الترا تونس - فريق التحرير
أصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بأريانة، في ساعة مبكرة من فجر السبت 12 ماي/أيار 2023، بطاقات إيداع بالسجن في حق القيادي السابق بحركة النهضة، الصحبي عتيق، الذي تم إيقافه منذ 6 ماي/أيار الجاري، وفي حق شخصين آخرين وذلك بعد استنطاقهم ليلة الجمعة، وفق الناطقة باسم المحكمة فاطمة بوقطاية.
الناطقة باسم محكمة أريانة: تتعلق التهم الموجهة للصحبي عتيق والشخصين الآخرين بـ"تكوين وفاق بغاية غسيل الأموال باستغلال تسهيلات النشاط المهني والاجتماعي ومسك عملة أجنبية بطريقة غير قانونية والإدلاء بشهادة زور"
وذكرت بوقطاية، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أن التهم الذي أحيل ثلاثتهم عليها تتعلق بـ"تكوين وفاق بغاية غسيل الأموال باستغلال تسهيلات النشاط المهني والاجتماعي ومسك عملة أجنبية بطريقة غير قانونية والإدلاء بشهادة زور"، كما تعلقت الأبحاث تعلقت أيضًا بتهم "التحريض على الشهادة زورًا وتعمّد إخفاء ما تثبت به الجريمة والمشاركة في كل ذلك"، وفقها.
وفي تعليقها على ذلك، قالت زينب المرايحي، زوجة الصحبي عتيق، إن "القضية كيدية والاتهامات الموجهة إليه كاذبة"، معقبة: "كل القضية قائمة على أقوال كاذبة ومزورة مصدرها المدعو و.م، شاب عمره 22 سنة ذو سوابق عدلية مودع حاليًا في السجن في قضية مخدّرات"، وفق روايتها.
زوجة الصحبي عتيق: القضية كيدية قائمة على أقوال كاذبة ومزورة مصدرها شاب عمره 22 سنة ذو سوابق عدلية مودع حاليًا في السجن في قضية مخدّرات والباحث لم يكلف نفسه عنا التثبت من الادعاءات
وأضافت، في تدوينة لها على صفحتها بفيسبوك: "من داخل السجن أدلى المدعو و.م بأقوال كاذبة في قضية سرقة تعود إلى سنة 2016 تعلّقت بمنزل في حيّ مجاور، وقد تمّ اغتنام الحملة الإعلاميّة التي شنّها بعض متعوّدي ترويج الإشاعات لاستخدام هذه الوشاية في تبرير سجن الصحبي عتيق بتهمة التّدخّل منذ 7 سنوات للتّغطية على سرقة منزل لا علاقة له به ومع فرقة أبحاث لم يُدع أيّ من أفرادها للإستماع إليه لحدّ الآن".
وتابعت المرايحي: "بل لم يكلّف الباحث نفسه عناء التّثبّت من ادّعاءات يسهل دحضها بمجرّد مراجعة الجهات المعنيّة، لكنّ الهدف كان محدّدًا منذ البداية والقرار كان جاهزًا، وهو إلحاق زوجي الصحبي عتيق بمن سبقه من المعتقلين السياسيين".
وختمت تدوينتها بتأكيد أنها "ستلجأ إلى كل الطرق السلمية والمدنية والقانونية للدفاع عن زوجها حتى إنهاء مظلمة اعتقاله الكيديّ السّياسيّ الظّالم"، وفق توصيفها.
وكانت زينب المرايحي، قد أعلنت السبت 6 ماي/أيار 2023، أنه تم إيقاف زوجها، وذلك لدى تنقله لمطار تونس قرطاج الدولي بغاية السفر.
وذكرت، في تدوينة لها على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك، إنه كان من المفترض أن يسافر زوجها لتركيا للمشاركة في ندوة، وفي المطار خضع لاستشارة حدودية فتم إعلامه بأنه محل تفتيش وتم نقله إلى ثكنة أريانة.
وأضافت زوجة الصحبي عتيق أنه بسؤالها الأمنيين الذين قاموا بتفتيش منزلها عن سبب ذلك قالت إن ردهم كان بخصوص "ورود وشاية تتعلق بحيازة زوجها للعملة الصعبة وسرقة نحو مليون دينار ونصف من منزلها"، منددة بالقيام بتتبعات على أساس "إشاعات"، وفق تعبيرها.
كانت حركة النهضة قد حذرت لدى إيقاف الصحبي عتيق من "أسلوب التشفي في قياداتها ومناضليها وبقية رموز المعارضة" داعية السلطة إلى احترام الإجراءات القانونية
وكانت حركة النهضة قد أصدرت بلاغًا ليل السبت 6 ماي/ أيار 2023، أكدت فيه إقدام السلطات على إيقاف النائب والقيادي السابق بالحركة الصحبي عتيق، في مواصلة لممارسات التنكيل بالمعارضين السياسيين" وفقها.
وحذرت حركة النهضة من "أسلوب التشفي في قياداتها ومناضليها وبقية رموز المعارضة" داعية السلطة إلى احترام الإجراءات القانونية ومعاملة كل التونسيين على قدم المساواة "وأن يظل القضاء بعيدًا عن التوظيف السياسي".
يذكر أن السلطات في تونس كانت انطلقت في 11 فيفري/ شباط الماضي في موجة اعتقالات استهدفت بدرجة أولى معارضين للرئيس قيس سعيّد، كما تكررت في عدة مناسبات عمليات اقتحام لمنازل معارضين وتفتيشها من قبل أمنيين.
وقد أثارت موجة الاعتقالات والمداهمات تنديدًا واسعًا وانتقادات داخليًا وخارجيًا، لإخلالات في الإجراءات ولما أكده محامون من غياب للأدلة.
