28-يوليو-2021

بن جعفر: "ننتظر من الرئيس أن يقدّم خارطة طريق واضحة المعالم، وأن يضعها كمنصّة للانطلاق بعيدًا عن منطق الإقصاء والتشفي" (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

 

الترا تونس - فريق التحرير



علق رئيس المجلس الوطني التأسيسي (2011 - 2013) مصطفى بن جعفر، الأربعاء 28 جويلية/ يوليو 2021، في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل فيسبوك، على القرارات المعلنة من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، قائلاً "الأزمة سياسيّة بامتياز، ومواصلة الجدل حول دستورية القرار الرئاسي قد يكون مفيدًا جدًا من الناحية النظرية والبيداغوجية والتثقيفية ولكنه عمليًّا وعلى أرض الواقع غير مجدٍ ولا طائل من ورائه في ظلّ غياب المحكمة الدستورية حيث أنّها وحدها دون سواها المؤهلة  للحسم في ذلك، وكلنا يعلم من هم المسؤولين عن تعطيل إرسائها منذ أكثر من 6 سنوات…".

بن جعفر: مواصلة الجدل حول دستورية القرار الرئاسي غير مجدٍ عمليًّا وعلى أرض الواقع ولا طائل من ورائه في ظل غياب المحكمة الدستورية

وتابع "لكلّ من يتّهم الدستور بأنه أصل الداء أقول كما قال الإمام الشافعي بتصرّف: نعيب دستورنا والعيب فينا - وما لدستورنا عيب سوانا!".

وأضاف "إن الطبقة السياسية مسؤولة عن تصرفاتها وعن أخطائها، ولم أفوت فرصة لإبراز مكامن الداء وحالة الفوضى الهيكلية التي عمت منظومتنا السياسية والحزبية مع الإشارة في نفس الوقت إلى سبل الدواء ولكن لم تلق دعواتي آذانًا صاغية ولا عقولًا واعية، وها نحن اليوم إزاء أزمة خانقة سياسيّة ومالية واجتماعيّة وصحية، والحمد لله أنّنا تجنّبنا - إلى حدّ الآن - الوقوع في المحظور، أي الحرب الأهلية والاقتتال فيما بيننا".

ودعا الرئيس السابق للمجلس الوطني التأسيسي السياسيين إلى ما أسماه "التقاط  دلالات الهبّة الشعبيّة التي تبعت قرارات الرئيس وينبغي على الأحزاب والسياسيين أن يقوموا بنقد ذاتي ومراجعات عميقة وأن يتواضعوا حتّى يعوا بدون أن يسقطوا في منزلق الشعبوية أن الشعب قال كلمته، فالديمقراطية ليست استحقاقات انتخابية فحسب، بل هي مجموعة من التمارين والتجارب أعلاها نبض الشارع وانطباعه العامّ، ومن لا يصغي إلى صوت شعبه يفوته الركب ولا يبقى له عندما يستفيق سوى "غلّطوني" أو "فهمتكم" التي تأتي عامّة بعد فوات الأوان".

بن جعفر: "يجب أن نقول أننا لا نعطي صكوكًا على بياض، خاصة وأنّ لنا في تاريخنا آيات وعبرًا وتجارب في الانقلاب على إرادة الشعب"

واعتبر بن جعفر أنه "يجب أن نقول أننا لا نعطي صكوكًا على بياض، خاصة وأنّ لنا في تاريخنا آيات وعبرًا وتجارب في الانقلاب على إرادة الشعب، آخرها انتهى بثورة خلصتنا من براثن الدكتاتورية التي عانينا منها الويلات وطردت الطاغية شرّ طرد، وينبغي أن يكون ذلك درس يضعه كل من قد تسوّل له نفسه التغوّل والانفراد بالحكم نصب عينيه".

وأكد "ننتظر من الرئيس أن يقدّم خارطة طريق واضحة المعالم، وأن يضعها كمنصّة للانطلاق بعيدًا عن منطق الإقصاء والتشفي في حوار لا يبيّض الفاسدين ولا يتسامح مع المجرمين، حوار يضع فيه الجميع مصلحة تونس فوق كلّ الحسابات".

وختم متوجهًا بكلامه لرئيس الجمهورية "سنواصل مساندة قرارك الشجاع على الرغم من أنّه محفوف بالمخاطر وسنبقى على يقظة تامّة حتى تحقيق أهداف الثورة في إطار الشرعية الدستورية وفاء لتونس الجديدة ولشهدائنا الأبرار"، مضيفًا "المطلوب من الرئيس أن يأخذ بزمام الأمور وأن يقرّ الإجراءات والمضيّ فيها حتّى نتمكّن بالسرعة اللازمة من العودة في أقرب وقت إلى السير العاديّ لمؤسسات الدولة فيبعث بذلك برسائل الطمأنة الضرورية للرأي العام الوطنيّ والدوليّ"، وفق تقديره.

اقرأ/ي أيضًا:

نقيب الصحفيين لـ"الترا تونس":سعيّد لم يقدم أي توضيح حول غلق مكتب الجزيرة بتونس

ردود الفعل الدولية من قرارات سعيّد.. حذر ودعوات للتمسك بالدستور والديمقراطية