02-يونيو-2017

الكاميرا الخفية الكلينيك (يوتيوب)

تشترك جميع برامج الكاميرا الخفية في القنوات التونسية هذا العام خاصة في سيناريو ترهيب الضحايا بشكل أثار جدلاً، يتجدّد خلال كل موسم رمضاني حول مدى نزاهة تعريض الضحايا لمواقف مرعبة وذلك بغاية إضحاك المشاهدين. غير أنه على خلاف المواسم الماضية ووفق استطلاعات سبر الآراء، يبدو أن هذه البرامج لم تعد تجذب المشاهد التونسي الذي لعلّه سئم سيناريوهات الترهيب، وسط دعوات للعودة لبرامج الكاميرا الخفية كما انطلقت في بداياتها تونسيًا، والتي كانت تقوم على نسج مواقف محرجة وطريفة للمواطنين دون استعمال طرق الترهيب والرعب.

كشفت عمادة الأطباء في تونس أن الكاميرا الخفية "الكلينيك" مفبركة وأُعتبر ذلك مغالطة وتعارضًا مع أخلاقيات المهنة

اقرأ/ي أيضًا: عقلية المجتمع الذكورية: رامز جلال مثالاً

الكلينيك.. رعب مفبرك

يتمحور برنامج "الكلينيك" الذي تعرضه قناة حنبعل الخاصّة حول إعلام شخصية شهيرة بتعرّض شخص يعرفه لحادث خطير، لتتوجه الشخصية للمصحّة أين تجد شخصًا مشوّه الوجه يصعب التعرّف على ملامحه، ثم يُطلب من الشخصية الضحية التبرّع بالدّم لإنقاذ الشخص المشوه غير أنه يقع تخديره، وحينما يستفيق يجد نفسه مشوّه الوجه ليدخل الضيف في حالة هيستيريا. وقد أثار هذا السيناريو المرعب الجدل ليس فقط من حيث مدى ترهيب الضيف وتعريضه للخطر، بل كذلك حول شرعية تخدير شخص دون الحصول على موافقته المسبقة، وهو ما جعل عمادة الأطباء تدخل على الخطّ.

وقد كشفت العمادة أن البرنامج مفبرك وذلك بعد تقصيها حول مدى تورط أطباء في تخدير شخص دون موافقته ودون القيام بالفحوصات الضرورية وهو ما يتعارض مع أخلاقيات مهنة الطبّ.

كما دخلت هيئة الاتصال السمعي البصري "الهايكا" بدورها على الخطّ حيث كشفت أن ممثل القناة اعترف أن البرنامج مفبرك، وبذلك اعتبرت الهيئة أن إيهام المشاهدين أن ما يتم عرضه في إطار البرنامج هو "كاميرا خفية" ينطوي على المغالطة ويتعارض مع أخلاقيات المهنة على اعتبار أن المشاهد لا بد أن يكون على بيّنة من طبيعة المضمون المعروض. وبذلك فرضت الهيئة على القناة وضع جملة مفادها أن "المشاهد التي يتضمنها هذا البرنامج هي مشاهد تمثيلية" وذلك قبل بداية شارة البرنامج.

وبالنهاية، افتضحت كذبة هذه "الكاميرا الخفية" التي أثارت سخط الكثيرين خلال الأيام الأولى من عرضها، لتجد القناة نفسها في وضعية حرجة أمام المشاهدين، حيث انتصرت بالنهاية الحقيقة على زيف استبلاه المشاهد.

 

اقرأ/ي أيضًا: بن علي يحاور ساسة تونس على الهواء في رمضان!

الماسك.. الرعب من الساسة

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي هما بطلا هذه الكاميرا الخفية التي تبثها قناة التاسعة الخاصة، حيث يقوم المقلّد الشهير وسيم الحريصي بارتداء قناع بوجه قائد السبسي أو الغنوشي في كلّ مرّة، ثم يقع دعوة مواطن عادي على الأغلب يكون عاملاً بسيطًا إلى قصر فخم ويقع إيهامه أنه في منزل شخصية عامّة ليجد نفسه أمام السبسي أو الغنوشي في سيناريو طريف حول كيفية تعامل المواطن أمام الأمر.

تكشف الكاميرا الخفية التونسية "الماسك" أن المواطنين لا يزالون يخشون الساسة بشكل مفرط، خوف من سطوة الحكام  لم تستطع الثورة تجنبه

وغالبًا ما يتعرّض المواطن الشخصية، لمواقف محرجة تجعله يعيش لحظات رعب. ففي الحلقة الأولى، تعرّض بستاني لتهديد من قائد السبسي المفبرك بالدخول للسجن على خلفية كذبه بخصوص غرس بعض الأشجار في حديقة القصر.

ورغم اختلاف المواقف والسيناريوهات التي يقع نصبها للمواطنين في كل حلقة، تشترك جميع حلقات في ظهور المواطنين بوجه متملّق نحو قائد السبسي أو الغنوشي. فأحدهم يقبل الزواج عنوة بمساعدة قائد السبسي، والآخر يكذب حول حقيقة أسعار الخضرة، بذلك كشف البرنامج أن المواطنين لا يزالون يخشون الساسة بشكل مفرط. ربما هي عقدة الخوف من سطوة الحكام التي لم تستطع الثورة بعد إنهاءها.

 

 

ياسين.. رهائن وتهديد

تقوم فكرة برنامج "ياسين"، الذي تبثه كذلك قناة التاسعة، على أساس أنه أثناء استضافة شخصية شهيرة، على الأغلب سياسية، في برنامج إذاعي، تحصل عملية اختطاف لرهائن من شاب معطل عن العمل يُدعى "ياسين" ليدخل الضيف في عملية تفاوض على الهواء معه بهدف تحرير الرهائن، وذلك قبل تدخل وهمي للأمن وإطلاق النار على خاطف الرهائن.

ومع التعرّض للحظات توتّر عصيبة، كشفت هذه الكاميرا الخفية الوجه الإنساني للشخصيات الشهيرة من حيث تفاعلهم مع الشاب ومحاولاتهم إثناءه عن قتل الرهائن. كما كشفت، في جانب آخر، عن استثمار دائم لأجواء تدهور الوضع الأمني بعد الثورة مع سرعة اقتناع الشخصية بسيناريو اختطاف الرهائن. ومن المنتظر أن يكون رجل الأعمال شفيق الجراية ضحية إحدى الحلقات القادمة، وهو المتهم مؤخرًا بشبهة تورطه في قضايا فساد مالي واعتداء على أمن الدولة.

اقرأ/ي أيضًا:

تعرف إلى كواليس مسلسلات رمضان 2017 في تونس

مثقفون جزائريون يدينون إهانة بوجدرة في برنامج تلفزيوني