تصرف تتعلق بالهلال الأحمر التونسي في قضايا لدى القطب القضائي المالي، معقبًا أنّه سبق لموظفين بالهلال أن عقدوا ندوة صحفية اتهموا فيها الرئيس الحالي للهلال بسوء التصرف والحوكمة في إدارة المنظمة، على حد قوله.

وانتقد عضو الهيئة التسييرية بمنظمة "أنا يقظ" عدم عقد الهلال لندوة صحفية للإعلان عن حجم التبرعات المجمعة، رغم تعهد الناطقة الرسمية باسم الهلال الأحمر التونسي منذ نوفمبر/تشرين الثاني المنقضي بعقدها، وفقه.

أنا يقظ: هناك شبهات فساد تطال رئيس الهلال الأحمر التونسي تتعلّق بإخلالات في التسيير المالي والإداري للمنظّمة ممّا يجعل شفافية معاملاتها المتعلّقة بجمع التبرّعات ضرورية لدرء أي شبهة من شبهات الفساد

وكانت منظمة "أنا يقظ" قد ذكرت، في بيان نشرته بتاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، أنّه منذ انطلاق عمليّة جمع التبرّعات المتعلّقة بالحملة الوطنية لمساندة الشعب الفلسطيني لم ينشر الهلال الأحمر التونسي للعموم قيمة التبرعات المجمّعة ولو لمرّة واحدة ضاربين عرض الحائط بمبدأ الشفافية الواجب احترامه والمنصوص عليه صلب الفصل 3 من المرسوم عدد 88 لسنة 2011 المؤرخ في 24 سبتمبر/أيلول 2011 المتعلق بتنظيم الجمعيات، وفقه.

واستنكرت ما اعتبرته "عدم إيفاء الهلال الأحمر بتعهداته التي سبق أن أعلنت عنها النّاطقة الرسمية باسمه من خلال تصريح صحفي عن اعتزام الهلال عقد ندوة صحفية خلال أوائل شهر نوفمبر/تشرين الثاني للإعلان عن حجم التبرعات وتقديم سجل يضمّ أسماء المتبرعين، لكنّ هذه الندوة لم تر الضوء إلى حدّ اليوم".

منظمة "أنا يقظ" تستنكر عدم وضع الهلال الأحمر لمنظومة أو استراتيجية واضحة تضمن إمكانية تعقّب تدفّق التبرعات النقدية ومآلها وكيفية معالجتها وتوزيعها، حتى يتسنّى للمواطن متابعة تبرّعاته

كما استنكرت "أنا يقظ" عدم وضع الهلال الأحمر لمنظومة أو استراتيجية واضحة تضمن إمكانية تعقّب تدفّق التبرعات النقدية ومآلها وكيفية معالجتها وتوزيعها، حتى يتسنّى للمواطن متابعة تبرّعاته، خاصّة وأنّه إلى حدّ هذه اللحظة لم ترسل الدولة التونسية إلاّ طائرتين فقط من المساعدات بتاريخي 15 أكتوبر/تشرين الأول و13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وذكّرت بوجود "شبهات فساد تطال رئيس منظّمة الهلال الأحمر التونسي منذ سنة 2019 تتعلّق بإخلالات في التسيير المالي والإداري للمنظّمة ممّا يجعل شفافية معاملاتها المتعلّقة بجمع التبرّعات ضرورية لدرء أي شبهة من شبهات الفساد"، حسب تقديرها.

وأضافت منظّمة "أنا يقظ" أنّها "بعد تلقّي تبليغات حول سوء حوكمة جمع التبرعات من قبل الهلال الأحمر التونسي في بعض نقاط التجميع، توجّهت بمراسلة رسمية للهلال الأحمر التونسي بتاريخ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023 داعية إيّاه إلى تلافي كلّ ما سبق بيانه، مع اقتراح آليات تضمن الشفافية"، مستدركة أنها "لم تتلقَّ أي ردّ أو تفاعل على ذلك إل حدّ كتابة هذه الأسطر.

 

 

  • الهلال الأحمر التونسي على الخط

وتفاعل الهلال الأحمر التونسي مع بيان منظمة "أنا يقظ" الذي طالبته فيها بكشف قيمة التبرعات المجمعة، وقالت الناطقة الرسمية باسم الهلال بثينة قراقبة، في تصريح للإذاعة ذاتها الأربعاء، إنّها سبق أن أعلنت أنه "حال انتهاء المهمة الوطنية للهلال الأحمر التونسي المتمثلة في حملة لجمع التبرعات لفائدة الفلسطينيين، سيعقد الهلال ندوة صحفية للإعلان عن حجم التبرعات العينية والمالية المجمعة".

الناطقة باسم الهلال الأحمر التونسي: كل مصالح الهلال الأحمر التونسي وهيئاته المحلية والجهوية تقدم وصولات تبرعات، وقد أكدنا في أكثر من مناسبة أن على المواطنين المطالبة بوصولات لدى تقديمهم تبرعات لدى مراكزنا

وعقبت قائلة: "حملة جمع التبرعات لا تزال متواصلة بعد، وبالتالي لا يمكن الإعلان عن حجم التبرعات طالما العملية لا تزال جارية"، مشيرة إلى أن الحملة ستتواصل إلى غاية يوم 30 جانفي/يناير 2024 وحينها سيعقد الهلال ندوة صحفية للإعلان عن القيمة النهائية للتبرعات المجمعة، على حد قولها.

ونفت بثينة قراقبة عدم تقديم مراكز تابعة للهلال الأحمر وصولات للمواطنين مقابل تقديم تبرعات، مصرحة: "كل مصالح الهلال الأحمر التونسي وهيئاته المحلية والجهوية تقدم وصولات تبرعات، وقد أكدنا في أكثر من مناسبة أن على المواطنين المطالبة بوصولات لدى تقديمهم تبرعات لدى مراكزنا، وهناك تعليمات صارمة بخصوص ذلك"، على حد قولها.

جدير بالذكر أن الهلال الأحمر التونسي كان قد أعلن، في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عن انطلاق حملة تبرع وطنية لجمع المساعدات المالية والعينية لفائدة الأجهزة الصحية التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني والشعب الفلسطيني.

وتتمثل هذه المساعدات، وفق وفق بيان أصدره الهلال الأحمر التونسي نقلته وكالة الأنباء التونسية الرسمية آنذاك، في الأغذية والأغطية والملابس والتجهيزات والمستلزمات والمواد الطبية والأدوية والمولدات الكهربائية ومستلزمات نقل الدم.