الترا تونس - فريق التحرير
أكد المختص في الشأن الفلاحي أنيس بن ريانة، السبت 11 مارس/ آذار 2023، أنّ وضعية مخزون المياه بسدود تونس حرجة وصعبة، إذ لم تسجّل إلى هذا التاريخ إلا 746 مليون متر مكعب بنسبة تعبئة تقدر بـ32.3% فقط، وفق قوله.
مختص في الشأن الفلاحي: تونس مقدمة على أشهر تتميّز بارتفاع درجة حرارتها، ولهذا نحتاج مخزونًا يمكّننا من مجابهة هذه الفترة
وأبدى بن ريانة لدى حضوره بإذاعة "إكسبراس أف أم" (محلية)، تخوّفه من أنّ تونس مقدمة على أشهر تتميّز بارتفاع درجة حرارتها، "ولهذا نحتاج مخزونًا يمكّننا من مجابهة هذه الفترة" وفق تعبيره.
وأشار أنيس بن ريانة إلى أنّه "في السنة الماضية في التاريخ نفسه، كان لدينا مليار و131 مليون متر مكعب، بانخفاض بنسبة 488 مليون متر مكعب خلال الفترة نفسها لثلاث سنوات فارطة"، متحدثًا عن وضعية أكبر سد في تونس، وهو سد سيدي سالم، بقوله إنّ "وضعيته صعبة إذ لا يحتوي إلا على 96 مليون متر مكعب، ويعرف امتلاءً بنسبة 16.7% لا غير".
وقال الخبير إنّ إيرادات هذا السدّ منذ بدء الموسم الفلاحي هي 30 مليون متر مكعب، في الوقت الذي يبلغ فيه المعدل 267 مليون متر مكعب، لافتًا إلى أنّ إيرادات كل السدود ضعيفة للغاية، ولم تنجح في تعبئة سوى 317 مليون متر مكعب منذ بداية الموسم الزراعي بينما المعدل هو مليار و369 مليون متر مكعب، وفق وصفه.
مختص في الشأن الفلاحي: إيرادات كل السدود ضعيفة للغاية، ولم تنجح في تعبئة سوى 317 مليون متر مكعب منذ بداية الموسم الزراعي
وشدّد بن ريانة على انعكاسات نقص المياه على الفلاحة التونسية، عبر تراجع المساحات المزروعة، خاصة وأنّ كميات المياه المتوفرة قد لا تكفي للشرب وفق تصريحه.
واقترح بن ريانة الدعوة لإعلان حالة الجفاف في تونس، مع الانطلاق الفوري في حملة توعوية كبرى خوفًا من عدم تمكّن المواطن من الحصول على المياه في الصيف، وقال: "لا مفرّ من بعض الانقطاعات في شبكة المياه قبل موسم الصيف للمحافظة على المخزون".
وأوضح المختصّ أنّ نسبة الضياع في قنوات المياه تبلغ نسبة 32%، ولهذا يجب الانتباه لهذه المسألة ومعالجتها، مع الانتباه لمسألة ريّ الملاعب والمساحات الخضراء، العملية التي يمكن أن تكون بمياه مطهّرة، وفق قوله، داعيًا إلى ترشيد غسيل السيارات ومنع استعمال الخرطوم.
مختص في الشأن الفلاحي: لا مفرّ من بعض الانقطاعات في شبكة المياه قبل موسم الصيف للمحافظة على المخزون الذي قد لا يكفي للشرب
وسبق أن دعا كاتب الدولة السابق للموارد المائية والصيد البحري، والمختص في مجال المياه، عبد الله الرابحي، بتاريخ 25 جانفي/ يناير 2023، إلى إعلان الجفاف في تونس، قائلًا: "لا بدّ من إعلان الجفاف، وبالتالي اتخاذ جملة من القرارات، منها التفكير في كيفية التصرّف في الموارد الموجودة، وترشيد استهلاك الكميات المتوفرة، وتخفيضها" وفق قوله.
وتابع الرابحي في حديثه لإذاعة "إكسبراس أف أم" (محلية)، أنّ إعلان الجفاف لا يعني بالضرورة حالة الطوارئ، لكنّه إعلان سيقتضي القيام بإجراءات مصاحبة، مثل التخفيض من ضغط المياه في الحنفيات، وحفر بعض الآبار، وإطلاق حملات توعوية كبرى.. وغيرها".
وأضاف الرابحي: "يمكن لهذا الإعلان أن يحرّك المشاريع الكبرى ببعض المناطق، أو يسرّع ببعض مشاريع تحلية مياه البحر التي هي بصدد الإنجاز مثل مشروع الزارات ومحطة سوسة أو جلب المياه لبعض المناطق من جهات أخرى، فإذا تواصل الجفاف في الوسط مثلًا، سيؤثر ذلك على الأعلاف وبالتالي تربية الماشية، وسيصعب جدًا التعامل مع كارثة فقدان الماء إن حلّت" على حد تعبيره.