21-فبراير-2021

(صورة أرشيفية/ فتحي بلعيد/ أ ف ب)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، في مقال نُشر باسمه على موقع "يو أس إيه توداي"، السبت 20 فيفري/ شباط 2021، ترجم "الترا تونس" أجزاء منه، إننا نشهد في تونس صعود حركات رجعية تستحضر الحنين إلى النظام القديم وتسعى إلى العودة إلى الماضي الاستبدادي لحكم الرجل الواحد بدلاً من التعددية والتوافق في إطار نظام ديمقراطي.

الشعبويون يتجهون إلى الازدهار في لحظات الأزمة الاقتصادية والاضطراب الاجتماعي، وكلاهما متوفر في المناخ الحالي في تونس

وأضاف الغنوشي، في ذات المقال، أن الشعبويون يتجهون إلى الازدهار في لحظات الأزمة الاقتصادية والاضطراب الاجتماعي، وكلاهما متوفر في المناخ الحالي في تونس، مؤكدًا أن "رواياتهم الخطيرة مبنية على معارضة مجموعة متجانسة من الناس سواء كانت من النخب أو الأقليات أو أي وجهة نظر بديلة".

وأوضح، في ذات السياق، "في تونس تتخذ الشعبوية شكل مهاجمة المؤسسات الديمقراطية والمسؤولين المنتخبين والأحزاب السياسية وتعطيل عملهم وتغذية فكرة إنه يمكن معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية المعقدة والعميقة من خلال العودة إلى حكم الرجل القوي أو تنصيب "ديكتاتور طيب".

وتحدث رئيس البرلمان التونسي أيضًا عن ما يلي الثورات عادة، قائلًا "أي ثورة تتبعها حركات وخطابات معادية للثورة تسعى إلى إعاقة وإلغاء أي تقدم يتم إحرازه والحفاظ على امتيازاتها ومصالحها".

وبعد توصيف الوضع الحالي في تونس، أكد الغنوشي أن الديمقراطية التونسية لا تزال في طور التشكل، وفق تقديره، مضيفًا أن "الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة تلقي الضوء على ما يجب القيام به، يشعر الشعب التونسي بالإحباط بسبب التقدم البطيء للإصلاح الاقتصادي منذ عام 2011 ولم يرَ بعد الوظائف ومستويات المعيشة الأفضل التي يتوقعها".

يغذي الشعبويون فكرة أنه يمكن معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية المعقدة والعميقة من خلال العودة إلى حكم الرجل القوي أو تنصيب "ديكتاتور طيب"

ويؤكد رئيس حركة النهضة، أكبر الأحزاب تمثيلًا في البرلمان الحالي، أنه "لم يواكب تقدمنا توقعات الناس. ألهمت الثورة توقعات ضخمة بيننا جميعًا، مع القليل من الوعي بمدى تعقيد التغيير. إذا نظرنا إلى الوراء وإلى التحولات الحديثة الأخرى منذ وقت ليس ببعيد، مثل تلك الموجودة في أوروبا الشرقية، يمكننا أن نرى أن الأمر يستغرق عدة عقود لرؤية فوائد الإصلاحات الصعبة. يوضح هذا كيف أن الحنين إلى النظام الماضي هو سمة مشتركة لجميع التحولات".

ويستدرك الغنوشي بالقول "مع كل ذلك، يمكننا أن نفخر بالإنجازات التي حققتها تونس في السنوات العشر الماضية. لقد أنشأنا مؤسسات ديمقراطية جديدة، وقمنا بحل النزاعات سلمياً، ووضعنا ثقافة تقبل الآخر سياسيًا، وقدمنا حماية لحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وسيادة القانون، ووضعنا معايير جديدة لمساءلة الدولة وشفافيتها".

ويضيف "حققت تونس تقدمًا غير مسبوق، مما جعلها من بين أسرع التحولات الديمقراطية في التاريخ. وهذا أكثر جاذبية بالنظر إلى أن التحولات السابقة، مثل ما حصل في أوروبا الشرقية، حدثت في مناخ إقليمي وعالمي أكثر ملاءمة للديمقراطية والنمو الاقتصادي مما واجهته تونس".

 

اقرأ/ي أيضًا:

عن طوفان الشعبوية في تونس..

الصحافة التونسية أمام امتحان "الشعبوية"