الترا تونس - فريق التحرير
أعلنت عائلة الوزير السابق والقيادي المستقيل من حركة النهضة (وهو حاليًا عضو بحزب العمل والإنجاز)، محمد بن سالم، مساء الجمعة 3 مارس/آذار 2023، أن "فرقة مكونة من حوالي 20 عون حرس مدججين بالسلاح هاجمت محمد بن سالم وهو في سيارته في الطريق الرابطة بين مدنين وتطاوين"، وذلك "بعد أيام من إشاعة صفحات محسوبة على النظام خبر اعتقاله، وفقها.
عائلة محمد بن سالم تقول إن "فرقة مكونة من حوالي 20 عون حرس هاجمته وهو في سيارته في الطريق الرابطة بين مدنين وتطاوين في زيارة عائلية بالمنطقة"
وأكدت العائلة، في بلاغ نشرته على الصفحة الشخصية لمحمد بن سالم على فيسبوك، أنه كان في الجنوب التونسي "في زيارة عائلية في المنطقة، ولم يكن بصدد اجتياز الحدود ولا بحوزته مبلغ كبير من المال كما يروج له في بعض وسائل الإعلام".
وذكرت العائلة، في ذات الصدد أن "محمد بن سالم حالته الصحية حرجة ومصاب بمرض السكري والقلب وضغط الدم وقد تم منعه من السفر للعلاج بالخارج بدون مبرر قانوني لعدة مرات منذ أشهر"، محمّلة "سلطة الانقلاب المسؤولية كاملة عن أي تعكر لحالته الصحية"، وفق البلاغ ذاته.
يشار إلى أن عددًا من الصفحات على منصات التواصل الاجتماعي وعددًا من المواقع الإعلامية قد تداولت أخبارًا تقول إنه "تم إيقاف محمد بن سالم وهو بصدد محاولة اجتياز الحدود التونسية الليبية وبحوزته مبلغ مالي هام"، وهو ما فنّدته عائلة بن سالم.
وأفادت عضو المكتب السياسي لحزب العمل والإنجاز (الحزب الذي ينتمي إليه حاليًا محمد بن سالم)، رابعة الربعي، في تصريح لـ"الترا تونس" مساء الجمعة، أن في تطورات عملية إيقاف محمد بن سالم، توصل المحامون إلى أن "الفرق الأمنية حاليًا بصدد نقل محمد بن سالم إلى ثكنة الحرس الوطني في منطقة العوينة بتونس العاصمة".
رابعة الربعي (قيادية بحزب العمل والإنجاز) لـ"الترا تونس": نندد بإيقاف محمد بن سالم ونرفض هذه الممارسات اللاحقوقية واللاإنسانية من انتهاكات وتنكيل بالأشخاص
كما أشارت إلى أنه حسب ما بلغها من المحامين فإن التهمة الموجهة لبن سالم هي "نية اجتياز الحدود خلسة"، في حين أن المحامين أكدوا أنه لا يوجد نصّ قانوني يتحدث عن "النيّة في اجتياز الحدود"، وفق تعبيرها.
وأكدت الربعي، في حديثها مع "الترا تونس"، أن حزب العمل والإنجاز يندد بمثل هذه الممارسات التي وصفتها بـ"اللاحقوقية واللاإنسانية من انتهاكات وتنكيل بالأشخاص"، مصرّحة: "لا أحد فوق طائلة القانون، ومن يخطئ يحاسب لكن داخل الأطر القانونية وما يحفظ الكرامة والحالة الصحية"، حسب ما صرحت به.
تحيين على الساعة 22:00
أصدر حزب العمل والإنجاز، ليلة الجمعة، بيانًا على خلفية إيقاف القيادي بالحزب محمد بن سالم، ذكر فيه أنه "ليس لديه معطياتٍ أخرى ثابتةٍ تبيّن بدقة أسباب أو حيثاتِ هذا الإيقاف".
حزب العمل والإنجاز يستنكر ما يتعرّض له محمد بن سالم في المدّة الأخيرة من "حملة من افتراءات وتشويه بعدد من الصفحات المشبوهة على فيسبوك"
واعتبر أن "محمد بن سالم مستهدف بسبب مواقفه السياسيّة وقد تمّ منعه من السّفر بغرض العلاج وزيارة أفراد عائلته بفرنسا"، معقبًا أنه "إضافة إلى معاناته من أمراض مزمنة فقد ظهرت عليه مؤخرًا علامات مرض جديد قد تتطلّب تدخلًا جراحيًّا ثقيلاً وسريعًا بعد استكمال الفحوص، الأمر الذي اضطرّه في الفترة الأخيرة إلى التّقليل من نشاطه السياسي والمهنيّ، على حد ما جاء في نص البيان.
واستنكر الحزب ما يتعرّض له محمد بن سالم في المدّة الأخيرة من "حملة من افتراءات وتشويه بعدد من الصفحات المشبوهة على فيسبوك"، وفق ما ورد في البيان ذاته.
ولم يتسنَّ لـ"الترا تونس" إلى حدود كتابة هذه الأسطر التثبت من صحة التهم الموجهة إلى القيادي بحزب العمل والإنجاز محمد بن سالم، والتي تم على أساسها إيقافه.
جدير بالذكر أنه تم أيضًا إيقاف القيادي بحركة النهضة الحبيب اللوز، مساء الخميس 2 مارس/آذار 2023، بعد مداهمة منزله، وتم الاحتفاظ به لدى وحدة مكافحة الإرهاب ببوشوشة، وفق ما أكده محاميه مختار الجماعي.
وكانت السلطات في تونس قد انطلقت في 11 فيفري/ شباط الماضي في موجة اعتقالات استهدفت بدرجة أولى معارضين للرئيس قيس سعيّد. ومن المعتقلين، سياسيون وصحفيون ونشطاء وقضاة ورجال أعمال، ويتهمهم الرئيس التونسي بـ"التآمر ضد أمن الدولة والوقوف وراء ارتفاع الأسعار واحتكار السلع"، وفقه.
في المقابل، أثارت موجة الاعتقالات والمداهمات تنديدًا واسعًا وانتقادات داخليًا وخارجيًا، لإخلالات في الإجراءات ولما أكده محامون من غياب للأدلة.
