الترا تونس - فريق التحرير
تحيي تونس، السبت 7 مارس/آذار 2020، الذكرى الرابعة لملحمة بن قردان، حينما وقف الأمنيون والعسكريون والمدنيون صفًا واحدًا يدًا بيد في مواجهة أكبر هجوم إرهابي في تاريخ البلاد، عندنا حاولت مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي السيطرة على المدينة الواقعة جنوبي تونس، غير أنها لاقت صدًا ملحميًا أدى لتصفية أكثر من 50 إرهابيًا مقابل استشهاد 13 أمنيًا وعسكريًا و7 مواطنين مدنيين.
ملحمة بن قردان، التي باتت عنوان انتصار التونسيين على الإرهاب وتصدرت عناوين الصحف في العالم، لا تخفي ما تعانيه المدينة التونسية من تهميش مستمرّ منذ عقود مظهره ضعف التنمية وفرص العمل
وملحمة بن قردان، التي باتت عنوان انتصار التونسيين على الإرهاب وتصدرت عناوين الصحف في العالم، لا تخفي ما تعانيه المدينة التونسية من تهميش مستمرّ منذ عقود مظهره ضعف التنمية وفرص العمل.
وأصبحت المدينة منذ الملحمة محلّ وعود متتالية من السلط الرسمية في كل ذكرى طيلة السنوات الثلاث الماضية، غير أن المواطنون في الجهة والمجتمع المدني المحلي يعيبون عدم جدية الأجهزة التنفيذية في تطبيق وعودها على النحو المأمول.
اقرأ/ي أيضًا: صورته دارت العالم.. بطل ملحمة بن قردان يتحدث لـ"ألترا تونس" عن بطولة يوم مشهود
الذكرى الأول.. مشاريع مُعلنة
في الذكرى الأول للملحمة في العام 2017، توجه رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد رفقة وفد حكومي إلى المدينة، ليعلن من ساحة المغرب العربي، في قلب بن قردان، قرارات منها انتداب فرد عن عائلة كل شهيد وتوفير الدعم المادي للجرحى اعترافًا لهم بالجميل والإعلان عن إنشاء قاعة متعددة الاختصاصات.
كما أعلن الشاهد، وقتها، إعادة تهيأة المركب الرياضي والثقافي في بن ڨردان، والإعلان عن ربط المدينة بشبكة تطهير مع بناء مسلخ جديد بمواصفات عصرية.
كما تضمنت المشاريع المعلنة بناء مركز بالصندوق الوطني للتأمين عن المرض ومركز للفحص الفني مع إسناد أرض مقامة عليها السوق المغاربية بالدينار الرمزي لبلدية بن ڨردان مع الإعلان عن إنجاز مضمار الخيل تابع لشركة سباق الخيل.
وفي ذات الذكرى، أشرف رئيس الجمهورية السابق الباجي قائد السبسي على موكب إحياء للذكرى بقصر قرطاج وقام بتوسيم عدد من المدنيين ممن ساهموا في الملحمة وذلك بعد استحداث "وسام الوفاء والتضحية" في مجلة الأوسمة التونسية.
الذكرى الثانية.. يوم وطني للانتصار على الإرهاب
توجه أيضًا رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد إلى المدينة في الذكرى الثانية للملحمة ليعلن يوم 7 مارس/آذار من كل عام "يومًا وطنيًا للانتصار على الإرهاب". كما أشرف على إقامة نصب تذكاري وسط المدينة تخليدًا للملحمة.
لا يزال يطالب المجتمع المدني المحلي لليوم ببن قردان بتفعيل اليوم الوطني للانتصار على الإرهاب بإدراجه في الرائد الرسمي
وعقد الشاهد جلسة مع المسؤولين الجهويين والمحليين بالجهة لمتابعة نسق تقدم أشغال المشاريع المبرمجة بالمنطقة، في خضم تحركات احتجاجية لشباب في مدينة بنقردان للمطالبة بتنفيذ المشاريع المعلنة والدفاع عن حق الجهة في التنمية عدا عن المطالبة بتسوية الملفات الاجتماعية خاصة المتعلقة بعمال الحضائر في المدينة.
في الأثناء، لا يزال يطالب المجتمع المدني المحلي لليوم بتفعيل اليوم الوطني للانتصار على الإرهاب بإدراجه في الرائد الرسمي، ولذلك بادر الاتحاد المحلي للشغل ببنقردان، في بلاغ الأحد 23 فيفري/شباط 2020، باعتبار يوم 7 مارس/آذار الحالي هو يوم عطلة في المدينة ونظرًا لعدم إيفاء رئاسة الحكومة بتفعيل قرارها بخصوص هذا اليوم.
الذكرى الثالثة.. وزيرا التجهيز والتجارة يدشنان مشاريع
في الذكرى الثالثة للملحمة أي العام الماضي 2019، توجه وفد حكومي إلى بن قردان ضم بالخصوص وزيري التجهيز والتجارة ليعلنا إشارة انطلاق أشغال المنطقة الحرة للأنشطة التجارية واللوجستية واستغلال مصحّة خاصّة. وسيستغرق تنفيذ الأشغال الخاصة بالمنطقة الحرة سنتين وفق وزير التجارة.
وسينطلق المشروع، وفق ما نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، بتهيئة أولية لستين هكتار من مجموع 150 هكتار وذلك بعد أن قام المجلس البلدي ببن قردان بالمصادقة النهائية لمثال التهيئة العمرانية في شهر فيفري/شباط 2019 فيما رصدت الدولة 32.7 مليون دينار لإشغال التهيئة الداخلية والخارجية للمشروع.
وأكد وزير التجارة السابق عمر الباهي أن مشروع المنطقة الحرة سيوفّر ألفين موطن شغل مباشر وأكثر من ستة آلاف موطن شغل غير مباشر الى جانب هيكلة وتنظيم النشاط التجاري الحالي والمساهمة في جلب الاستثمار وتحدث عن تقدم الدراسات بخصوص مشاريع أخرى تهم الطرقات المؤدية الى المنطقة الحرة على غرار الطريق السيارة، التي سيتم استكمالها منتصف سنة 2020.
من جهته، أعطى وزير التجهيز السابق، بمناسبة الذكرى الثالثة للملحمة، إشارة انطلاق استغلال جسر على "وادي بوحامد" مع إعطاء إشارة استغلال مصحّة خاصة بالمدينة.
الذكرى الرابعة.. أي جديد؟
تأتي، في الأثناء، الذكرى الرابعة لملحمة بن قردان، ولازال يطالب المواطنون بتفعيل المشاريع المعلنة وأن توفي الحكومة بوعودها تجاه مدينة حدودية قدم أبناؤها الغالي والنفيس لدحر الإرهاب في معركة باتت مثالًا في العالم على التكاتف بين الأمنيين والعسكريين يدًا بيد مع المواطنين العزل في مواجهة الإرهابيين.
ضابط الحرس الوطني نبيل لبن الذي خرج للتصدي للإرهابيين ودارت صورته العالم، أكد لـ"ألترا تونس" أن الوعود المقدمة ظلّت حبرًا على الورق كغيرها من الوعود التي تُقال في كل مناسبة، وهو يقول إن مدينة بنقردان يتذكرها الإعلام والسياسيون يوم 7 مارس/آذار من كل عام احتفالًا بالملحمة لكن سرعان ما تُنسى من جديد في اليوم الموالي.
اقرأ/ي أيضًا: