14-فبراير-2022

كان قد تم التراجع عن بث برنامج إذاعيّ ضيفه بشير العكرمي (فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير 

 

نشر نقيب الصحفيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي، الاثنين 14 فيفري/ شباط 2022، تدوينة على حسابه بفيسبوك، قال فيها إنّ رضوخ إذاعة "IFM" لمنطق "التخويف وممارسة الرقابة الذاتية، هو أخطر شيء ممكن أن يحدث، وربما أخطر حتى من أي رقابة قد تمارسها السلطة" وفق قوله. 

محمد ياسين الجلاصي (نقيب الصحفيين التونسيين): رضوخ الإذاعة لمنطق التخويف وممارسة رقابة ذاتية هو أخطر شيء ممكن أن يحدث، ممكن أخطر حتى من أي رقابة قد تمارسها السلطة

ويأتي تعليق رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، على خلفية ما نشره الإعلامي مراد الزغيدي بتاريخ 12 فيفري/ شباط الجاري، من أنّه "لن يتم بث برنامج (عندنا أجندا) في موعده المعهود"، بعد أن كان قد أكد في وقت سابق، أنّ ضيفه "سيكون ولأول مرة في ميديا تونسي القاضي البشير العكرمي" وفق ما نشره على حسابه الرسمي بفيسبوك.

هذا التراجع عن بثّ الحوار، دفع بنقيب الصحفيين إلى التفاعل بقوله: "يهمني الحديث عن أمر خطير حدث في نهاية الأسبوع وهو تراجع إذاعة ifm عن بث حوار مراد الزغيدي مع وكيل الجمهورية السابق، والذي تتهمه هيئة الدفاع بالتلاعب بقضايا الاغتيالات، بشير العكرمي، تحت ضغط وترهيب وحملة تخوين من الناس على فيسبوك".

محمد ياسين الجلاصي (نقيب الصحفيين التونسيين): من المهم القول إنّ عددًا من وسائل الإعلام لا يملك مالكوها رؤية أو مشروعًا أو خطًا تحريريًا بل إنهم حولوها إلى مجرد مساحات إشهارية تعمل بمنطق (الجمهور عايز كده)

وتابع الجلاصي: "رضوخ الإذاعة لمنطق التخويف وممارسة رقابة ذاتية هو أخطر شيء ممكن أن يحدث، ممكن أخطر حتى من أي رقابة قد تمارسها السلطة، وإذا دخلنا إلى هذا المربع فإن الخروج منه سيكون أصعب مما نتصور، وستصبح الهستيريا الجماعية هي المحدد فيما يتناوله الإعلام. مهم أيضًا القول إن عددًا من وسائل الإعلام لا يملك مالكوها رؤية أو مشروعًا أو خطًا تحريريًا بل إنهم حولوها إلى مجرد مساحات إشهارية تعمل بمنطق (الجمهور عايز كده)" وفقه.

وأضاف الجلاصي: "حدثني مراد الزغيدي بكل حرقة وأسف عن هذه السابقة وعن الهجومات الافتراضية وحملة التشويه التي طالته لمجرد استضافة البشير العكرمي، مراد الذي كان في الصفوف الأولى دفاعًا عن المظلومين وضحايا التعذيب والقتل ومنتصرًا لقضايا المساواة والحريات وإنهاء الإفلات من العقاب، يجد نفسه اليوم متهمًا بخدمة الإرهاب!! علينا جميعا اليقظة لإيقاف هذا الانزلاق الخطير" وفق نص تدوينته.

وقالت نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، أميرة محمد من جهتها، إنّه لا توجد أي مواضيع لا يجب لها أن تُطرح لدى الصحفي الحقيقي "الذي يجب أن يطرق كل الأبواب كي يسأل ويستفسر ويكشف.. صحفيون من أعرق وأكبر المؤسسات الإعلامية في العالم ذهبوا للبحث على بن لادن، وعن زعيم داعش وغيرهم من أخطر المجرمين في العالم لتفكيك القليل من طريقة تفكيرهم، وكيفية تشكّل هذه التنظيمات، ولم يتهمهم أحد بدعمهم للإرهاب" وفقها.

أميرة محمد (نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين): يبدو أن سياسة ترهيب أصحاب المؤسسات الإعلامية والصحفيين من قبل المليشيات بدأت تعطي نتيجة للأسف

وتابعت أميرة محمد: "نحن في تونس إذا استضفت داعمًا للرئيس أو قلت إنه قام بأمر جيّد، يتهمونك بأنه قد وقع شراؤك أو استقطابك، من قبل ميليشيات النهضة والمعارضة وميليشيات عبير موسي.. وإذا استضفتَ طرفًا من النهضة، فستهاجمك ميليشيات دعم الرئيس وميليشيات عبير موسي أيضًا وتصبح تابعًا للنهضة ومأجورًا، وإذا استضفتَ جت عبير موسي وحزبها تهاجمك ميليشيات الرئيس وميليشيات النهضة وتصبح تابعًا للمنظومة البائدة ولديك حنين لبن علي وجماعته.. كفوا عن النفاق فكلكم تريدون السيطرة على الإعلام ولديكم عقلية إمّا معي أو ضدي.." وفق وصفها.

وأضافت نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: "متى تفهمون أن الصحفيين الحقيقيين ليسوا مع النهضة ولا مع الرئيس ولا مع عبير موسي ولا مع المرزوقي ولا غيرهم.. هم مع صحافة حرة ومهنية وموضوعية فقط لا غير.." وفقها.

وعلّقت أميرة محمد في سياق متّصل، أنه "يبدو أن سياسة ترهيب أصحاب المؤسسات الإعلامية والصحفيين من قبل المليشيات بدأت تعطي نتيجة للأسف".

وعلّق الناشط السياسي والاجتماعي غسان بن خليفة على هذه المسألة بقوله: "فعلًا هذا منزلق خطير نحو الاستبداد لا يمكن السكوت عنه! من حقّ الشعب أن يستمع لرواية البشير العكرمي، وإن كان مشبوهًا ومكروهًا!" وفقه.

وأضاف بن خليفة: "هذا المنع يثبت مجدّدًا مدى انتهازية الخاص واستعداده للدوس على حرية الإعلام والحق في المعلومة بحسب مصالح الرأسماليين من مالكيه أو المستشهرين فيه، وعلاقتهم المتلونة بأصحاب السلطة" وفق نص تدوينته.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

نقابة الصحفيين: سجلنا أعلى نسب الاعتداءات على الصحفيين خلال 6 أشهر الأخيرة

نقيب الصحفيين: نطالب الرئيس باعتذار علني عن الانتهاكات التي طالت المتظاهرين