تعدّدت مداخلات أعضاء مجلس نواب الشعب في جلسة الحوار يوم الجمعة مساء مع الحكومة، والتي دامت أكثر من 11 ساعة، وذلك بين مداخلات مدافعة عن الحكومة وأداء وزرائها، وأخرى تراوحت بين النقد والهجوم اللاذع. نعرض لكم أبرز خمس مداخلات لفتت الانتباه خلال هذه الجلسة.
اقرأ/ي أيضًا: يوسف الشاهد يقدّم كشف حساب لحكومته أمام مجلس نواب الشعب
مصاصات عمارة عمروسية
واحدة من أكثر المداخلات إثارة للجدل هي التي قدمها القيادي في الجبهة الشعبية عمار عمروسية الذي حمل معه "مصاصات" قال إنها للمعارضة، ولاتحاد الشغل، ولاتحاد الصناعة والتجارة، ولاتحاد الفلاحين، وذلك ردّا على البيان الحكومي "لأنه يحمل استصغارًا واستبلاهًا واحتقارًا"، متوجّهًا للشاهد "قم بشراء مصاصات للشعب وتعالى للحديث". وأضاف النائب: "الفشل لا يقبل نقاشًا كبيرًا، هو ليس فشل حكومة هو فشل منظومة''.
وختم عمروسية مداخلته متوجهًا لرئيس الحكومة "هزو رجليكم على شعب تونس وإلا الشعب باش يهزلك رجليك"، وهو ما أثار جدلًا وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد ردّ الشاهد عليه بطريقة غير مباشرة حينما افتتح كلمته الختامية بمقولة أحمد شوقي "إذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتمًا وعويلًا".
مساءلة لوزير الشؤون الاجتماعية
قدم عضو المجلس عن نداء تونس عماد أولاد جبريل أطول مداخلة دامت 15 دقيقة خصّصها لنقد أداء وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي لتستّره على ملفات فساد، وفق ما أكد النائب الذي قال إن الوزير استعمل ما وصفها "بمليشيات فيسبوكية" وجند صحفيًا في إحدى الجرائد اليومية لمهاجمته. وقال أولاد جبريل إنه سيقدّم كل الملفات التي بحوزته لرئيس الحكومة.
السبسي وحل المشاكل في دقيقتين؟
مدح نائب نداء تونس عن دائرة إيطاليا محمد بن صوف بشكل لافت رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، حيث قال "أودّ أن أقول لرئيس الجمهورية أننا أولاده ولولاه لما كنّا، أتحدث باسم 89 نائبًا عن نداء تونس الذين دخلوا للمجلس باسم الأستاذ السبسي". وأضاف النائب أن الإيطاليين قالوا عند زيارة السبسي لروما إنهم يريدون الاستماع لسبعين سنة سياسة. وقال النائب إنه لو لم يكن النظام السياسي الحالي "لما حدث ما حدث، ولقام الرئيس السبسي بفتح كل المشاكل في دقيقتين".
المرشحون لخلافة الشاهد يجلسون بجانبه؟
توجّه النائب المستقل ياسين العياري لرئيس الحكومة بالقول إن المرشحين الثلاثة لخلافته يجلسون بجانبه وعلى نفس الصفّ في إشارة لوزراء الداخلية والدفاع والعدل، وهو ما أثار ضحك الشاهد ووزرائه الثلاثة. وقال العياري للشاهد إن عليه إيجاد حل مع حزبه ورئيس الجمهورية وذلك في إشارة لرغبتهما لتنحيته من منصبه كما قال، خاتمًا مداخلته "أنتم كلكم فاشلون لا أستثني منكم أحدًا".
الجلاد مدافع شرس عن الحكومة
واحدة من أكثر المداخلات تأييدًا للحكومة جاءت من نائب مستقل لا ينتمي لأي أحزاب الائتلاف الحاكم، والحديث عن وليد الجلاد، حيث قال لا يمكن في إطار حرب على الإرهاب المطالبة بنمو اقتصادي، ودعا لعدم تغيير الحكومة من أجل تحقيق الاستقرار و"النهضة الاقتصادية"، ناقدًا المطالبين بتحوير وزاري عميق قبيل الانتخابات البلدية، وتلك دعوة حزبه السابق نداء تونس. ولم يفوّت الجلاد كذلك اللمز لحركة النهضة والترويكا السابقة بالتأكيد أن تحسن أداء المؤسستين العسكرية والأمنية في مكافحة الإرهاب هو تجسيد لإرادة سياسية منذ انتخابات 2014 لم تكن موجودة في السنوات التي سبقتها.
اقرأ/ي أيضًا:
الجرائم الفرنسية ضدّ التونسيين والثأر غير المنسي
الإفلات من العقاب في جرائم التعذيب.. الآفة المستمرة