12-نوفمبر-2018

دعا للوحدة حول المسار الديمقراطي في الفترة القادمة

الترا تونس - فريق التحرير

 

قدم رئيس الحكومة يوسف الشاهد كلمة حول التحوير الوزاري، الإثنين 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 في مفتتح الجلسة العامة بمجلس نواب الشعب المخصصة للتصويت على أعضاء الحكومة الجدد، تحدث فيها عن سياق إجراء هذا التحوير وما اعتبرها إنجازات حكومته وبرامجها للفترة القادمة، دون أن يفوّت الفرصة للحديث عن العراقيل التي واجهتها الحكومة ملمحًا لدور حزبه نداء تونس في ذلك.

وتحدث الشاهد أنه قام بالتحوير الوزاري من منطلق صلاحياته الممنوحة في الدستور بصفته كرئيس للحكومة، قائلًا إنه يثمّن تصريحات رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي التي أكد فيها على علوية الدستور مؤخرًا واحترامه له رغم معارضته التحوير الوزاري. وأضاف الشاهد أنه لم يخطر بباله الإساءة لرئيس الجمهورية، مؤكدًا رفضه لأي محاولة لإيقاع الفتنة معه ومشدّدًا على حرصه من أجل تواصل التعاون بينهما.

يوسف الشاهد: لم يخطر ببالي الإساءة لرئيس الجمهورية وأثمن تأكيده على علوية الدستور

من جانب آخر، اعتبر رئيس الحكومة أن حكومته لم تتلق الدعم السياسي الضروري خلال الفترة السابقة للتقدم في كل الملفات، وبالخصوص في دعم الإصلاحات ومكافحة الفساد. وتحدث بأن الصراعات السياسية شوشت على عمل الحكومة ومثلت قوة جذب للوراء حسب تعبيره.

وقال إن الحكومة عملت تحت قصف عشوائي واصفًا بذلك بكون "النيران الصديقة كانت أكثر من نيران المعارضة"، وذلك في إشارة لحزبه نداء تونس قائلًا "قلوبهم معك وسيوفهم عليك".

وأكد أنه لا توجد أزمة حكومية بل أزمة سياسية داخل جزء من الطبقة السياسية وهي ألقت بظلالها على العمل الحكومي. وقال الشاهد إنه قام بمجهود كبير حسب وصفه لتجنيب البلاد والحكومة الآثار السلبية لهذه التجاذبات.

وفي هذا الإطار، أفاد رئيس الحكومة أن التحوير الوزاري جاء لوضع حدّ للأزمة السياسية ولتلافي الضبابية حول من مع ومن ضد الحكومة حسب تعبيره. وأضاف أن هناك جهات تصنف نفسها ضمن دائرة الحكم ولكنها ضد الحكومة، وذلك في إشارة مجددًا لحزب نداء تونس الذي قاطعت كتلته الجلسة العامة.

يوسف الشاهد: الحكومة لم تتلق الدعم السياسي الضروري خلال الفترة السابقة للتقدم في كل الملفات وبالخصوص في دعم الإصلاحات ومكافحة الفساد

ووصف الشاهد وصف البعض التحوير الوزاري بالانقلاب بأنه "تصرف غير مسؤول" قائلًا: "نحن ضد الانقلابات الناعمة والخشنة" مؤكدًا الالتزام بالدستور وبالديمقراطية، مضيفًا أن دور الطبقة السياسية هو إرجاع الأمل للتونسيين بعد ثورة الحرية والكرامة.

وأكد الشاهد، في سياق متصل، أن حكومته ليست فوق النقد، ولكن دعا لتقييم عملها بموضوعية بعيدًا عن تسجيل النقاط السياسية حسب تعبيره.

واستعرض الشاهد ما اعتبرها إنجازات حكومته في السنتين الماضيتين متحدثًا بالخصوص على التحكم في عجز الميزانية وهو ما قال إنه أنقذ البلاد من مخطط سيناريو كارثي مرجعًا الفضل في ذلك لقانوني المالية لسنتي 2017 و2018.

وأكد رئيس الحكومة أنه لم يعد التونسيين، منذ خطاب منح الثقة لحكومته في صائفة 2016، بأن تصبح تونس جنة في ظرف عام أو عامين، وإنما وعد أن تأخذ المؤشرات الاقتصادية طريقها نحو اللون الأخضر انطلاقًا من سنة 2020. وقال، في هذا الجانب، أن سياسات حكومته أعطت أكلها مع تحسن أرقام التصدير والاستثمار وفق تأكيده.

وقال يوسف الشاهد في كلمته أن حكومته حددت جملة من الأولويات للفترة القادمة تتمثل بالخصوص في مزيد تدعيم مؤشرات النمو والاستثمار ودعم القطاعات المنتجة، وكذلك مواصلة التحكم في ميزانية العجز العمومي في حدود 3.8 في المائة وذلك لتخفيض نسبة المديونية لأول مرة منذ الثورة، مع العمل على التحكم في العجز التجاري ووضع حد لارتفاع الأسعار ومراجعة منظومة الدعم.

وأشار الشاهد أنه يأمل إلى الوصول لاتفاق حول الوظيفة العمومية مع الاتحاد العام التونسي للشغل في الوقت القريب.

يوسف الشاهد:  المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة وحدة حول المسار الديمقراطي وأيضًا مرحلة مصالحة بين التونسيين

وتحدث رئيس الحكومة في كلمته على الحرب ضد الفساد التي قال إنها حرب طويلة وصعبة، وأضاف أن لوبيات الفساد حاولت الدفاع عن مصالحها وتحركت في وقت سابق لإرباك عمل الحكومة.

وشدد الشاهد أن الحرب على الفساد مستمرة بلا هوادة وفق تعبيره، ولكن أكد ان الانتصار على الفساد ليس رهين عمل الحكومة فقط بل يستلزم أيضًا انخراط السلطة القضائية والمجتمع المدني والمواطن.

وأكد أن إنجاح الانتخابات القادمة هي أولوية قصوى لحكومته، متوجهًا أن التاريخ لن يرحم كل من يحاول منع تركيز المؤسسات الدستورية قائلًا إن حكومته ملتزمة وفق صلاحياتها من أجل إنجاح هذا التحدي.

وختم يوسف الشاهد كلمته بأن المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة وحدة حول المسار الديمقراطي وأيضًا مرحلة مصالحة بين التونسيين للوصول للانتخابات في ظروف طيبة، قائلًا إن الحكومة أياديها مفتوحة للجميع "وفي خدمة تونس فليتنافس المتنافسون".

 

اقرأ/ي أيضًا:

جلسة منح الثقة للوزراء الجدد.. كيفية تسييرها والسيناريوهات الممكنة

سفيان طوبال: التحوير الوزاري انقلاب على نداء تونس ونتائج انتخابات 2014