14-مايو-2018

عرض "نحب البلاد" غنى لتونس الحالمة (صفحة وزارة الشؤون الثقافية)

"نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد، نحج إليها مع المفردين عند الصباح وبعد المساء ويوم الأحد ولو قتلونا كما قتلونا ولو شردونا كما شرّدونا ولو أبعدونا لبرك الغماد لعدنا غزاة لهذا البلد"، بهذه الكلمات التي خلّدت ذكرى الشاعر الراحل الصغير أولاد أحمد انطلق عرض "نحب البلاد" للموسيقي محمد الهادي العقربي.

اقرأ/ي أيضًا: أرملة أولاد أحمد تتوجه للقضاء لمنع استعمال اسم زوجها في أيام قرطاج الشعرية

عرض "نحب البلاد" جمع على ركح مسرح الجهات بمدينة الثقافة محمد الهادي العقربي وياسر جرادي وروضة عبد الله

العرض الذي اختتم تظاهرة "الموسيقى العربية الجديدة" جمع على ركح مسرح الجهات بمدينة الثقافة محمد الهادي العقربي وياسر جرادي وروضة عبد الله، ومزج بين الطابع الكلاسيكي والعصري إذ صاحبت الأوركسترا السمفوني التونسي بقيادة المايسترو هشام المعمري مجموعة موسيقية يقودها الموزع نبيل الورغي.

وكانت البداية مع عازف السكسفون محمد الهادي العقربي، الذي خلع عنه رداء العزف ولبس رداء الغناء الذي بدا فضفاضًا وغير متناسق معه، وبطبقة خافتة وبإحساس شاحب غنّى العقربي أغنية "ماشي" وهي من ألحانه ومن كلمات الصغير أولاد أحمد.

وانتهت الوصلة "العقربية"، ليطلّ الفنان ياسر جرادي وسط تصفيق الحضور ويتزين ركح مسرح الجهات بصورة الشهيد شكري بلعيد.

[[{"fid":"99867","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":333,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

تمايلت روضة عبد الله على وقع ألحان مازجت بين ثقافات عدة (صفحة وزارة الشؤون الثقافية)

"نسمع فيه يغني يغني ويغني بالصوت يغني بابا حياك حياك بابا حياك"، غنّى الجرادي لروح بلعيد وهو يتقلّد قيتاره.

وما يلبث أن يضع قيتاره على الركح معلنًا قدوم الفنانة روضة عبد الله التي حملت ألوان الربيع إلى المسرح، وغنّت "اللي فات عمرو ما مات" بصوت عُجن من إحساس.

اقرأ/ي أيضًا: الأحرار لا يموتون.. في رثاء فارسي الكلمة

وتقاسم ياسر جرادي ومحمد الهادي العقربي وروضة عبد الله المسرح، وأدى العقربي أغنية "البرنوس" وهي من تلحين والده سمير العقربي و"صنعني صانع" من التراث الصوتي ومن تلحينه بنفس الحضور الباهت حتّى أنه حبس بعض الحروف في حلقه فخرجت الكلمات منقوصة.

صوت العقربي ليس بالعمق الذي نعت به الفلسفة وهو يقول إنه لن يستعملها في الحديث عن عرض "نحب البلاد"، واكتفى بالقول إن المحبة رأس مال وأن تونس في حاجة إليها رغم السيئات قبل أن يقدم المصدح لروضة عبد الله وياسر الجرادي ليغنيا تونس الحالمة ويصدحان "نرجعلك ديما ديما مهما زرعولي الشوك في الثنية".

اختتم ثلاثي عرض "نحب البلاد " تظاهرة الموسيقى العربية المتجدّدة بأغنية "نحب البلاد" كما لا يحب البلاد أحد بمصاحبة الأوركسترا السمفوني التونسي

وغنت عبد الله من كلماتها وألحانها بالشراكة مع منى شطورو واحتفت بالمرأة الملحنة عبر أغنيتي "دانة دنة" و "انادي"، ورقصت على الركح وتمايلت على وقع ألحان مزجت بين ثقافات عدّة، حتّى أن المستمع يخطر على باله طابع موسيقى القناوة وموسيقى الغجر في آن.

وأعربت عن سعادتها بالغناء في عرض "نحب البلاد "، معتبرة أن الفن شكل من أشكال حب البلاد سواء كان عبر الكلمة أو اللحن، قبل أن تغادر المسرح ليشرع ياسر الجرادي في لوم تونس التي يحب من خلال أغنيته "شبيكي نسيتيني" التي قال إن معاني كلماتها في ظاهرها جارحة ولكنها لا تخلو من حب في أعماقها.

[[{"fid":"99868","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":333,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]

اختتم ياسر الجرادي وروضة عبد الله ومحمد الهادي العقربي العرض بأغنية نحب البلاد (صفحة وزارة الشؤون الثقافية)

 

وبعد إعلان محمد الهادي العقربي مواصلته العمل على تلحين نصوص الصغير أولاد حمد باعتباره شاعر الوطن، اختتم ثلاثي عرض "نحب البلاد " تظاهرة الموسيقى العربية المتجدّدة بأغنية "نحب البلاد" كما لا يحب البلاد أحد بمصاحبة الاوركسترا السمفوني التونسي.

ورغم أن خيار غناء العقربي لم يكن مصيبًا، الأمر الذي عكسه تفاعل الجمهور الفاتر معه، إلا أن عرض " نحب البلاد " غنى لتونس الحالمة، تونس التي تتعثر ولا تسقط، تونس التي تحضن أبناءها رغم وجعها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جولة في المعالم الأثرية للقيروان.. ذاكرة الحضارة الإسلامية

أوذنة تنتفض من رماد النسيان: "مسرحي أفضل من قرطاج لكنها أحكام السياسة"