180 فيلمًا تونسياً وعربيًا وأجنبيًا من 20 دولة، سيكون الجمهور التونسي على موعد معها في الفترة ما بين 4 إلى 11 تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، في إطار الدورة الثامنة والعشرين (28) لأيام قرطاج السينمائية، والتي تم الإعلان عن تفاصيلها أمس الخميس 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2017 خلال ندوة صحفية عقدها المدير العام للأيام المنتج التونسي نجيب عياد.
180 فيلمًا تونسيًا وعربيًا وأجنبيًا من 20 دولة، سيكون الجمهور التونسي على موعد معها في أيام قرطاج السينمائية
دورة الرجوع للثوابت
هي دورة "الرجوع للثوابت"، كما أعلن عياد خلال لقاء صحفي له على هامش الدورة السبعين لمهرجان كان السينمائي وهو ما أكده مدير النسخة القادمة من أيام قرطاج السينمائية مرة أخرى أمس، قائلًا: "المهرجان عربي إفريقي، نشأ كذلك ويتواصل اليوم محافظًا على البعد العربي الإفريقي مع انفتاحه على سينما الجنوب وخاصة على آسيا وأمريكا اللاتينية". مع العلم أن ضيوف شرف هذه الدورة هي سينما كل من الأرجنتين وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا والجزائر.
ولا تخلو هذه الدورة من الجديد الذي تجلى في عودة "قاعة سينما الأفريكا" للعمل بعد غلقها منذ ست سنوات، وعودة مسابقة الفيلم الوثائقي، بصنفيه الطويل والقصير، بعد دمجهما مع الروائي في الدورتين السابقتين. كما من المنتظر أن تعرف الدورة الجديدة حضورًا لافتًا للمخرجين والمهنيين المتخصصين في صناعة السينما، حسب تأكيدات مدير عام الأيام، الذي أكد أن موقفه "لا يعكس تقليلاً من شأن الممثلين لكنهم لن ينفردوا بالأضواء كما حصل في دورات سابقة".
كما سجلت الدورة الثامنة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية رقمًا قياسيًا في الأفلام التونسية التي ترشحت وسجلت للمشاركة بـ78 فيلمًا (37 فيلمًا روائيًا و41 فيلمًا وثائقيًا)، حسب تصريحات مدير الدورة، الذي أضاف أنه تم اختيار فيلمين تونسيين لتقديمهما في سهرات خاصة وهما "الجايدة" لسلمى بكار و"همس الماء" للطيب الوحيشي، كما سيتم عرض 30 فيلمًا تونسيًا ضمن قسم "نظرة على السينما التونسية".
واعتاد التونسيون، خلال السنوات الأخيرة، أن تعرف تظاهرة أيام قرطاج السينمائية وهي أعرق التظاهرات السينمائية في البلاد ومن الأعرق عربيًا وإفريقيًا، إقبالًا واسعًا إذ تحجز المقاعد في قاعات السينما قبل عرض الأفلام بأيام ويشهد شارع الحبيب بورقيبة، المركزي في قلب العاصمة التونسية، والذي تحيط به قاعات السينما، أجواء احتفالية.
في هذا السياق، سيكون جمهور الأيام على موعد يومي، في قاعة مفتوحة بشارع الحبيب بورقيبة، مع حفل في الخامسة مساء وعرضين سينمائيين انطلاقاً من السابعة مساء، كما ستنتظم جميع حفلات الاستقبال في الفضاءات المحيطة بالشارع الرئيسي، وتحتضن قاعة "الكوليزي" الافتتاح الذي سيتضمن عرض فيلم "كتابة على الثلج" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي. وستعود النقاشات الخاصة بالأفلام إلى فضاء "نجمة الشمال"، تحت إدارة الجامعة التونسية لنوادي السينما.
وعن اختيار فيلم فلسطيني للافتتاح، أكد نجيب عياد أن ذلك يندرج في إطار تأكيد "بعد المهرجان العربي". وتدور أحداث فيلم الافتتاح حول "الانقسامات الأيديولوجية، الفكرية والدينية والجغرافية في فلسطين، كما ستتطرق الأحداث للانقسامات في الوطن العربي"، وهو من بطولة عمرو واكد وخالد أبو النجا وديامان بوعبود ورمزي مقدسي وعرين عمري وغسان مسعود.
وفي محاولة لإرضاء جمهور السينما في كل المدن التونسية، ستتوسع عروض الأيام خارج العاصمة إلى أربع مدن تونسية أخرى، تركيزًا لمطلب اللامركزية الذي طالما طالب به الجمهور.
تفتتح أيام قرطاج السينمائية بفيلم "كتابة على الثلج" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي في تأكيد للبعد العربي للمهرجان
مسابقات متعددة وأفلام منتظرة
المسابقة الأبرز هي للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، ويرأس لجنة تحكيمها جاك دورفمان بمشاركة ستة أعضاء هم: ربيعة بن عبد الله، فيلدستي واسي، ماما كايتا، بابو سيزار، حسن بنجلون وميشال خلايفي. ويندرج ضمن هذه المسابقة 15 فيلمًا قصيرًا و14 فيلمًا روائيًا طويلاً.
ومن بين الأفلام الروائية الطويلة المشاركة في المسابقة ثلاثة أفلام تونسية هي: "على كف عفريت" لكوثر بن هنية، "مصطفى زاد" لنضال شطا و"شرش" لوليد مطار، إلى جانب أفلام أخرى اشتهرت مؤخرًا، من بينها "في انتظار عودة الخطاطيف" لكريم موساوي، الذي شارك في الدورة السبعين لمهرجان كان السينمائي (قسم نظرة ما)، "القضية 23" لزياد دويري، الحائز على جائزة أفضل ممثل في الدورة الأخيرة لمهرجان البندقية السينمائي، "الشيخ جاكسون" لعمرو سلامة، "وليلي" لفوزي بنسعيدي.
أما في مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، فستكون المنافسة بين 14 فيلمًا وفي الوثائقي القصير 8 أفلام، ويرأس لجنة تحكيم الوثائقيات تيري ميشال، ويشارك في عضويتها كل من بابا ديوب، جيهان الطاهري، طارق بن عبد الله، وجيرالد بيري. أما لجنة جائزة الطاهر شريعة للعمل الأول فيرأسها حكيم بن حمودة وفي عضويتها كل من هالة لطفي ورخية نيونق.
ماديًا، ذكر مدير المهرجان أن ميزانية الدورة الجديدة تقدر بحوالي 3 ملايين دينار (1.2 مليون دولار)، وأنها ستتميز بـ"مضاعفة الجوائز المالية المقدمة". يذكر أن مهرجان أيام قرطاج السينمائية تأسس سنة 1966، من قبل الطاهر شريعة، المعروف بأب السينما التونسية، وهو أقدم مهرجان سينمائي في دول الجنوب لا يزال يعقد دوراته. كما أنه إحدى ثلاث تظاهرات فنية تستكمل بعضها، إذ نجد كذلك أيام قرطاج المسرحية وأيام قرطاج الموسيقية. ومنذ سنة 2015 أصبح المهرجان يعقد سنوياً وأهم جوائزه التانيت الذهبي.