21-مارس-2023
انقطاع المياه

تشهد عدة مناطق من ولايات تونس الكبرى منذ أيام انقطاعات في توزيع المياه طيلة الفترات الليلية (Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تشهد عدة مناطق من ولايات تونس الكبرى منذ أيام انقطاعات في توزيع المياه طيلة الفترات الليلية رافقتها تساؤلات ما إذا كانت السلطات قد انطلقت بالفعل في تطبيق برنامجها المتعلق بتقسيط مياه الشرب، وفق ما تناقله عدد من النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي وما عاينه "الترا تونس".

تشكى نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي من هذه الانقطاعات الليلية المتكررة دون أيّ سابق إنذار أو أي إعلان رسمي عن ذلك سواء من وزارة الفلاحة التونسية أو من الصوناد

وتشكى نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي من هذه الانقطاعات الليلية المتكررة دون أيّ سابق إنذار أو أي إعلان رسمي عن ذلك سواء من وزارة الفلاحة التونسية أو من الشركة الوطنية لتوزيع واستغلال المياه "الصوناد".

 

صورة

 

صورة

 

صورة

 

صورة

 

وللإشارة فإن شركة توزيع واستغلال المياه باشرت منذ ما يناهز الأسبوع في بعث إرساليات قصيرة إلى المواطنين تدعوهم فيها إلى ترشيد استعمال المياه. وجاء في الإرسالية القصيرة ما يلي: "‏‏‏الجفاف تهديد لبلادنا.. الاقتصاد في الماء ضمان لاستمرار حياة أولادنا". 

 

صورة

 

وفي تعليقه على الانقطاعات المتكررة للمياه، قال منسق المرصد التونسي للمياه علاء المرزوقي، الثلاثاء 21 مارس/آذار 2023، إنه من غير الواضح حتى الآن إن كانت الانقطاعات المسجلة في تونس الكبرى ناجمة عن أشغال أم هي نتيجة الانطلاق بالفعل في تقسيط مياه الشرب.

منسّق المرصد التونسي للمياه: يجب على الصوناد أو المسؤولين على توزيع المياه أن يوضحوا إن كانت الانقطاعات الليلية ناجمة عن أشغال أم أنه قد تم الانطلاق فعلًا في سياسة تقسيط المياه

وأضاف، في مداخلة له على إذاعة "موزاييك" (محلية)، أن "كل ولايات تونس من شمالها إلى جنوبها ليست بمنأى عن إشكالية المياه، والحل يجب أن يكون جماعيًا ويجب أن تكون هناك استراتيجية وطنية لتفادي العطش".

وتابع المرزوقي قائلًا: "المرصد عاين من قبل تقسيط المياه ميدانيًا في بعض الجهات الداخلية للبلاد، لكن في السنتين الماضيتين وردتنا عديد التشكيات من مواطنين من جهة الساحل خاصة في علاقة بقطع المياه ليلًا بشكل يومي طيلة الصائفة"، مستدركًا القول: "لكنه إجراء غير معلن من طرف الصوناد، فهي تقول إنها لا تقسّط المياه لكن لديها أشغال أو أن ذروة الاستهلاك هي التي تسببت في الانقطاعات"، على حد قوله.

واستطرد: "منذ حوالي 3 أيام، بدأت الصوناد ترسل إرساليات قصيرة للمواطنين حول ضرورة ترشيد استهلاك المياه، وكذلك صدرت تصريحات من مسؤولين بوزارة الفلاحة الأسبوع الفارط تقول إن هناك إمكانية للاتجاه نحو تقسيط المياه خلال الصائفة".

منسّق المرصد التونسي للمياه: كل ولايات تونس من شمالها إلى جنوبها ليست بمنأى عن إشكالية المياه والحل يجب أن يكون جماعيًا ويجب أن تكون هناك استراتيجية وطنية لتفادي العطش

وعقّب المنسق بمرصد المياه قائلًا: "لا يمكن أن نؤكد ما إذا كان التقسيط المبرمج للصائفة قد انطلق تطبيقه بالفعل منذ الآن من عدمه، لذلك يجب على الصوناد أو المسؤولين على توزيع المياه أن يوضحوا إن كانت الانقطاعات الليلية ناجمة عن أشغال أم أنه قد تم الانطلاق فعلًا في سياسة تقسيط المياه".

وكان المرصد التونسي للمياه قد أفاد، في 7 مارس/ آذار 2023، بخصوص خارطة العطش لشهر فيفري/ شباط 2023، أنّ حصيلة الرّصد والتبليغات الواردة على موقع www.watchwater.tn شهر فيفري/ شباط 2023 حول انتهاكات الحق في الماء في تونس، بلغت 132 تبليغ مواطني.

وتتعلق هذه التبليغات بانقطاعات (110 انقطاعات) غير معلنة من الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه (الصوناد) وتسربات في الشبكة بلغ عددها 8، وفقه

 

 

وكان مدير عام مكتب التخطيط والتوازنات المائية بوزارة الفلاحة والصيد البحري، حمادي الحبيّب قد أفاد، الأربعاء 15 مارس/آذار 2023، بأن وزارة الفلاحة التونسية قد تتوجه إلى قطع مياه الشرب ليلًا خلال الصيف، وذلك في إطار استراتيجة ترشيد استهلاك الماء في ظل شح المخزون المائي لتونس. لكن على ما يبدو فإنه تمت مباشرة العمل على هذه الاستراتيجية.

كان مدير عام مكتب التخطيط والتوازنات المائية قد أعلن أن وزارة الفلاحة قد تتوجه إلى قطع مياه الشرب ليلًا خلال الصيف في إطار استراتيجة ترشيد استهلاك الماء في ظل شح المخزون المائي لتونس

وقال، خلال الندوة الوطنية حول التغيّرات المناخية والموارد المائية وسبل المحافظة على ديمومة القطاعات الاستراتيجية وعلاقتها بالأمن الغذائي والسيادة الغذائية، إن إيرادات السدود في تونس سجلت نقصًا بـ1 مليار متر مكعب تبعًا لشحّ التساقطات وانخفاض معدّلها الوطني بنسبة 50%، من سبتمبر/أيلول 2022 إلى غاية منتصف مارس/آذار 2023، وفق ما نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية).

وذكر المسؤول بوزارة الفلاحة أن "مخزون السدود، المقدّر عددها بـ37 سدًّا في تونس، تراجع بحوالي 390 مليون متر مكعب، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2022"، مقرًا بوجود إشكاليات في منظومة سيدي سالم ومياه أقصى الشمال جرّاء تراجع التساقطات، مشيرًا إلى أن هذه المنظومة تشمل 18 سدًا وتوفر مياه الري لفائدة 7 ولايات، ويتعلّق الأمر بكل من باجة وبنزرت وتونس الكبرى ونابل، فيما توفر مياه الشرب لفائدة ولايات تونس الكبرى ونابل وسوسة وصفاقس.

ومن جهته، دعا الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، الأربعاء في الندوة ذاتها، إلى "إعلان حالة الطوارئ المائية ووضع خطة عاجلة لإنقاذ الزراعات الاستراتيجية".

وذكر الاتحاد، في بلاغ له، أن عدة خبراء في مجال المياه أكدوا، خلال الندوة، خطورة الوضع المائي خاصة هذه السنة ونبهوا من مخاطر الشح المائي وتراجع مستوى تعبئة السدود الذي بلغ أرقامًا غير مسبوقة.