01-أبريل-2024
الهجرة غير النظامية Massimo Di Nonno Getty

سبق أن قامت السلطات الإيطالية بدفن جثامين 6 مهاجرين تونسيين في إيطاليا بعد أن غرق مركبهم بتاريخ 26 أكتوبر 2023 (صورة أرشيفية/ Massimo Di Nonno/ Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

بعد مرور قرابة 5 أشهر على دفن 6 مهاجرين غير نظاميين تونسيين في إيطاليا فقدوا حياتهم إثر غرق مركبهم في سواحل صقلية، تمت إعادة جثامينهم إلى تونس، بعد سلسلة من الاحتجاجات التي خاضتها عائلاتهم في تونس.

بعد مرور قرابة 5 أشهر على دفن 6 مهاجرين غير نظاميين تونسيين في إيطاليا فقدوا حياتهم إثر غرق مركبهم في سواحل صقلية، تمت إعادة جثامينهم إلى تونس، بعد سلسلة من الاحتجاجات التي خاضتها عائلاتهم في تونس

وقالت جمعية "ذاكرة البحر الأبيض المتوسط" (Memoria Mediterranea)، في بيان لها، إنه تم بتاريخ 27 مارس/آذار 2024، استخراج جثث الشباب التونسيين الستّ الذين لقوا حتفهم في غرق سفينة ودُفنوا في مقبرة "مازارا ديل فالو" لإعادتهم أخيرًا إلى وطنهم، وهم كلّ من: رضاء بن أحمد،  فتحي سعادة، منير مبروك، آدم مروقي، قصي بوسيف، حمزة مبروك.

وكان مهاجرون، أصيلو طبلبة والمهدية وقفصة، قد غادروا تونس على متن قارب في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023 باتجاه سواحل صقلية. وذكرت الجمعية الإيطالية أن قاربهم غرق وفقد 6 منهم حياتهم على بعد عشرات الأمتار من شاطئ مارينيلا دي سيلينونتي، بينما تم إنقاذ 45 مهاجرًا.

جمعية إيطالية: دعمنا منذ البداية عائلات الضحايا الذين لم يتوقفوا أبدًا عن الاحتجاج على القرار المفروض من الأعلى بدفن جثث المهاجرين التونسيين.. وندين قوانين وسياسات الموت

وذكرت الجمعية أنها قامت "منذ تلك اللحظة بدعم أهالي الضحايا الذين لم يتوقفوا ولو للحظة عن النضال لمعرفة حقيقة تلك المجزرة، لإجراء مقارنة الحمض النووي المفيدة للتعرف على الجثث، رغم الصعوبات الكبيرة في الوصول إليها"، مؤكدة أنهم "لم يتوقفوا أبدًا عن الاحتجاج على القرار المفروض من الأعلى بدفن الجثث في الأرض الحدودية، في مازارا ديل فالو، حيث تم دفن الجثث رغم اعتراض أهاليهم".

وجددت الجمعية دعمها ومساندتها لعائلات الضحايا، منددة بما أسمتها "قوانين وسياسات الموت"، وفق ما جاء في نص البيان.

 

 

وثمّن نشطاء حقوقيون جهود جمعية "ذاكرة البحر الأبيض المتوسط" في العمل على استخراج جثامين المهاجرين الستّ وإعادتهم إلى تونس.

مجدي الكرباعي:  أخيرًا تم استخراج جثامين المهاجرين التونسيين الذين سبق أن تم دفنهم في إيطاليا إثر غرق مركبهم، لدفنهم في تونس بعد 5 أشهر

وقال الناشط الحقوقي مجدي الكرباعي، في تدوينة له على فيسبوك، "عودة إلى ملف الجثث للمهاجرين التونسيين الستّ الذين توفّوا في حادثة غرق مركب انطلق من السواحل التونسية نحو إيطاليا يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قرب السواحل الإيطالية، أخيرًا تم استخراج جثامين المهاجرين لدفنهم في تونس بعد 5 أشهر".

وعبر عن شكره للجمعية الإيطالية "على المجهود والاتصالات مع العائلات والسلط التونسية والإيطالية من أجل إرجاع الجثامين".

 

 

ومن جانبه نشر رئيس جمعية "الأرض للجميع" المدافعة عن حقوق المهاجرين وحرية التنقل، عماد السلطاني، على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، صورًا لوصول جثامين المهاجرين إلى مطار تونس قرطاج الدولي السبت 30 مارس/آذار 2024.

عماد السلطاني: "كل هؤلاء الشباب الذين هاجروا بحثًا عن كرامة فقدت في وطنهم، لم يجدوا غير الألم والموت.. رحم الله من ضاعت أحلامهم وسط البحر مقبرة المهاجرين بحثًا عن الحرية"

وقال، في تدوينة له، "كل هؤلاء الشباب الذين هاجروا بحثًا عن كرامة فقدت في وطنهم، لم يجدوا غير الألم والموت.. رحم الله من ضاعت أحلامهم وسط البحر مقبرة المهاجرين بحثًا عن الحرية". 

وتابع قائلًا: "لا لسياسات الاتحاد الأوروبي قاتل المهاجرين بإيعاز من اتفاقيات وقعها مع حكامنا التي لا تحترم المواثيق الدولية لحقوق الإنسان"، مجددًا تأكيد مواصلة النضال من أجل إيقاف "السياسات الإجرامية ضد المهاجرين والبحث عن باقي الموتى والمفقودين".

 

 

كما نشر عماد السلطاني مقاطع فيديو من تشييع جنازة آدم المروقي، أحد المهاجرين الذين تمت إعادة جثامينهم إلى تونس. 

 

 

 

يذكر أنه سبق أن قامت السلطات الإيطالية بدفن جثامين 6 مهاجرين غير نظاميين تونسيين في مقبرة "مازارا ديل فالو" الإيطالية، بعد أن غرق مركبهم في السواحل الإيطالية بتاريخ 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وعارضت عائلات الضحايا ومنظمات حقوقية في تونس دفن جثث المهاجرين الستّ في إيطاليا على الرغم من تلقي القضاء الإيطالي عينات من الحمض النووي من عائلات الضحايا والتي تؤكد هويتهم. ومنذ ذلك الحين وعائلات المهاجرين تخوض سلسلة من التحركات من أجل ترحيل جثامين أبنائها ودفنها في تونس.

وتواجه تونس في السنوات الأخيرة، موجات قياسية من تدفقات المهاجرين غير النظاميين وكوارث متكررة نتيجة غرق قوارب للمهاجرين بعضهم من التونسيين أو من إفريقيا جنوب الصحراء أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الإيطالية.


صورة