مقال رأي
بين مهرجان القاهرة الدولي ومهرجان الجونة والمهرجان الإفريقي ببلجيكا، تعود أيام قرطاج السينمائية في دورتها الـ31 في ظروف غير عادية و"مخيفة" مما يطرح عدة تساؤلات ومخاوف بسبب انتشار فيروس كورونا.
كانت أيام قرطاج السينمائية مقررة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلا أن هيئة المهرجان أخذت بعين الاعتبار الانتشار السريع لفيروس كورونا في تلك الفترة ليتم تأجيل هذه الدورة للفترة ما بين 18 إلى 23 ديسمبر/ كانون الأول 2020 ضاربة عرض الحائط الوضع الصحي الحرج في تونس وخصوصًا مع وصول ذروة انتشار الفيروس في الموسم الشتوي وزيادة حالات الإصابات.
كان بإمكان رضا الباهي، مدير الأيام، أن يجعل هذه الدورة استثنائية فعلًا مع الإبقاء على المسابقة والجوائز ليكون لها طعم خاص في "عصر الكورونا"
ووفقًا لما أوضحته إدارة أيام قرطاج السينمائية فهذه الدورة لن تتضمن مسابقة وجوائز مثل السنوات الفارطة فهي ستكون "وقفة تأمل" ومحاولة إحياء للذاكرة مع العودة لكافة الأفلام التونسية المتوجة بالتانيت الذهبي منذ الدورة الأولى إلى اليوم ولكن هذا الإحياء والعودة بالماضي كان باستطاعته أن يكون جزءًا من الدورة وليس فحواها. كان بإمكان رضا الباهي، مدير الأيام، أن يجعل هذه الدورة استثنائية فعلًا مع الإبقاء على المسابقة والجوائز ليكون لها طعم خاص في "عصر الكورونا".
اقرأ/ي أيضًا: أمل وحرية وحب.. مفاتيح خلود أيام قرطاج السينمائية
"لأننا نحب الحياة نذهب إلى السينما" كان هذا شعار دورة 2020 الذي يبدو متعارضًا مع ما تمر به البلاد في هذه الأوضاع فالذهاب إلى السينما في زمن الكوفيد 19 لا يجعلنا نحب الحياة بل على العكس فهو يبدو انتحاريًا فحياة الناس معرضة لخطر الإصابة مع تكثف التجمعات خصوصًا في التظاهرات الثقافية مع أن فتح المجال الثقافي والفضاءات المخصصة للثقافة كالمسرح والسينما لا يزال موضوع أخذ ورد بين المثقفين والحكومة.
وقد سبق وأن صرح المدير العام للدورة رضا الباهي أنها "ستكون استثنائية في وضع استثنائي مثل العديد من المهرجانات التي أقيمت في ظل الوباء"، مثلًا العديد من الضيوف والممثلين أصيبوا بفيروس كورونا أثناء مهرجانات ثقافية مثل مهرجان الجونة في مصر، فهل تم أخذ الإجراءات الوقائية المناسبة بعين الاعتبار؟ خاصة وأنه سيتم استقبال ضيوف أجانب أيضًا.
الذهاب إلى السينما في زمن الكوفيد 19 لا يجعلنا نحب الحياة بل على العكس فهو يبدو انتحاريًا فحياة الناس معرضة لخطر الإصابة مع تكثف التجمعات خصوصًا في التظاهرات الثقافية
أصرت هيئة المهرجان على اتخاذ مهرجان البندقية مثالاً في كيفية التنظيم مع احترام البروتوكول الصحي ولكن هل تستطيع تونس أن تكون مثل إيطاليا مع غياب عديد الموارد والتجهيزات؟ علمًا وأن الأخيرة انهارت تمامًا في فترة ما مع انتشار الكورونا فماذا عن تونس التي تعتبر ضعيفة الإمكانيات؟ كان بالإمكان التوجه إلى إلغاء الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية ولكن على ما يبدو اختارت هيئة المهرجان المخاطرة.
إن الوضع الصحي في تونس لا ينبئ بخير مع عدم اتخاذ إجراءات الحظر الصحي الشامل مما يجعلنا نعيد التفكير في المهرجانات التي قد تكون سببًا في ارتفاع عدد الإصابات وحجم الانعكاسات إثر ذلك.
- المقالات المنشورة في هذا القسم تُعبر عن رأي كاتبها فقط ولا تعبّر بالضرورة عن رأي "ألترا صوت"
اقرأ/ي أيضًا: