26-أبريل-2023
الهجرة غير النظامية تونس

رمضان بن عمر: المأساة الإنسانية تتكرّر لأن الدولة لم تأخذ على عاتقها التعامل بجدية مع الملف (ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

نشر الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، الثلاثاء 25 أفريل/ نيسان 2023، تدوينة على حسابه بفيسبوك، نقلًا عن الصحفي الإيطالي Sergio scandura، أكد فيها أنّ "القطعة البحرية للحرس البحري GN3505 تصل إلى حدود الميل داخل المياه الإقليمية لسواحل لمبيدوزا للقيام بعمليات الاعتراض" وفقه.

رمضان بن عمر: القطعة البحرية للحرس البحري GN3505 تصل إلى حدود الميل داخل المياه الإقليمية لسواحل لمبيدوزا للقيام بعمليات الاعتراض

وفي تصريحه لإذاعة "شمس أف أم" الأربعاء 26 من الشهر الجاري، قال بن عمر إنّه من الواضح أنّ الطرف الإيطالي في تحالف كامل على المستوى الأمني مع الجانب التونسي الذي منع أكثر من 18 ألف مهاجر غير نظامي منذ بداية السنة باعتماد المقاربة الزجرية، مشيرًا إلى أنّ هذه المقاربة تقابلها تصريحات إيطالية مساندة.

وشدّد بن عمر على أنّ عمليات التنسيق بين الجانبين التونسي والإيطالي واضحة ولا تخفى على أحد للقيام بعمليات الاعتراض، وقال: "دورنا الرئيسي حماية مياهنا الإقليمية وحماية سواحلنا من التلوث والصيد العشوائي وعمليات التهريب، ولا يجب أن نترك ضغوط الاتحاد الأوروبي تغير أولوياتنا".

رمضان بن عمر: دورنا الرئيسي حماية مياهنا الإقليمية وحماية سواحلنا من التلوث والصيد العشوائي وعمليات التهريب، ولا يجب أن نترك ضغوط الاتحاد الأوروبي تغير أولوياتنا

ودعا الناطق باسم المنتدى إلى ضرورة توفير إمكانيات أكثر لإنقاذ الأرواح، وقال: "ليس مطلوبًا منا الذهاب مسافات بعيدة لاعتراض قوارب المهاجرين، ويجب تخصيص أدوات للإنقاذ لأنّ عمليات الصد التي يقوم بها الحرس البحري تكون أحيانًا خطيرة جدًا، فضلًا عن عدم توفر معدات معدّة للإنقاذ".

وفسّر بن عمر بأنّ الحرس البحري يضطر لانتزاع المحركات من القوارب، ليتمكّن من اللحاق بمراكب أخرى، فيعرّض المهاجرين للخطر الذين يتملّكهم الهلع، في انتظار قدوم وحدات بحرية أكبر لاستكمال عمليات الاعتراض.

 

 

وتابع بن عمر أنّ ما وصفها بـ"المأساة الإنسانية" تتكرّر، بعد تكدّس جثث الغرقى من المهاجرين غير النظاميين بمستشفى صفاقس، وأنّ المشهد يتكرر لأن الدولة لم تأخذ على عاتقها بجدية التعامل مع هذا الوضع الخطير جدًا في ظل تمسك الدولة التونسية والسلطات الإيطالية بالمقاربة الأمنية الزجرية فقط، وفقه.

واعتبر الناطق باسم المنتدي أنّ هذه المقاربة الأمنية لم تمنع عمليات الانطلاق من السواحل التونسية، ولم تساهم في إنقاذ الأرواح، قائلًا إنّ الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي فرض عوامل طاردة على المهاجرين الموجودين بتونس، ومشيرًا إلى أنّ أكثر من 3 آلاف تونسي وصلوا إلى السواحل الإيطالية منذ بداية السنة وهو رقم أكبر بثلاث مرات من رقم السنة الفارطة في الفترة نفسها.

رمضان بن عمر: تحسّن العوامل المناخية سيؤدي لموجة كبيرة من الهجرة غير النظامية سواء من التونسيين أو غيرهم

ولفت رمضان بن عمر إلى أنّ شبكات الهجرة تستعمل معدات خطيرة جدًا، مشددًا على أنّ المراكب الحديدية وراء أغلب حوادث الغرق، منتقدًا في هذا السياق، البيئة الطاردة في تونس التي شجعت الآلاف على استعجال الهجرة.

وأبدى الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، تخوّفه من ارتفاع عدد المهاجرين غير النظاميين في الفترة القادمة، وقال: "تحسّن العوامل المناخية ستجعلنا نعرف موجة كبيرة من الهجرة غير النظامية سواء من التونسيين أو غيرهم".

وكان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، قد عبّر الاثنين 10 أفريل/نيسان 2023، عن قلقه الكبير إزاء ما وصفها بـ"المآسي الإنسانية المتواصلة على السواحل التونسية"، لافتًا إلى أن نهاية الأسبوع المنقضي شهدت حادثتي غرق خلفت 4 ضحايا وأكثر من 23 مفقودًا ليرتفع بذلك عدد الضحايا والمفقودين منذ بداية السنة إلى 154 ضحية ومفقودًا، وفقه.

واعتبر، في بيان له، أن أحداث ما بعد بلاغ الرئاسة التونسية في علاقة بالمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء قد ساهمت في "تعميق العوامل الطاردة للمهاجرين من جنوب الصحراء وفي كلفة إنسانية باهظة دفع ضريبتها الأكثر هشاشة وخاصة النساء والأطفال"، مشيرًا إلى أن "الانتهاكات دفعت المهاجرين للمجازفة بحياتهم على متن قوارب مكتظّة وغير صالحة للإبحار، ما جعل شبكات تهريب المهاجرين تستغل الوضع لتراكم الأرباح على حساب حياة المستضعفين"، حسب تصوّره.

وأكد المنتدى رفضه ما اعتبرته "التطبيع مع الموت على السواحل التونسية وتحويل المأساة إلى مجرد بلاغات وأرقام تصدر عن السلطات الرسمية"، داعيًا إلى "تفعيل عمل اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بولايتي صفاقس والمهدية وجعلها في حالة انعقاد دائم من أجل استجابة عاجلة وإنسانية للمآسي البحرية المتكررة".