الترا تونس - فريق التحرير
أبو القاسم الشابي هو شاعر الحياة، وأيضًا شاعر تونس الذي يتصدر مكانة بارزة، ربما لا نظير لها، في المدونة الأدبية الشعرية التونسية، حتى بات شاعر البلاد الأول الذي تتناقل الأجيال قصائده، وقد ضُمّنت أبيات منها في النشيد الوطني.
أبو القاسم الشابي هو شاعر تونس الأول الذي تتناقل الأجيال قصائده وقد ضُمّنت أبيات منها في النشيد الوطني
ويتصادف تاريخ 9 أكتوبر/تشرين الأول من كل سنة مع ذكرى وفاته، وهو الذي غادر الحياة شابًا يافعًا في سن 25 سنة بسبب مرض القلب. تعرّف معنا على أهم 8 تواريخ في حياة شاعر تونس أبو القاسم الشابي:
1909
هو تاريخ ولادة أبو القاسم الشابي بتاريخ 24 فيفري/شباط 1909 بقرية الشابية في عائلة معروفة بميلها للتصوف وباهتمامها بالعلم. إذ درس والده بجامع الزيتونة ثم بالأزهر بمصر، وتولى خطة القضاء الشرعي.
اقرأ/ي أيضًا: وفاة البشير العريبي.. التونسي الذي كتب نشيد ليبيا ونعاه السراج
1920
التحق أبو القاسم في أكتوبر/تشرين الأول من هذه السنة بالكلّية الزيتونية وذلك بعد دراسته بالكتّاب لحفظ القرآن، وهي مرحلة صباه ظهرت خلالها ميوله الأدبية وشغفه بالقراءة فما بلغ لاحقًا الكلية الزيتونية حتى كان مميّزًا بين أقرانه. وكان ينتقل، خلال دراسته بالزيتونة في العاصمة، بين حلقات الدروس والمكتبات العامة مبحرًا في عوالم الأدب، ليكتب أبو القاسم أولا محاولاته الشعرية في السنة الثالثة من دراسته بالمعهد الزيتوني.
1927
تعرّف القراء على شعر أبو القاسم لأول مرة خلال هذه السنة، وذلك حينما بدأ ينشر أشعاره في الصفحة الأدبية في جريدة "النهضة" التي تصدر أسبوعيًا كل يوم إثنين، وكذلك من خلال المجلد الأوّل من كتاب زين العابدين السنوسي "الأدب التونسي في القرن الرابع عشر" الصادر سنة 1927 عن مطبعة العرب.
بدأ أبو القاسم الشابي ينشر أشعاره سنة 1927 في الصفحة الأدبية في جريدة "النهضة" التي تصدر أسبوعيًا كل يوم إثنين
1928
تخرّج الشابي في هذه السنة، وهو ابن 19 سنة، من الزيتونة بالتطويع في العلوم من الرتبة الثانية. وانتسب إثر تخرجه انتسب إلى مدرسة الحقوق التونسية. وقد انتُخب شاعرنا عضوًا مؤسسًا لجمعية الشبان المسلمين، وأسهم في وضع قانونها الأساسي.
وكان سنتها أيضًا رئيسًا للجنة الطلبة المنادين بإصلاح التعليم الزيتوني، وقد كان أبو القاسم حريصًا على التجديد والإصلاح إذ وضع برنامجًا شاملًا للنادي الأدبي بجمعية قدماء الصادقية.
أبو القاسم الشابي.. شاعر الحياة والخلود
1929
ألقى أبو القاسم الشابي في هذه السنة، وهو ابن 20 سنة، محاضراته الشهيرة "الخيال الشعري عند العرب" كثالث محاضرة سنتها بعد محاضرتي محمد الصالح المهيدي عن امرئ القيس ومحاضرة الأب يوسف سلاّم عن طريقة ديكارت ومدى أخذ طه حسين بها في كتابه "في الأدب الجاهلي".
ألقى أبو القاسم الشابي سنة 1920 محاضرته الشهيرة "الخيل الشعري عند العرب" والتي بلغت أصداؤها إلى الأقطار العربية
ألقى الشابي هذه المحاضرة تحديدًا يوم 1 فيفري/فبراير 1929 طيلة ما يزيد على الثلاث ساعات بالقاعة الكبرى للمحاضرات بالجمعية الخلدونية. وهي محاضرة بلغت أصداؤها إلى الأقطار العربية، وقد قيل عن المحاضرة "لسنا نعرف في تاريخ الآداب نصّا أُتيَ من المتهجمين عليه ومن المنتصرين له ولصاحبه كهذا النص".
1930
تزوّج أبو القاسم الشابي في هذه السنة، وقد حل الاختلاف بين الناس حول دواعي هذا الزواج بالنظر للصعوبات الصحية للشابي، إذ بدأ قبل سنتين يعاني من أعراض مرض القلب وكانت تشتد تباعًا عليه. بيد أن الزواج كان في الحقيقة بطلب من والده، ولم يجد الشابي بدًا غير استشارة الطبيب محمود الماطري الذي نصحه بعدم الإجهاد البدني حفظًا لصحته. ولكن استجاب أبو القاسم لرغبة أبيه وعقد قرانه.
اقرأ/ي أيضًا: فن الأدبة أو الشعر الملحون التونسي.. ذاكرة شعب للاضمحلال
1933
بدأ أبو القاسم في هذا السنة ينشر شعره في مجلة "أبولو"، وهي مجلة عربية شهيرة وقتها، ونشر بالخصوص في البداية قصيدته "صلوات في هيكل الحب". وقد توطدت العلاقة بين الشاعر التونسي والجماعة الأدبية المصرية "أبولو" إلى أن طلب زعيمها أحمد زكي أبو شادي من الشابي كتابة مقدمة ديوانه "الينبوع"، فيما طلب الشابي منه أن ينشر ديوانه بمصر ولذلك قام على جمعه وإعداده للطبع وسمّاه "أغاني الحياة".
1934
اشتد المرض بأبي قاسم الشابي إلى أن توفي في العاصمة يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول 1934، وهو ابن 25 سنة فقط، ولم يرى ديوانه يُنشر أمام عينيه، ولم يصدر ديوان "أغاني الحياة" إلا سنة 1955 بإشراف من أخيه محمد الأمين الشابي.
أبو القاسم الشابي هو شاعر الحياة والخلود وحفر اسمه في كوكبة الشعراء في الوطن العربي
تم نقل جثمان الشابي يوم وفاته إلى توزر أين دفن فيها، وقد نقل جثمانه لاحقًا إلى ضريح خصّص له سنة 1946.
وظل اسم الشابي محفورًا في كوكبة الشعراء في الوطن العربي، ولاقى التبجيل في تونس حيث باتت أبيات من قصائده مضمنة في النشيد الوطني الرسمي، وأصبحت صورته في الأوراق النقدية، وذلك اعترافًا بشاعر الحياة والخلود الذي ظلت قصائده محفورة في الشعر العربي.
اقرأ/ي أيضًا: