30-أبريل-2024
الأستاذ معتز جرادي

الأستاذ معتز جرادي الذي احتفى بتلميذة على خلفية ارتداء الحجاب

الترا تونس - فريق التحرير

 

ضجت منصات التواصل الاجتماعي في تونس، خلال اليومين الأخيرين، على خلفية تداول مقطع فيديو يقوم فيه أستاذ في مؤسسة تربوية بتكريم تلميذته على خلفية ارتداء الحجاب.

ضجت منصات التواصل الاجتماعي في تونس على خلفية تداول مقطع فيديو يقوم فيه أستاذ في مؤسسة تربوية بتكريم تلميذته على خلفية ارتداء الحجاب

وقد عبّر عديد النشطاء على منصات التواصل عن مساندتهم ودعمهم للأستاذ معتز جرادي، على خلفية ما اعتبروها حملة "تهجم" عليه إثر الحادثة، وذلك بعد إصدار جمعية تونسية بيانًا تندد فيه بالبادرة.

 

  • مرصد مدنية الدولة: الأستاذ حاد عن قيم المدنية

وقد ندد المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة (جمعية)، الاثنين 29 أفريل/نيسان 2024، بما اعتبره "حياد الأستاذ عن قيم المدنية وخرق مبدأ حياد المدرسة عن كل التوجهات السياسية والأيديولوجية"، معتبرًا أن تكريم التلميذة على خلفية ارتداء الحجاب يعتبر "دعوة صارخة لمسائل عقائدية خاصة لا علاقة لها بالدرس ولا بالعلم"، حسب تقديره.

مرصد الدفاع عن مدنية الدولة: الأستاذ خرق مبدأ حياد المدرسة عن التوجهات الأيديولوجية وتخلى عن دوره التربوي ليقوم بدور الداعية الديني داخل حرم المدرسة

كما اعتبر المرصد، في بيان له، أنّ الأستاذ "تخلى عن دوره التربوي وانتهز فرصة وجوده مع قاصرات داخل حرم مدرسة ليقوم بدور الداعية الديني بدل أن يزرع فيهنّ الفكر العقلاني الحداثي"، حسب تعبيرها.

وطالبت الجمعية، في هذا الصدد، وزارة التربية وسائر هياكل السلطة السياسية إلى "اليقظة من مخاطر" ما اعتبرتها "تجاوزات"، وإلى اتخاذ "الإجراءات الحازمة وتجنيب المدرسة التونسية كل الممارسات السياسية ولا سيما منها المظاهر العقائدية، باعتبارها معقلًا مُقدّسًا للعلم وإعمال العقل في الدولة المدنية التي تحترم الحريات الفردية والعامة"، حسب ما ورد في نص البيان.

 

 

  • حملة مساندة للأستاذ

وسرعان ما ضجت شبكات التواصل الاجتماعي لمساندة الأستاذ على خلفية ما جاء في بيان المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة. وعبّر عديد النشطاء عن تضامنهم معه على خلفية ما اعتبروه حملة "تهجم" عليه. 

أستاذ محاضر بجامعة الزيتونة:  المسألة تتعلق ببادرة قام بها ولي تلميذة للاحتفاء بارتداء ابنته الحجاب، فقام بالتنسيق مع الأستاذ بتكريمها، وتم ذلك بعد موافقة مدير المؤسسة التربوية الخاصة

وقال الأستاذ المحاضر بجامعة الزيتونة بتونس عمر الشبلي، في تدوينة له على فيسبوك، إنّ المسألة تتعلق ببادرة قام بها ولي تلميذة للاحتفاء بارتداء ابنته الحجاب، فقام بالتنسيق مع الأستاذ معتز جرادي من أجل تكريمها، وتم ذلك بعد موافقة مدير المؤسسة التربوية الخاصة، وفقه.

ونفى الشبلي ما تم تداوله بخصوص أنّ التلميذة قاصر، وقال إنها أتمت الـ18 سنة من عمرها. 

وعن الأستاذ معتز جرادي، أكد الدكتور عمر الشبلي أنه "من خيرة وأفضل وأرقى ما أنجبت تونس وما خرّجت جامعة الزيتونة"، مشيرًا إلى أنه "متميز في دراسته ومنضبط في أخلاقه ولا يزال يتم مرحلة الماجستير، وفي الأثناء باشر هذا العام التدريس في معهد خاص في قابس لدخول عالم التدريس واكتساب تجربة"، وفق ما جاء في تدوينته.

 

 

ومن جانبه، ندد الدكتور والباحث في الحضارة والإسلاميات غفران الحسايني، في تدوينة له على فيسبوك، بالحملة التي تعرض إليها الأستاذ معتز جرايدي.

الباحث في الحضارة والإسلاميات غفران الحسايني:  "الأشخاص أحرار في لباسهم وفكرهم ومواقفهم ما لم يهددوا السلم الأهلي وما لم يخرقوا نواميس العيش المشترك"

وقال الحسايني: "الحملة التي حصلت ضد أستاذ شارك في احتفال أب بلباس ابنته الحجاب في القسم، أقوى بكثير من الحملة على توزيع كتب تمهد للمثلية الجنسية توزّع مجانًا في معرض الكتاب، وأقوى بكثير في درجة الحماس والتحشيد من جهود التصدي للمخدرات في الوسط الدراسي"، وفق تعبيره.

وأضاف الباحث في الحضارة والإسلاميات: "هؤلاء النخبة يعتقدون أن الدولة المدنية تعني أن يكون الشعب بلا هوية ولا دين"، معقبًا: "الأشخاص أحرار في لباسهم وفكرهم ومواقفهم ما لم يهددوا السلم الأهلي وما لم يخرقوا نواميس العيش المشترك"، حسب ما جاء في نص تدوينته.