الزراعة دون تربة أو الزراعة خارج التربة وتسمى أيضًا الزراعة المائية، هي إنماء النباتات خارج الأرض وعن طريق محاليل غذائية كما يتم أيضًا استخدام مواد صلبة مثل الحصى والرمل وهي تقنية جديدة تخوضها تونس ممثلة في الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري من خلال تجارب مشتركة مع إيطاليا عبر برنامج أطلق عليه اسم "انتازا ".
مسؤول بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري لـ"الترا تونس": الزراعة دون تربة هي إنماء النباتات خارج الأرض وعن طريق محاليل غذائية وهي تقنية جديدة في تونس
"هو مشروع يقوم على تثمين الفلاحة المستدامة في حوض البحر الأبيض المتوسط واختبار أنموذج للزراعات خارج التربة ويدعم التقنيات التكنولوجية في مجال زراعة الخضروات"، يقول المسؤول بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري ومنسق مشروع التعاون الدولي التونسي الإيطالي عبر الحدود انتازا " بيرم حمادة، لـ"الترا تونس".
ويضيف محدثنا "في ظل التغيرات المناخية في تونس وفي كل حوض البحر الأبيض المتوسط عمومًا وما نعاني منه من جفاف متواصل سيتفاقم خلال السنوات المقبلة إلى جانب نقص المياه، كلها عوامل تجعلنا نبحث عن حلول ومن أهمها الزراعات خارج التربة التي قدمت نتائج جيدة في إيطاليا وفي المغرب والجزائر وهي في تونس في تجاربها الأولية".
تقنية جديدة تخوضها تونس ممثلة في الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري من خلال تجارب مشتركة مع إيطاليا
وأكد "بيرم حمادة" أن من بين إيجابيات هذا النوع من الزراعات هو الاقتصاد في الماء مقارنة بالزراعات التقليدية بما قدره بين 80و90 في المائة كما أن هذا النوع من الزراعات يقلل من استعمل الأسمدة الكيميائية بنسبة تتراوح بين 70و80 في المائة.
مسؤول بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري لـ"الترا تونس": من بين إيجابيات هذا النوع من الزراعات هو الاقتصاد في الماء مقارنة بالزراعات التقليدية وكذلك التخفيض من استعمال الأسمدة الكيميائية
وشدد منسق مشروع التعاون الدولي التونسي الإيطالي عبر الحدود "انتازا" بيرم حمادة على أن "منتوجات هذا النوع من الزراعات ممتاز وهي أفضل جودة من الزراعات في التربية لكونها شبه بيولوجية كما أن زراعتها خارج التربية تجعلها غير معرضة للفطريات وبالتالي خالية من المبيدات والمواد الكيميائية.
ومن بين المنتوجات الفلاحية التي يمكن زراعتها خارج التربية "الطماطم وهو منتج يستهلك كميات كبيرة من المياه في الزراعات التقليدية، بينما يمكن أن يزرع خارج الأرض ويوفر 90 في المائة من تلك المياه وهي ذات جودة ومذاق متميز كما يمكن زراعة الفلفل والفراولة والخس وكل الخضراوات الورقية إلى جانب نبتة "الحبق" المطلوبة جدًا في السوق الأوروبية"، بحسب محدثنا.
مسؤول بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري لـ"الترا تونس": من بين المنتوجات الفلاحية التي يمكن زراعتها خارج التربية الطماطم والفلفل والفراولة والخس وكل الخضراوات الورقية إلى جانب نبتة "الحبق" المطلوبة جدًا في السوق الأوروبية
من بين المنتوجات الفلاحية التي يمكن زراعتها خارج التربية "الطماطم والفلفل والفراولة والخس وكل الخضراوات الورقية"
وأفاد بيرم حمادة، منسق البرنامج، أن إنتاجية الزراعات دون تربة أكبر بكثير من الزراعات داخل التربة بمعدل بين 7 و10 مرات فمساحة ألف متر مربع من الفلاحة خارج التربة تقدر إنتاجيتها بما يعادل 1 هكتار من الزراعة التقليدية، وفقه.
مسؤول بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري لـ"الترا تونس": إنتاجية الزراعات دون تربة أكبر بكثير من الزراعات داخل التربة بمعدل بين 7 و10 مرات
وتحتضن تونس 8 مشاريع للزراعة دون تربة تابعة للقطاع الخاص إلى جانب مشروع نموذجي في محافظة منوبة وهو بالشراكة بين الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري والاتحاد الأوروبي على مساحة تقدر بـ 600 متر مربع فيها زراعات الطماطم والحبق وبصدد تجربة زراعة الفراولة ويضم المشروع مخبرًا حيًا.
ودعا بيرم حمادة الدولة إلى ضرورة الاهتمام بهذا النوع من الزراعات التي تعتبر حلًا في مواجهة التحديات المناخية ومجابهة ندرة المياه فهي زراعات مستقبلية قادرة على توفير اأامن الغذائي الوطني، مؤكدًا أن اتحاد الفلاحة يحاول من خلال تظاهرات وورشات عدة استضافة البنوك والإدارات الجهوية للفلاحة للتعريف بإيجابيات هذه التقنية.
وأوضح، خلال حديثه لـ"الترا تونس" أن "هذا النوع من المشاريع يحتاج إلى معدات خاصة يتم استيرادها ويحتاج إلى تسهيلات ديوانية وإدارية"، مضيفًا أن تونس قادرة على تجاوز الصعوبات إذا توفرت الإرادة والتشجيعات اللازمة كما أن الزراعة دون تربية تحتاج إلى تمويلات من قبل البنوك ولابد من التشجيع عليها فهي ليست مشروعًا مربحًا لصاحبه فقط بل للمجموعة الوطنية، وفق تقديره.
إنتاجية الزراعات دون تربة أكبر بكثير من الزراعات داخل التربة بمعدل بين 7 و10 مرات