26-أبريل-2024
مهاجرين تونس

كانت الهجرة غير النظامية إحدى أبرز مواضيع المحادثة الهاتفية بين سعيّد وماكرون (صورة أرشيفية/ ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تطرّقت مكالمة هاتفية جرت الخميس 25 أفريل/نيسان 2024، بين الرئيس التونسي قيس سعيّد ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى جملة من المواضيع من بينها "موجات الهجرة غير النظامية التي تزداد تفاقمًا يوم بعد يوم"، وفق بلاغ للرئاسة التونسية.

قيس سعيّد: توافد عدد من المهاجرين غير النظاميين من جنوب الصحراء على تونس أمر غير طبيعي، وراءه شبكات تتاجر بالبشر وبأعضائهم

وقد أوضح قيس سعيّد وفق البلاغ، أن "الذي يحصل اليوم في تونس من توافد عدد من المهاجرين غير النظاميين من جنوب الصحراء أمر غير طبيعي ويجب أن تتضافر الجهود لتفكيك الشبكات الإجرامية التي تقف وراء هذه الأوضاع وهي شبكات تتاجر بالبشر وبأعضائهم"، وفق تأكيده.

وتابع الرئيس التونسي أنّ هذه الشبكات "تتولى إغداق الأموال على هؤلاء المهاجرين غير النظاميين الذين لم تكن تونس سببًا في فقرهم وفي بؤسهم، ولا تقبل تونس بأن يستقروا بها، وهو أمر غير مقبول فضلًا عن أنه مشبوه" على حد تعبيره.

ومن بين المواضيع الأخرى التي تم التطرق إليها وفق بلاغ الرئاسة التونسية، "العلاقات الثنائية بين البلدين وعلاقة تونس بالاتحاد الأوروبي والتقلبات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم"، فضلًا عن "حرب الإبادة التي يتعرض إليها الشعب الفلسطيني وضرورة الوقف الفوري لهذه الحرب"، وفق البلاغ.

 

 

أما بلاغ الرئاسة الفرنسية بخصوص ذات المحادثة الهاتفية، فقد أورد أنّ الرئيسين "رحّبا بتعزيز التعاون الثنائي بين تونس وفرنسا في الفترة التي تسبق انعقاد المجلس الأعلى للتعاون الثنائي المقرر عقده في جوان/يونيو في باريس، برئاسة رئيسي الحكومتين التونسية والفرنسية".

وفي هذا الإطار، تم بحث موضوعات التعاون في مجالات تحول الطاقة والتعليم والزراعة والأمن الغذائي.

 الرئاسة الفرنسية: فرنسا مستعدة لتعزيز تعاونها مع تونس لمكافحة شبكات الاتجار بالبشر في إطار الشرعية الدولية

وأكد البلاغ الفرنسي، أنّ "فرنسا ستدعم تونس في تنفيذ إصلاحاتها الاقتصادية"، كما تطرّق إلى مسألة "التعاون في مجال الهجرة"، حيث أشار ماكرون إلى أنّ "فرنسا مستعدة لتعزيز تعاونها مع تونس لمكافحة شبكات الاتجار بالبشر في إطار الشرعية الدولية وبما يتماشى مع الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي".

يشار أيضًا إلى أنّ الرئيس الفرنسي رحّب بمشاركة نظيره التونسي في القمة الفرنكوفونية التي ستعقد بفرنسا في أكتوبر/تشرين الأول المقبل والتي ستعقب القمة التي نظمتها تونس بجربة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.


صورة

وما انفكت ظاهرة الهجرة غير النظامية تؤرق بال السلطات التونسية، خاصة وأنّ أعداد المهاجرين ما فتئت ترتفع، سواءً من حاملي الجنسية التونسية أو من القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء الذين تمثل تونس بالنسبة إليهم محطة عبور في اتجاه الدول الأوروبية.

يذكر أنّه تم في 16 جويلية/يوليو 2023، توقيع "مذكرة تفاهم" بين تونس والاتحاد الأوروبي حول "شراكة استراتيجية وشاملة"، وتهم بالأساس ملف الهجرة غير النظامية. وقد قام بتوقيعها الرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وقد طالت مذكرة التفاهم عديد الانتقادات على الصعيد الحقوقي في تونس، واعتبر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنّ هذه المذكرة "خطيرة وتكرس دور الحارس والسجان"، وفق توصيفه.