15-مايو-2018

واحد من أشهر الصعاليك في تونس

الترا تونس - فريق التحرير

 

من المنتظر أن يكون التونسيون في شهر رمضان على موعد مع مسلسل "شورّب" على قناة التاسعة، الذي يحكي قصة أحد أكثر الشخصيات الشعبية شهرة في تونس في القرن العشرين وهو علي شورّب الذي جمع بين صفته كمجرم صعلوك شهير في حي الحلفاوين للعاصمة، وما تسرده الروايات عن مواقفه الرجولية وحبه الجارف لوالدته.

إذ يربط البعض شخصية شورّب بالصعلكة الشريفة على نحو الشعراء الصعاليك أو اللصوص الشرفاء، الذين كانوا أساطيرًا في المخيال الشعبي، يقومون في الظاهر بأعمال منافية لنواميس المجتمع مثل ممارسة العنف والسرقة، ولكن يقومون في المقابل بسلوكيات شريفة مثل احترام المرأة وكبار السن والدفاع عن ضعفاء الحال.

ولا يرى هذا الفريق مانعًا في تجسيد شخصيته دراميًا. وفي المقابل، يؤكد البعض الآخر بأن "شورّب" هو مثال سيء في المجتمع لا يجب تحسين صورته مهما كانت المبرّرات، وينتقدون تخصيص مسلسل يتناول مسيرته بدل الاهتمام بشخصيات وطنية أو تاريخية يرونها أجدر بالتعريف بها للجمهور.

يربط البعض شخصية شورّب بالصعلكة الشريفة ولا يرون مانعًا في تناول شخصيته دراميًا فيما يرى البعض الآخر بأنه مثال سيء في المجتمع لا يجب تحسين صورته مهما كانت المبرّرات

ويؤدي الممثل لطفي العبدلي دور علي شورب، فيما تؤدي دور الأم الممثلة دليلة المفتاحي، وذلك بالإضافة لكوكبة من الممثلين التونسيين في مسلسل ألّفه الثنائي رياض النفوسي ويسري بوعصيدة ومن إخراج ربيع التكالي، وهو الأول من نوعه في تاريخ الدراما التونسية وذلك بتسليطه الضوء على شخصية محلّ جدل لا يعرف عنها التونسيون الكثير، وفي روايات اختلطت فيها الحقيقة بالخرافة.

اقرأ/ي أيضًا: "يوسف الصديق" باللهجة التونسية.. التونسيون بين رافض ومرحّب

وُلد علي بن البشير الصغير سنة 1925، واشتهر لاحقًا بكنية علي شورّب لأن لديه شاربًا مميزًّا، وتنقل روايات عن أهل حيّه بأنه كان قبل الاستقلال يشاغب "الجدرمية" والمحتل الفرنسي الذين كانوا يضايقون التجار في العاصمة.

غير أنه، بعيدًا عن النضال، انحاز لطريق الانحراف وكان يُعرف بجبروته وقوته الجسدية في مواجهة خصومه، وقيل إنه حوكم في 1500 قضية بسبب جرائمه. وكان يعيش في منزل في منطقة "سوق بلخير" على وجه الكراء ولكن دون دفع أي مليم. وتنقل بعض المصادر أنه كان مثلي الجنس.

وقد ذاع صيته في تونس في فترة الخمسينيات والستينيات حتى بات "أسطورة شعبية" إلى درجة حديث الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة عنه في إحدى خطاباته، وكذا تحدث عنه الحكواتي الشهير عبد العزيز العروي.

ورغم جبروته، كان علي شورّب ينصاع لأوامر أمه التي كان يجلها ولا يردّ لها طلبًا، كما ينقل أحد أبناء حيه بأن علي شورب كان ينصحهم بعدم تتبّع طريقه وبعدم التأثر به، إذ كان يعترف بأنه يسير في الطريق الخاطئ.

ذاع صيت علي شورب في تونس في فترة الخمسينيات والستينيات حتى بات "أسطورة شعبية" إلى درجة حديث الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة عنه في إحدى خطاباته

لم يكن علي شورّب سفاحًا، ولذلك يفضل العديد وصفه بأنه "مشاغب" أو "فتوّة الحيّ"، ويقول أحد مؤلفي سيناريو المسلسل يسري بوصعيدة أن شورّب كانت له عدّة ميزات منها احترام النساء وكبار السن وعدم ظلم الأطفال واتصافه بالثقة، في المقابل يتحفظ العديدون على أي محاولة لتحسين صورته وينتقدون تخصيص مسلسل لتناول قصة حياته.

وقد مات علي شورّب شاغل الناس سنة 1970 عن 45 سنة في شارع الحبيب بورقيبة، وذلك حينما سقط رأسه على حافّة الطريق خلال مشاجرة مع عدد من خصومه وقيل إن قاتله يبلغ من العمر 16 سنة فقط، ولكن عمومًا لم تمت "الأسطورة" بوفاته، سواء بالنسبة للمتعاطفين معه أو للمنتقدين لمسيرته.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الممثلون التونسيون في مصر.. نجوم في رمضان 2018

10 أغاني جينيريك مسلسلات تونسية.. محفورة في البال