الترا تونس - فريق التحرير
لازالت تتواصل ردود الفعل حول مقطع في مسرحية الكوميدي لطفي العبدلي تحدث فيه عن الملابس الداخلية لرئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، إذ دعا الفنان، في آخر مقطع مصوّر، لتدخّل رئيس الجمهورية قيس سعيّد وكذا رئيس حكومة تصريف الأعمال إلياس الفخفاخ وذلك بعد إيقاف سلسلة عروضه في عدد من المهرجانات الفنية.
وقال العبدلي إنه تحدث عن الملابس الداخلية في أزمنة بن علي والنهضة و"الترويكا"، مشيرًا بالخصوص لفترة الرئيسين السابقين المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي ولكن لم يحصل له ما يواجهه اليوم من إيقاف لعروضه، معتبرًا أن ما يحدث "عودة للديكتاتورية بقوة". وأضاف أن "هذه المرأة (في إشارة لموسي) ليست في الحكم، ولكن انظروا ماذا تفعل؟".
عصام الشابي: إلغاء أكثر من عرض للعبدلي تحت ضغط مراكز القوى النوفمبرية هو اعتداء صارخ على حرية التعبير وعودة لسياسة تكميم الأفواه
وفي هذا الجانب، عبر أمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي، الأحد 8 أوت/أغسطس 2020 على حسابه على فيسبوك، عن تضامنه مع العبدلي معتبرًا أن إلغاء أكثر من عرض له تحت ضغط مراكز القوى النوفمبرية هو "اعتداء صارخ على حرية التعبير وعودة لسياسة تكميم الأفواه التي مورست على مدى عقود من الزمن". وأضاف "قد لا يروق لبعضنا ما يقدمه هذا الفنان أو ذاك و مهما يكن فيجب أن يبقى مجال تقييم عمله بعيدًا عن كل محاولات الإخضاع أو الترويض أو الصنصرة".
بدوره، قال رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف إن إلغاء العروض يتم من القضاء وليس من الإدارة، داعيًا إلى إقالة مدير مهرجان قليبية الذي ألغى مؤخرًا عرضًا للعبدلي.
فيما اعتبر القاضي ونائب رئيس هيئة الاتصال السمعي البصري عمر الوسلاتي أن "انتقاد السلطة هو شكل من أشكال التعبير الحر" مؤكدًا أن "حرية انتقاد السلطة أفضل الوسائل للحد من بطشها".
من جانبه، اعتبر المحامي عبد الواحد اليحياوي أن ما قاله العبدلي "بذيء وقبيح ومثير للتقزز حتى من الناحية الفنية والجمالية" مضيفًا "هو إساءة لامرأة وعائلتها لا يمكن أن يقبل بها أحد حتى لأشد خصومه وأعدائه السياسيين". ولكن اعتبر، في نفس الوقت، أن إيقاف عروض العبدلي هو مس من الحق في التعبير.
في ذات الإطار، قالت الجامعية ألفة يوسف إن حرية التعبير مكفولة "لكن في كل قوانين العالم، وحتى في أقدم الديموقراطيات، هناك بنود تجرم هتك الأعراض والاعتداء والقذف والثلب"، ودعت مؤسسات الدولة والمجتمع المدني "أن تمنع الركاكة أو تضغط لمنعها أو على الأقل عدم دعمها". ولكن أكدت أن "الموقف من حرية التعبير أو من الشتم والثلب يجب أن يكون واحدًا مهما يكن موضوع حرية التعبير ومهما يكن ضحية الشتم والثلب، وهذا اسمه تناسق المواقف ويقابله الشماتة والتلون والانتهازية"، وفق تعبيرها.
وأثارت قضية العبدلي مؤخرًا النقاش بين الحقوقيين والسياسيين والفنانين حول مفهوم حرية التعبير وبالخصوص في المجال الفني، وحدودها، وضوابط رسمها وكيفية التعامل معها. وحذر النشطاء بالخصوص من مخاطر المس من حرية التعبير تحت أي تعلّة أو مسمّى مع الإبقاء على السلطة القضائية كجهة مفصلية لحسم النزاع بعيدًا عن الرضوخ لضغوطات هذا الطرف أو ذاك.
اقرأ/ي أيضًا:
العياري: أتعرض لهرسلة من شركة بترولية وعائلة سياسية فرنسية (وثائق)